الإعلام التركي للأتراك: كلوا البصل وتوقفوا عن أكل اللحم لإنقاذ الكوكب

أنقرة – نصحت صحيفة “يني أقيت” التركية المقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأتراك بتناول الخبز والبصل على خلفية الأزمة الحادة التي تعصف بالاقتصاد التركي.

ونشرت الصحيفة خبرا تتحدث فيه عن فوائد تناول الخبز والبصل في الشتاء، حيث أوضحت أنهما يحميان من الأمراض ويقيان الجسم من الالتهابات.

ولا تجد صحافة البلاط الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيّا من المبررات المقنعة كسبب لهبوط الليرة التركية، مع نفاد الحجج طيلة نحو عامين من الهبوط الذي تسجّله. ومع تزايد امتلاك وسائل الإعلام التقليدية في تركيا من قبل الجماعات الموالية لأردوغان، لجأ الأتراك إلى الإعلام الأجنبي وقنوات الصحافيين على يوتيوب وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة من وسائل الإعلام المستقلة للحصول على المعلومات.

وتعرض خبر الصحيفة لموجات انتقاد واسعة على مواقع التواصل في تركيا، حيث قال عضو حزب الشعب الجمهوري أران أرادم في تغريدة، إن الحكومة التي تحيا حياة مرفّهة في القصور، وتحتسي السموثي، وتعرف بموائدها الفخمة، توصي شعبها بتناول البصل والخبز.

نتائج استطلاع للرأي أكدت أن اللحوم، خاصة اللحوم الحمراء، كانت الطعام الأكثر تفضيلا لدى الأتراك

وقال الناشط التركي آدم ألقان، على حسابه الشخصي على تويتر “منذ فترة طويلة وأنا أتغذى على هذه الأشياء بالأساس”.

واستقبل الأتراك العام الجديد بزيادة في أسعار البنزين والغاز والكهرباء نتيجة للتراجع في قيمة الليرة، بجانب رفع الضرائب والرسوم والغرامات، بقيمة بلغت 36.2 في المئة.

والشهر الماضي، دعا أكرم أكشيكال مذيع قناة “تي.جي.أر.تي” الإخبارية الأتراك خلال تقديمه نشرة الأخبار الرئيسية إلى التوقف عن استهلاك اللحوم الحمراء والحليب لحماية الكوكب من الدمار.

وذكر أكشيكال أن المواشي تنتج غاز الميثان وهو ما يشكل خطرا كبيرا على الكوكب، مفيدا أن تناول اللحوم الحمراء والحليب ومنتجات الحليب يضرّ بالكوكب.

وقال “أيمكن للمواشي أن تضر العالم؟ نعم. سأخبركم. كلما قل استهلاكنا للحوم الحمراء والألبان ومنتجاتها سيعود هذا الأمر بالنفع على العالم. دعونا من مسألة البروتين. في ما يخص ضرر تربية المواشي فإن حجم غاز الميثان الصادر عنها يفوق حجم الغازات الصادرة عن السيارات”.

وأثارت تصريحات أكشيكال موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع البعض إلى إطلاق هاشتاغ “فلتلزم قناة تي.جي.أر.تي الإخبارية حدودها”.

وكانت نتائج استطلاع للرأي نشرت في يناير 2018، ذكرت أن اللحوم، خاصة اللحوم الحمراء، كانت الطعام الأكثر تفضيلا لدى الأتراك، لكنها أصبحت الأقل استهلاكا لديهم بسبب الأزمة الاقتصادية.

مع تزايد امتلاك وسائل الإعلام التقليدية من قبل الجماعات الموالية لأردوغان، لجأ الأتراك إلى الإعلام الأجنبي وقنوات الصحافيين على يوتيوب وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى

وسبق للرئيس التركي أن برّر الأزمة الاقتصادية بأنّها اختبار من عند الله، وطالبهم بالصبر. وقال أردوغان خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ16 للاتحاد البرلماني لمنظمة التعاون الإسلامي في ديسمبر الماضي “إنّ الله تعالى يقول في القرآن ‘ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين'”.

وبعد أن كان أردوغان يُنكر وجود أزمة اقتصادية في بلاده، ويعلّق الأزمة على المؤامرات الخارجية ضد تركيا، قال “إنّ الله تعالى من خلال هذه الآية يأمر الناس بالصبر”، مشيرا إلى أنّ المسلمين هم أناس يرون الحياة الدنيوية على أنّها اختبار.

وأثار حديث أردوغان موجة من السخرية، وطالبه معلقون بـ“التوقف عن التجارة بالدين”. وقال المدوّن التركي ريزا “الشخص الذي يقول هذه الكلمات يجلس على مرحاض مطلي بالذهب، وزوجته تحمل حقيبة بـ50 ألف دولار، وهم من أثرياء العالم”.

أمّا المدون التركي يلديز، فقال “انظر إلى ما يفعله الملوك والملكات والسلاطين الذين يعيشون في القصر من أجل البلد”.

وفي نوفمبر الماضي ألقى أردوغان باللوم على قوى خارجية، لم يسمّها، في ما يخصّ سقوط الليرة، وتابع قائلا “هناك عملاء أجانب يهاجموننا، لكن مهما فعلوا فلن نتخلى عن برنامجنا الاقتصادي”.