الإعلام الأمازيغي مازال يتلمس طريقه في المغرب العربي

الثلاثاء 2017/07/04
انفتاح على الأقليات ساهمت فيه شبكات التواصل الاجتماعي

تونس – توصل الباحث التونسي أمين بن مسعود إلى أن الإعلام الأمازيغي أعاد اكتشاف الهوية الثقافية للأمازيع من خلال السماح بالتنوع السياسي والإعلامي في بلدان المغرب العربي.

وقال بن مسعود في دراسته المعنونة “الإعلام الأمازيغي في منطقة المغرب العربي” والتي نال عليها درجة الدكتوراه من جامعة منوبة في تونس، سواء طرح موضوع الأقليات من زاوية احتفائية بالتغاير قوامها نظرية التعددية الثقافية أو من مقاربة تحفظيّة، فإنّ الموضوع سيلامس أسئلة بناء الدولة الوطنية الحديثة والسياسات الإعلامية للدولة الرسميّة، وهذه الأخيرة التي مثّلت الخيط الناظم تقريبا لمطالب الفاعلين في الأقليات بحضور إعلامي أرحب في المشهد الإعلامي العمومي، بالصورة والصوت.

وتطرق بن مسعود إلى الإعلام الأمازيغي في المغرب والجزائر وتونس من حيث التأريخ له ولمراحل تطوره من مرحلة ما قبل الاستقلال إلى الوقت الراهن.

ومثّلت عقود ما بعد الاستقلال وصولا إلى نهاية الألفية الثانية، فترة انغلاق الجهات الرسمية في دول المغرب العربي على مطالب تأكيد حضور الأمازيغ في الفضاء الإعلاميّ المرئي تحديدا، باستثناء نشرات إخبارية يتيمة تذاع باللهجات الأمازيغية.

أمين بن مسعود: الانتقال الفعلي من فضاء الأحادية الإعلامية إلى التعددية أمر غير هيّن

لكن الأمور تغيرت في سنوات العقد الأوّل من الألفية الثالثة، حيث تم تأسيس أوّل قناة أمازيغية عامة في الجزائر “الرابعة” في 18 مارس 2009 وأخرى في المغرب “الثامنة” في 6 يناير 2010، كما سمحت أحداث 2011 في تونس وليبيا وتطوّر التقنيات وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي بانفتاح المشهد الإعلامي وظهور مدونات ومواقع إلكترونية وصفحات أمازيغية.

وتوصّل الباحث في أطروحته إلى أنّ مقولة يورغانهابرماس عن الحداثة بأنها مشروع لم يكتمل بعد، هي العبارة الأقدر على تلخيص وتجسيد طبيعة المدونة الإعلامية الأمازيغية وعلاقتها بالمجال العمومي بـ”أنّ دورها في تكريس فضاء عموميّ ديمقراطي وتعدديّ لا يزال في بداياته المبكرة”.

وأضاف أنه في الحالة التونسية ظهرت ملامح إنتاج المجال العمومي ممثلة في منظومة المجتمع المدني وحريّة النفاذ إلى الإنترنت إلاّ أنّ صفحات التواصل الاجتماعي الأمازيغي لا تزال بعيدة عن استثمار هذه السياقات للمشاركة في تشكيل فضاء عمومي تعددي وديمقراطي، أمّا المغرب والجزائر فمن الواضح أنّ سياقات الإنتاج المجسدة في مقولة المجتمع المدني ومساهمة الإعلام العمومي في تكريس لبنات المواطنة لا تزال في طور التشكّل والتبلور، لكن من المؤكد أنّ الانتقال الفعلي من فضاء الأحاديّة الإعلامية والثقافية والسياسية واللغوية إلى سياق التعددية السياسية والثقافية واللغوية والإعلامية أمر غير هيّن ويحتاج إلى معاضدة التشريع بثقافة المواطنة.ويخلص الباحث إلى القول إننا إن تلمسّنا شيئا من النقاش العقلانيّ وقليلا من الاهتمام بالشأن العامّ، في برمجة القناتين الأمازيغيتين “الثامنة” المغربية و”الرابعة” الجزائريّة، فإنّ الصفة الغالبة عليهما هي “الفولكلور” من خلال تصوير طبائع الثقافة البدائيّة من خرافات وتمائم وألبسة وأغان، وكانت غالبة في شكل ومضمون الرسالة الإعلاميّة ما حاد عن مهامّ إعلام الخدمة العامّة بدرجة أولى وحال بشكل ملحوظ دون المساهمة الفعليّة في تشكيل مجال عمومي.

18