الإعلام جزء من الأمن القومي السعودي

لفتة الملك سلمان تجاه الإعلام يتوقع أن تعطي الدفعة التي يحتاجها ليدخل نسق التغيير ويواكبه خطابا وسياسة.
الأربعاء 2019/07/10
اعتراف ملكي بأهمية الإعلام في الدفاع عن الدولة

الرياض - تشهد المملكة العربية السعودية تغييرات كبيرة. يواكب الإعلام السعودي هذه المتغيرات، لكنها مواكبة تحتاج إلى أن تتخلص من أدبيات الخطاب التقليدي وتنتقل إلى استعمال مفردات وسياسة إعلامية أكثر شبابا وثورية، تواكب حالة التحديث الثوري التي طالت ملفات أكثر جمودا ومحافظة في تركيبة الدولة والمجتمع السعوديين.

والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أكثر العارفين بأهمية هذا المجال، الذي تتجاوز وظيفته مهمة الترفيه والثقافة، ليكون أداة استراتيجية من أدوات الأمن القومي بشكل عام. وأضحت هذه الأداة ذات أهمية أكبر في عصر السموات المفتوحة، وثورة في مجال وسائل التواصل بما يلغي الخط الفاصل بين الإعلام المحلي والإعلام الخارجي.

من هنا، تأتي الالتفاتة التي خص بها الملك سلمان الإعلام ورجاله داخل السعودية، وهي دليل اعتراف من قبل المؤسسة الملكية بأهمية قطاع الإعلام في الدفاع عن الدولة. كما تأتي هذه الالتفاتة كدليل على أن الملك سلمان ينتظر من قطاع الإعلام السعودي، ببعديه الداخلي والخارجي، إنجازات تتسق مع القفزات الكبرى التي تم تحقيقها.

ويلفت بعض الخبراء إلى أن الصحافة السعودية أثبتت في السنوات الأخيرة فشلا في أن تكون على مستوى التطورات الكبرى التي شهدتها السعودية وعلى مستوى السياسات الاستراتيجية غير المسبوقة التي اتخذتها الرياض.

ويدور جدل في السعودية حول أسباب تراجع المستوى الصحافي السعودي على الرغم من الإمكانات الهائلة التي يمتلكها والتي تجعل من السعودية مالكة لأكبر إمبراطورية إعلام عربي.

وترى بعض الأوساط أن الصحافة السعودية ما زالت تعيش في زمن “الصحوة” ليس بمعناها الديني بل بمعناها السياسي وما تفرضه من مسلكيات وقيود لطالما جعلت من الرسالة الإعلامية خشبية لا تتوافق مع لغة العصر ذي الآفاق المفتوحة.

وترى أوساط أخرى أن المشكلة تكمن في أزمة كفاءات تمنع الإعلام السعودي من مجاراة شروط الحداثة الإعلامية التي فرضت على وسائل إعلام دولية عملاقة القيام بإعادة تموضع تتماشى مع القواعد الجديدة للثورة الإعلامية المعولمة في العالم.

وترجع مشكلة الإعلام السعودي إلى حالة تصدّع في علاقة المؤسسة الحاكمة بالفضاء الإعلامي، بحيث يبدو الإعلام ملمّعا لصورة الحاكم لا مدافعا عنه، في حين أن الاستحقاقات المتعلقة بحرب اليمن أو بأزمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي أو بالصراع مع إيران… كانت وما زالت تحتاج إلى إعلام رائد متفوق يخلق رأيا عاما محليا وإقليميا ودوليا يوفر حماية ورعاية للمملكة.

تكشف المتابعات أن الإعلام السعودي بقي أسير البيانات الرسمية والفكرة الرسمية الجاهزة دون قدرة على الابتكار والتجديد والإبداع، ودون امتلاك الجرأة التي امتلكها العهد الملكي الجديد. ويتوقع أن تعطي لفتة الملك سلمان تجاه الإعلام الدفعة التي يحتاجها ليدخل نسق التغيير ويواكبه خطابا وسياسة.

لا شك أن هذا النسق سيفرض على الإعلام السعودي مسؤولية كبرى وأعباء جدية لمواكبة تحوّلات كبرى تشهدها السعودية، وأن ما ينتظر البلاد يحتاج إلى ديناميات إعلامية جبارة، ويستدعي إحداث ثورة داخل قطاع الإعلام على منوال تلك الثورة التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وصفه للتحولات الشجاعة التي حققتها قيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

6