الإعلام يدفع عجلة اقتصاد المعرفة

قمة المعرفة المنعقدة بدبي ناقشت آليات اختيار المحتوى الإعلامي في عصر الوفرة، وكيفية إسهام جيل الشباب في تغيير ملامح صناعة الإعلام.
السبت 2018/12/08
ظهور أشكال جديدة للإعلام

دبي – “اليوم الكل صحافي، والمعلومة لم تعد حكرا على وسيلة دون أخرى، فالسرعة والانتشار وقوة التأثير أصبحت عناصر أساسية في مشهدنا الإعلامي، فأحيانا يصبح المتلقي مرسلا والمرسل متلقيا، بل وأصبحت وسائل الإعلام تستفيد من الجمهور في الحصول على الخبر”، وفق ما أكد منصور المنصوري مدير عام المجلس الوطني للإعلام في دبي، خلال جلسة تفاعلية بعنوان “الإعلام.. تأثره وتأثيره في اقتصاد المعرفة” التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني للدورة الخامسة من “قمة المعرفة 2018” بدبي.

وأضاف المنصوري “مع هذا التطور برزت لدينا تحديات أهمها الأخبار الزائفة والأخبار المضللة، وما يتطلب ذلك من جهد لتثقيف الجمهور بكيفية محاربتها والحد منها”، وخلص بالقول ”نحن نعيش في العصر الذهبي للصحافة وهي مرحلة تعيد صياغة ما كان متعارفا عليه من ثوابت في قطاع الإعلام لسنوات عدة، وتعيد تعريف دور الإعلام ومدى مساهمته في بناء المجتمع. إن مستقبل الإعلام أصبح مرتبطا بتطور الحلول التقنية وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الثابت في صناعة الإعلام هو المحتوى”.

وناقش نخبة من المسؤولين وصناع الإعلام خلال الجلسة أهمية الإعلام في دفع عجلة اقتصاد المعرفة، وآليات اختيار المحتوى الإعلامي في عصر الوفرة، وكيفية إسهام جيل الشباب في تغيير ملامح صناعة الإعلام.

وبيّن علي جابر عميد كلية محمد بن راشد للإعلام ومدير مجموعة “إم بي سي”، أنه لا وجود لاقتصاد المعرفة دون الإعلام الذي تحول إلى صناعة رائدة ومتفردة تضاهي الصناعات الكبرى، وضمن هذا التوجه تسعى حاليا كبرى المؤسسات المطورة للتكنولوجيا إلى دعم البعد الإعلامي من خلال ما تقدمه من حلول ووسائل تقنية تشكل شريكا استراتيجيا للإعلام، وتسهم في إبراز أهميته وتعزز من سرعة نقل المعلومة.

وفي معرض حديثه عن استمرارية الإعلام التقليدي في ظل ظهور أشكال جديدة للإعلام، أشار إلى أن الإعلام التقليدي هو الإعلام الحقيقي وأن الورق هو وسيلة لتوزيع الأخبار وتقديمها.

وأكد أن اندثار هذا النوع من التوزيع يعد إيجابيا لما له من فاعلية في المحافظة على البيئة، لا سيما أن تداول الأخبار بحد ذاته عملية حيوية لن تندثر، وأن التكنولوجيا تشكل عاملا رئيسا في انتشارها ومواكبتها لتطورات العصر.

وتطرق الجابر إلى محور المصداقية والتصدي للأخبار الكاذبة، قائلا إن منصات التواصل الاجتماعي هي وسيلة لنقل الأكاذيب نمت في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في قطاع الإعلام وبالتالي بدأت بعض المؤسسات الإعلامية بالتخلي عن التحقق من صحة الأخبار ومصادرها لتستطيع منافسة سرعة نشر الأخبار التي تتميز بها بعض المنابر الشهيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولكن سرعان ما تنبهت المؤسسات لأهمية التحقق والمصداقية وهو ما سيشكل عنصرا مهما في نجاح هذه المؤسسات وضمان مستقبل أكثر ازدهارا لها.

18