الإطار التنسيقي في العراق يبحث تطورات المرحلة المقبلة بعد سقوط الأسد

بغداد – يعتزم الإطار التنسيقي الحاكم في العراق، عقد اجتماع موسع خلال الـ48 ساعة المقبلة لمناقشة تطورات المرحلة المقبلة في سوريا وانعكاساتها على البلاد، مع انتهاء حكم الرئيس بشار الأسد ومغادرته دمشق إلى وجهة مجهولة.
وقال القيادي في الإطار عصام شاكر، في تصريح لوكالة "بغداد اليوم"، الأحد إن "نظام الأسد انتهى ودمشق دخلت مرحلة جديدة ولا يمكن إعطاء رأي بمجريات ما يحدث لأنها متسارعة ومفتوحة لكل الاحتمالات".
وأضاف أن "الإطار التنسيقي قد يعقد اجتماعا موسعا لقياداته خلال 24-48 ساعة لمناقشة الملف السوري بعد سقوط الأسد وماهي الرؤية لكيفية التعامل مع المرحلة القادمة وأهمية الانفتاح على ملف وجود الاف العوائل العراقية في سوريا وغيرها من الملفات الهامة".
وأشار إلى أن "قوى الإطار تتابع عن كثب مجريات ما حصل ونأمل أن لا تؤدي التطورات الحاصلة في دمشق الى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ككل".
ونشرت بغداد على حدودها مع سوريا آلاف الجنود من جيشها النظامي وكذلك مقاتلين من قوات الحشد الشعبي، وهي هيئة أمنية تضم تحت لوائها جماعات مسلحة متحالفة مع إيران قاتلت سابقا في سوريا.
لكن حكومة العراق بقيادة رئيس الوزراء المعتدل محمد شياع السوداني حاولت بشتى الطرق تجنب الانجرار إلى صراع إقليمي متصاعد، وتسعى إلى التركيز على إعادة الإعمار بعد حرب لأكثر من عقدين.
ومن جانبه، دعا زعيم ائتلاف "النصر" حيدر العبادي الأحد، عبر منشور له على منصة "إكس" إلى "يوم جديد في سوريا، نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها".
وذكر أيضا "قلت سابقاً، وأعيد اليوم: كما لا يمكن للاستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح"، مردفا بالقول "كلي أمل أن نشهد سوريا موحدة وآمنة ومتصالحة مع نفسها والعالم".
وبادر خميس الخنجر رئيس حزب "السيادة" الذي يضم قوى سنّية، الأحد بتهنئة الشعب السوري بسقوط النظام، معربا عن أمله في أن يؤدي ذلك لتأسيس دولة جديدة "تؤمن بالمواطنة والحريات"، واصفا ما حدث بأنه "نهاية حقبة الحكم الديكتاتوري المجرم في سوريا وبداية عهد جديد"، مضيفا "نأمل منه وفيه الخير والتقدم للشعب السوري الشقيق".
ودعا الخنجر في منشور على منصة إكس "جميع الدول بلا استثناء إلى احترام خيارات الشعب السوري في تقرير مصيره وكتابة مستقبله، وعدم التدخل بشؤونه"، مردفا بالقول "نأمل بداية خير لهم نحو دولة تؤمن بالمواطنة والحريات؛ وتسود فيها قيم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان دون إقصاء أو تهميش".
في حين حذر رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، من تداعيات "خطيرة" جراء الاحداث في سوريا ودخول إسرائيل "القنيطرة" جنوبي البلاد مستغلة اسقاط نظام الاسد.
وقال في منشور له على منصة إكس إنه "بعد النصر اللبناني حقق الهجوم المضاد في سوريا أولى نجاحاته، وسيحقق نجاحات موجعة أخرى".
وأضاف "ابتهج الاسرائيليون وسارعوا لدخول القنيطرة، وستحصل تداعيات خطيرة"، مستدركا بالقول "ولكن للهجوم نهاية وعلى الباغي تدور الدوائر".
وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية اليوم الأحد أن العراق أخلى سفارته في سوريا ونقل موظفيها إلى لبنان بعد ساعات من إطاحة مقاتلين من المعارضة بالرئيس بشار الأسد وإعلانهم السيطرة على العاصمة.
ولم تتطرق الوكالة لأسباب الخطوة التي جاءت عقب اقتحام السفارة الإيرانية في دمشق وفق التلفزيون الإيراني الذي قال إن "السفارة الإيرانية في العاصمة السورية اقتحمت بعد سيطرة مسلحين على دمشق".
ويخشى الإطار التنسيقي من توسع الحرب إلى العراق، ومن عملية انتقامية من المجاميع المسلحة المتشددة، بعد عبور مئات المقاتلين العراقيين إلى سوريا للمساعدة في تعزيز القوات الحكومية حيث انضموا إلى مقاتلي كتائب حزب الله العراقية وجماعة حزب الله اللبنانية الموجودين بالفعل في البلاد، لكن لم تحدث حتى الآن تعبئة جماعية من العراق.
وكانت ميليشيات شيعية قد طالبت قبل أيام قليلة، الحكومة بإرسال قوات نظامية لدعم قوات الجيش السوري في صد زحف فصائل المعارضة نحو العاصمة دمشق، معتبرة أن ما يحدث في الساحة السورية سيؤثر حتما على أمن العراق.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية السبت نقلا عن مسؤولين سوريين وعرب ومصادر مطلعة، أن الحكومة العراقية رفضت طلبا من النظام السوري، لحشد مزيد من القوات لدعمه، مضيفة أن الأسد طلب أيضا المساعدة من عدة دول عربية دون تحقيق نتائج تذكر.
وتخلت إيران أيضا عن الأسد، مؤكدة صعوبة إرسال قوات إضافية إلى سوريا في المرحلة الحالية وهو تقريبا الموقف ذاته الذي اتخذته روسيا حليفة الأسد.
وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأحد إن تخلي موسكو عن النظام السوري عجّل بسقوطه.