الإشادة الحكومية بوكالة "بترا" الأردنية لا تسهل مهمة نقل خطاب الدولة

إشادة وزير الاتصال الأردني بالوكالة التي تسعى الحكومة لإبراز صورتها كمصدر رئيسي للمعلومة باعتبارها تخضع مباشرة لسلطة الدولة.
الأربعاء 2025/03/19
من يوصل المعلومة الرسمية بفاعلية

عمان - أشاد وزير الاتصال الحكومي الأردني محمد المومني بوكالة الأنباء الرسمية (بترا)، قائلا إنها تظل المزود الرئيسي للأخبار المكتوبة في المملكة، ما دفع للتساؤل بشأن مقدرة الوكالة على الاضطلاع فعلا بهذه المهمة كحال وكالات الأنباء العربية المماثلة التي تعتبر اللسان الناطق للدولة.

وأعرب المومني عن فخره بـ"المؤسسة العريقة التي تلتزم بتقديم الخبر الرسمي بدقة واحترافية عالية" إلى جانب مجموعة من المؤسسات الإعلامية الأخرى، مثل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، وقناة المملكة، والصحف اليومية، والإعلام الأردني الخاص.

ووكالة "بترا" واحدة من بين العشرات من وكالات الأنباء العربية التي ظهرت كأحد استحقاقات السيادة، ولتأدية دور جوهري مُحدد يتلخص في نقل الخطاب الرسمي إلى الجمهور في الداخل والخارج، بهدف التأثير وتوجيه الرأي العام.

وليس غريبا إشادة وزير الاتصال الأردني بالوكالة التي تسعى الحكومة إلى إبراز صورتها كمصدر رئيسي للمعلومة باعتبارها تخضع مباشرة لسلطة الدولة، إذ تعتبر وكالات الأنباء العربية، منذ نشأتها وحتى الآن، صوت الدولة بامتياز؛ ففيها تنشر المراسيم الرسمية والقرارات السيادية والمواقف الحكومية.

محمد المومني يعبر عن فخره بـ"المؤسسة العريقة التي تلتزم بتقديم الخبر الرسمي بدقة واحترافية عالية"
محمد المومني يعبر عن فخره بـ"المؤسسة العريقة التي تلتزم بتقديم الخبر الرسمي بدقة واحترافية عالية"

وتنشط في العالم العربي أكثر من عشرين وكالة أنباء محلية وإقليمية، يعمل بها آلاف الصحافيين والفنيين والإداريين، وتمتلك عشرات المكاتب ومئات المراسلين المنتشرين في أنحاء مختلفة من العالم، وتشترك في خدماتها المئات من وسائل الإعلام العربية والدولية، لكن ذلك لم يكن كافياً لكي تحظى باهتمام أكاديمي ومهني ومجتمعي كافٍ.

وتحرص الحكومات على منح وكالات الأنباء الاعتبار والوجاهة، وحظيت بثقة الجمهور فيما يصدر عنها، باعتباره "رأي الدولة وموقفها وخطابها المؤسسي"، لكنها مع ذلك فقدت النزعة التنافسية بذريعة دورها الحصري، وغاب عنها التنوع والتعدد لانشغالها بدور الناقل الرسمي للأخبار، وضعف ميلها للتطوير، بسبب عدم قابليتها للإفلاس الذي يضمنه التمويل الحكومي الدائم.

ويرى خبراء الإعلام أن وكالات الأنباء العربية مطالبة بأن تتحول إلى مؤسسات إعلامية أكثر مرونة وقدرة على مجاراة التطورات الاتصالية العالمية الأخيرة؛ والخروج من دورها المحدود إلى آفاق مهنية أوسع، تعمل فيها على أسس أكثر اقتصادية، وتنوع خدماتها، وتعمق اعتمادها على التكنولوجيا، وتبحث عن عملاء جدد لمنتجاتها، وتعمد إلى رفد أعمالها بقيمة صحافية مضافة تعزز قدرتها التنافسية.

وتواجه بترا اليوم والوكالات العربية تحد بالمحافظة على إرث علاماتها التجارية ومكانتها في المنظومات الصحافية الوطنية، من خلال تطوير مفهومها لدورها، وتغيير نمط خدمتها بما يناسب الأوضاع الجديدة. وأن تخرج التصريحات الرسمية من إطار المؤتمرات والمنتديات والندوات إلى التطبيق الفعلي.

وقد أكدت مدير عام وكالة “بترا” فيروز مبيضين، تكاملية العمل بين المؤسسات الإعلامية الذي يساهم في تعزيز جودة المحتوى المقدم للجمهور، حيث يمكن للمؤسسات الإعلامية تبادل الموارد والخبرات، وإنتاج مواد إعلامية أكثر دقة وموضوعية.

وأشادت مبيضين بجهود العاملين في الوكالة، الذين يؤدون دورا حيويا في نقل الأخبار والمعلومات الدقيقة مؤكدة التزام فريق العمل بتقديم تغطية شاملة للأحداث والأنشطة المحلية والدولية، ما يعكس مستوى عاليا من الاحترافية في العمل الصحفي. وأشارت إلى أهمية التحقق من المعلومات والتأكد من مصداقيتها قبل نشرها، حيث يعد هذا النهج أساسيا للحفاظ على ثقة الجمهور وتعزيز مصداقية المؤسسة في الساحة الإعلامية.

وبينت أن فريق العمل في الوكالة يولي أهمية كبيرة لتطوير المحتوى وتحديثه بشكل منتظم، مشيرة إلى أن هذا الجهد يسهم في تعزيز قدرة الوكالة على مواكبة التطورات السريعة في عالم الإعلام، ما يعكس التزامها بتعزيز الوعي العام وتوفير معلومات موثوقة للجمهور. وأوضحت مبيضين أن تحديث المحتوى يعكس مرونة الوكالة وقدرتها على تلبية احتياجات المتلقي في عصر يتسم بالتغيرات المتسارعة.

5