الإطار التنسيقي يزايد انتخابيا بملف إخراج القوات الأميركية من العراق

الإطار يريد التوفيق بين عدم إحراج حكومة السوداني واسترضاء إيران.
السبت 2023/11/18
لا الأميركيون قديسون ولا الإيرانيون ملائكة

بغداد - تتّخذ قوى سياسية شيعية عراقية من المطالبة برحيل القوات الأميركية من العراق وسيلة للمزايدة السياسية في فترة الاستعداد لخوض الانتخابات المحلّية المقرّر إجراؤها بعد شهر.

وتسير تلك القوى في مطالبتها على حبل مشدود، كونها تحاول التوفيق بين مسايرة المشاعر الشعبية المستنفرة ضد الولايات المتّحدة بفعل انحيازها لإسرائيل في حربها على قطاع غزّة، من جهة، وتجنّب إحراج الحكومة التي ساهمت القوى ذاتها في تشكيلها من خلال الإطار التنسيقي، من جهة مقابلة.

وعلى هذه الخلفية تطالب القوى المشكّلة للإطار باعتماد الحوار وسيلة لإخراج ما بقي من قوات أميركية على الأراضي العراقية، في وقت تلجأ فيه فصائل مسلّحة غير خاضعة لسلطة الحكومة إلى استهداف المواقع التي تتواجد فيها تلك القوات وهو أمر بالغ الحرج لحكومة محمد شياع السوداني المهتم بالحفاظ على علاقات حيوية تربط حكومته مع الإدارة الأميركية.

هادي العامري: طلبنا من الحكومة التحاور مع الأميركيين لسحب قواتهم
هادي العامري: طلبنا من الحكومة التحاور مع الأميركيين لسحب قواتهم

وقال هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر ورئيس تحالف الفتح المنضوي ضمن الإطار التنسيقي إنه لم يعد هناك أي غطاء قانوني أو مبرر للتواجد العسكري الأميركي في العراق.

وكانت القوى الشيعية من فصائل مسلحة وأحزاب سياسية قد وقفت سنة 2020 وراء استصدار قرار من البرلمان العراقي يجبر الحكومة على إخراج القوات الأميركية من العراق، وذلك إثر مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك قاسم سليماني ومعاونه العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي.

وخلال ولاية رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي تتالت المطالبات بتنفيذ القرار رغبة في إحراجه كونه لم يكن على وفاق مع معظم الأحزاب والفصائل الشيعية، لكنها تلاشت مع مجيء حكومة السوداني المشكّلة أساسا من قبل تلك الأحزاب والفصائل.

واعتبر العامري في حوار تلفزيوني أنّ تواجد القوات الأميركية بطلب من الحكومة العراقية لمواجهة تنظيم داعش مجرّد ادّعاء لأن المساعدة تكون بالجهد الاستخباراتي والجوي. كما وصف الحديث عن وجود قوات غير قتالية تقتصر على المستشارين والمدربين بأنه “أكذوبة”.

وحرص قائد منظمة بدر التي تعتبر إلى جانب تمثيلها السياسي تحت قبة البرلمان العراقي إحدى أقوى الميليشيات المسلحة في العراق على اعتماد الطرق السلمية لإخراج القوات الأميركية، قائلا إنّه “طلب من الحكومة الدخول في حوار جاد مع الولايات المتّحدة لإخراج قواتها”.

وألقى تبعة عدم خروج القوات الأميركية على الحكومات السابقة التي قال إنّها اعتمدت التسويف في التعاطي مع الملف.

ويريد العامري أيضا التوفيق بين سياسة حكومة السوداني التي يعتبر أحد آبائها، وسياسة إيران التي يدين لها بالولاء وسبق له القتال إلى جانب قواتها ضدّ الجيش العراقي في حرب الثماني سنوات التي دارت في ثمانينات القرن الماضي.

إيران تستغل حرب غزّة لتجديد محاولتها دفع القوات الأميركية للرحيل من المناطق السورية والعراقية التي يتخذ منها الحرس الثوري الإيراني خط إمداد للفصائل التابعة له في سوريا ولبنان

ويقدّر عدد القوات الأميركية الموجودة في العراق حاليا بنحو 2500 تقول الحكومتان العراقية والأميركية إنهم خبراء غير مقاتلين تتلخص مهامهم في التدريب وتقديم الاستشارة للقوات العراقية في مواجهة تنظيم داعش، لكن ما يعرف بـ”المقاومة الإسلامية” المشكلة من فصائل مرتبطة بإيران تعتبر وجود جنود أميركيين على الأراضي العراقية غير شرعي وقد كثّفت مؤخرا من استهدافها لهم.

وفي المقابل تعتبر قوى سياسية عراقية أنّ إيران استغلت حرب غزّة لتجديد محاولتها دفع القوات الأميركية للرحيل من المناطق السورية والعراقية التي يتخذ منها الحرس الثوري الإيراني خط إمداد للفصائل التابعة له في سوريا ولبنان بما في ذلك حزب الله اللبناني.

وأعلنت الفصائل المرتبطة بإيران، الجمعة، عن استهدافها قواعد للقوات الأميركية في كل من العراق وسوريا. وذكرت سلسلة بيانات منسوبة إلى “المقاومة الإسلامية في العراق” أنه تمّ استهداف قاعدة أميركية في عين الأسد غرب العراق بطائرتين مسيرتين، وتنفيذ عملية منفصلة ضد قاعدة أميركية في تل بيدر غرب مدينة الحسكة السورية بطائرتين مسيرتين.

كما ورد في أحد البيانات الإعلان عن استهداف قاعدة حرير في مدينة أربيل مركز إقليم كردستان العراق بطائرة مسيرة.

ومن جهتها كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن بلوغ عدد الهجمات التي تعرضت لها قواتها في سوريا والعراق منذ تصاعد الحرب في غزّة 58 هجوما. وسبق أن أعلنت الوزارة عن تعرّض 56 جنديا أميركيا لإصابات طفيفة أو ارتجاج دماغي جرّاء الهجمات المستمرة منذ منتصف أكتوبر الماضي.

3