الإعلام لا يلبي حاجة الجمهور إلى الأخبار العلمية

واشنطن – توصل خبراء إلى أن أزمة كورونا بيّنت في العامين الأخيرين قصورا لدى الإعلام تجاه المضمون العلميّ، الذي يمتلك بدوره قدرة على تغيير الشعوب إلى الأفضل.
ووجد مسح أميركي جديد أن هناك أولوية كبيرة للجمهور تجاه القضايا والأخبار العلمية، عكس ما كان يعتقده البعض من أنها هامشية. ووضع المسح، الذي أجْراه مركز “بيو” للأبحاث في الولايات المتحدة، الشؤون العلمية ضمن أولويات المؤسسات الإعلامية والجمهور.
ووفق هذا المسح، فقد قال أكثرُ من نصف البالغين في الولايات المتحدة (حوالي 56 في المئة) إنهم يتحدثون عن الأخبار العلمية مع الآخرين عدة مرات على الأقل شهريا.
وذكر حوالي ربع الأميركيين أنهم يتحدثون عن الأخبار العلمية عدة مرات في الأسبوع الواحد، في حين كشف المتبقون الذين تبلغ نسبتهم 43 في المئة أنهم يناقشون أمورا علمية في الكثير من الأحيان.
الإعلام العلمي العربي لم ينجح في أداء دور نشر الوعي العلمي بين الجماهير بسبب غياب المناخ العام
ويرى متابعون لواقع الإعلام العلمي في العالم العربي أنه مازال محدوداً وقاصراً في وسائل الإعلام العربية، كما أنه عاجز عن اللحاق بركب التَّقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع في العالم. هذا علاوة على أن الأخبار والتقارير العلمية أقل من الحاجة المطلوبة، وأغلبيتها تقتصر على ترجمات من مصادر أجنبية، والترجمات تعاني من قصور شديد، فقد يتم إغفال بعض الفقرات المهمة أو تحدث أخطاء في الترجمة، وقد لا يتم ذكر مصادر الموضوعات المترجمة، هذا في حال كانت المعلومة حديثة ولم تمض على نشرها أشهر وسنوات.
ولم ينجح الإعلام العلمي العربي في أداء دور نشر الوعي العلمي بين الجماهير. وقد يرجع ذلك إلى غياب المناخ العلمي العام الذي يساعد على استيعاب مفاهيم العلم والتكنولوجيا الحديثة. كما أن نظم الإعلام العربية تخلو من الكفاءات العلمية القادرة على القيام بدورها. فالبرامج العلمية في الإذاعة والتلفزيون تعاني من غياب المحرر العلمي الكفء، كما أنها عاجزة عن إعداد برامج وأفلام علمية متميزة تثير لدى الجمهور الرغبة الحقيقية في معرفة طبيعة وأسرار العلم والتكنولوجيا.
وما زالت تغطية أخبار العلم والتكنولوجيا في وسائل الإعلام العربية عموماً أقل مما يجب، ولا تلاحق اتجاهات العلم والتكنولوجيا الحديثة، وقد لا يملك الإعلامي العلمي الخبرة الكافية لتغطية مجالات علمية مهمة وحديثة، وهو في الوقت نفسه مقيد بجدول زمني ومساحة صغيرة، ولغة مبسطة يفهمها الجمهور غير المتخصص.
ووفق مراقبين يمكن للإعلام العلمي أن يتقدمَ فئات الإعلام المتخصص، كما هو الحالُ في الصحافة الرياضية أو الثقافية أو الأدبية أو الفنية، وذلك عندما يخرج من نطاق السرد والترجمة ليشمل التحليل الجدي والدقيق.
ولا يتجاوز عدد المجلات العلمية الجادة التي يتم توزيعها في الوطن العربي بهدف التثقيف العلمي 15 مجلة ورقية، كما أن عدد المواقع الإلكترونية العربية التي تهدف إلى التثقيف العلمي لا يتجاوز 40 موقعا، مما يعني أننا نعاني مشكلة كبيرة من الناحية الكمية، بالإضافة إلى المشكلة النوعية المتمثلة في عدم كفاءة المحرر العلمي. وحجم تغطية الأحداث الرياضية والفنية أكبر كثيرا من حجم تغطية الأنشطة الأخرى بما فيها الأنشطة العلمية، وهذا دليل على سطوة وسائل الإعلام وقدرتها على توجيه الجماهير والتحكم في رغباتها.