الإعلام السوري المعارض يفقد منبرا جديدا

إسطنبول - أفاد صحافيون يعملون في شبكة “بلدي نيوز” الإعلامية السورية عن إبلاغهم بوقف الدعم المالي وقرار إيقاف الشبكة التي كانت تغطي الأخبار في سوريا عبر موقعها الرسمي ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يونيو 2015.
وذكرت مصادر مطلعة أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الشبكة بدأت قبل ثلاثة أعوام مع جائحة كورونا، حيث تم الاستغناء عن قسم من الموظفين.
وغطت شبكة “بلدي نيوز” الأخبار الميدانية والانتهاكات التي يتعرض لها السوريون في كل مناطق البلاد، وحصلت على جماهيرية كبيرة من خلال تغطية أخبار الثورة السورية، وأفردت منصة خاصة لنشر القصص المصورة حصلت على تفاعل واسع هي “بلدي نيوز ميديا”.
ولم يصدر أي بيان رسمي بخصوص توقف الشبكة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن العديد من الموظفين في الشبكة نشروا تدوينات أكدوا فيها قرار التوقف، وقالوا إنهم أبلغوا به ونفذ بشكل فوري ومفاجئ، وكتب صحافي في الشبكة:
وكتب الصحافي أيمن عبدالنور:
وقال كاتب سوري:
وذكرت مصادر أن المنصة مملوكة لرجل الأعمال السوري المقيم في قبرص ثابت عبارة الذي يدير اتحاد السوريين في المهجر، ويبدو أن قرار إيقاف الشبكة غير بعيد عن توقف قناة “أورينت” المعارضة التي أعلنت عن نفس القرار قبل حوالي أسبوع.
وتعتبر “أورينت” من أبرز المنابر الإعلامية السورية التي تتخذ صوتا ومسارا مناهضين للنظام السوري منذ سنوات طويلة، وكانت قد شهدت في عام 2020 محطة فاصلة تمثلت بانتقال كوادرها من دبي في دولة الإمارات إلى إسطنبول، بعدما أوقفت البث التلفزيوني الفضائي.
وغطّت القناة مثلها مثل شبكة “بلدي نيوز” أهم الأحداث العسكرية والسياسية التي شهدتها سوريا خلال سنوات الثورة الماضية، وخسرت مراسلين على الأرض بين ضحايا فقدوا حياتهم أثناء التغطيات الميدانية، وآخرين مازالوا في عداد المفقودين.
ويقول صحافيون إن غياب منابر مثل “أورينت” وشبكة “بلدي نيوز” سيشكل فراغا في المشهد الإعلامي المعارض وبالتأكيد ستحاول قنوات أخرى سد الفراغ.
ولا يزال السوريون بحاجة إلى صوت يمثلهم ومنبر ينقل صوتهم ويتابع قضيتهم، فخسارة المنابر المؤثرة تعني المزيد من التهميش للخبر السوري، لاسيما أن الائتلاف الوطني السوري لا يعير هذا الجانب الأهمية الكافية رغم ضرورته واكتفى بتأسيس موقع هزيل على الإنترنت لا يثير التفاعل.
وتأسست صحف وإذاعات ومواقع إخبارية، وسارت جميعها على خط مناهض للنظام السوري وركزت على تفاصيل الحدث السوري بشقه العسكري والسياسي والإنساني الذي كان في أوجه بين عامي 2011 و2018، لكن سرعان ما خفتت، لتغلق واحدة تلو الأخرى، لأسباب تتعلق بـ”التمويل”.