الإعلام العربي في تعامله مع الوباء: الحذر قبل الإخبار

تونس - اعتبر اتحاد إذاعات الدول العربية أن قطاع الإعلام في الوطن العربي تجاوز الصدمة الأولى التي أنتجتها جائحة كوفيد – 19 وتمكن من التأقلم مع متطلبات المرحلة، واستنبط طرقا جديدة للعمل، لكن آراء أخرى تقول إن الحذر بقي سمة أساسية في التعاطي مع الأزمة الصحية.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبدالرحيم سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية قوله، إن “الهيئات الإعلامية العربية تمكنت بفضل مهنيتها وتمسكها بالمهمات الأساسية للإعلام، وهي التربية والتوعية أولا والإخبار ثانيا، من مواجهة الوضع الطارئ وتغطية الأحداث والتطورات المرتبطة به بصورة مهنية”.
وأضاف أن “هذه المؤسسات نجحت في شدّ الجمهور وتقديم الإجابات الملائمة لتساؤلاته بالاعتماد على أهل الاختصاص وعلى المصادر المسؤولة دون الجري وراء السبق أو الوقوع في فخ نشر الأخبار الزائفة”.
وفي المقابل رصدت تقارير إخبارية عديدة طيلة الفترة الماضية جوانب عديدة من تعاطي الهيئات الإعلامية الرسمية ووسائل الإعلام الخاصة مع الأزمة الصحية.
ونقطة الخلاف الرئيسية تتركز حول تقديم إجابات واضحة وشافية للجمهور، خصوصا أن هذه النقطة مثار جدل في الإعلام العالمي وليس العربي في ظل نقص المعلومات، كما لا يمكن وضع وسائل الإعلام العربية في سلة واحدة في طريقة تعاملها مع الجائحة، بسبب الاختلاف الكبير في مستوى ثقة الجمهور بهذه الوسائل إضافة إلى تطورها ومواكبتها للأحداث والقيود المفروضة عليها.

عبدالرحيم سليمان: الهيئات الإعلامية العربية تمكنت من مواجهة الوضع الطارئ
وقد واكبت وسائل الإعلام العربية الأزمة بطرق مختلفة، فمنها من تناغم مع إجراءات الدولة المشددة للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها، رغم تبعاتها الثقيلة على الاقتصاد، وذلك من خلال تركيز الرسائل الإعلامية وتناول بُعدها الإيجابي في تمتين أواصر التكافل الاجتماعي وتقوية العلاقة بين أفراد المجتمع، والقيام بالتغطية الشاملة واستقاء المعلومات الدقيقة من مصادرها الرسمية، وإفراد مساحات غير مسبوقة للمحتوى الصحي التوعوي، مثل الإعلام الخليجي والمصري.
وفي المقابل هناك من اكتفى بتغطية الرصد الكمّي دون النوعي، وتقديم جرعات خفيفة من التوعية والتثقيف، نظير ضعف الخطاب الإعلامي الصحي في مخاطبة كافة فئات الجمهور والتأثير فيها، مما أبعدها عن بلوغ المستوى المطلوب الذي يتفق مع حساسية اللحظة الراهنة كما هو الحال في الإعلام السوري والعراقي.
وجاءت معالجة وسائل الإعلام للعربية لجائحة كورونا لتدلّ على إدراك الخطر غير أنها كانت معالجة ملتصقة بالمصادر الرسمية وينقصها التقصي والتفسير.
لكن المؤكد أن الأزمة الصحية أحدثت تغيّرا جذريا في طريقة الوصول إلى الجمهور، والذي كان لصالح شبكات التواصل الاجتماعي لما تتيحه من سرعة وصول الرسالة الإعلامية مع جماهيريتها وسعة انتشارها.
وقد استفادت المؤسسات الإعلامية من هذه الأزمة بالحصول على اهتمام الجمهور وثقته بأنها أكثر دقة في النشر والاعتماد على مصادر المعلومات الرسمية والموثوقة.
لذلك ركّزت اهتمامها على التوعية بالوباء والحد من التهويل والتهوين الذي يسهم في تصاعد حالة الخوف والهلع، والاستعانة بأهل الاختصاص في تصحيح وتقديم المعلومة الطبيّة في البرامج التلفزيونية.