الإسلاميون يتناقلون فيديوهات باسم يوسف عن غزة ويتناسون انتقاده لمرسي

من مظاهر حفاوة المواقع الإعلامية للإسلاميين التهافت على نشر تصريحات لباسم يوسف "تضامنا مع غزة".
الأربعاء 2024/02/21
أعداء الأمس أصدقاء اليوم

واشنطن – يتناقل الإسلاميون فيديوهات الإعلامي المصري باسم يوسف التي ينتقد فيها موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من غزة، أو حواراته التي يبدو فيها داعما للفلسطينيين، وينشرونها على نطاق واسع متناسين برامجه القديمة وانتقاداته للرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي.

وبدأ اهتمام الإسلاميين بباسم يوسف وأفكاره إثر بدْء الحرب في القطاع بعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر الماضي على مدن وقرى غلاف غزة، ويتباهون بقفشاته في المقابلة مع المذيع البريطاني بيرس مورغان. ولاحقا نشروا على نطاق واسع خبر استثناء يوسف من أداء دور في فيلم “سوبرمان” بسبب موقفه الداعم لفلسطين.

وآخر مظاهر حفاوة المواقع الإعلامية للإسلاميين التهافت على نشر تصريحات أدلى بها باسم يوسف للأناضول ويقول فيها إنه لن يصوت لبايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر القادم “تضامنا مع غزة”.

الإسلاميون محوا كراهيتهم ليوسف، الذي كلما أتيحت له فرصة انتقاد مرسي انتهزها، وحولوه إلى رمز مدافع عن غزة

وفجأة محا الإسلاميون كراهيتهم القديمة لباسم يوسف وحولوه إلى رمز مدافع عن غزة، تماما مثلما ينشرون أي تصريح يدلي به أحد المسؤولين الإسرائيليين الحاليين أو السابقين ويتحدث فيه عن أن ترسانة حماس يصعب تفكيكها، بالرغم من أن التصريحات تهدف بالأساس إلى منح الجيش الإسرائيلي مسوغا للاستمرار في الحرب حتى تحقيق هدفه المتمثل في تفكيك بنية حماس.

واشتهر باسم يوسف ببرنامجه الساخر “البرنامج” الذي كان يقدمه على إحدى الفضائيات المصرية، والذي نالت فيه جماعة الإخوان ومرسي نصيب الأسد من الانتقادات الساخرة، التي ساعدت على هز صورة مرسي لدى الرأي العام وكشفت عن أنه لا يصلح لقيادة بلد في حجم مصر.

ولم تتحمل الجماعة انتقادات يوسف ولجأت إلى القضاء لإسكاته، لكنه استمر ليسهم مع آخرين في تكريس انطباعات سلبية للغاية عن الجماعة وقياداتها بالصوت والصورة.

وقد اعتبره بعض الخبراء أشبه برأس الحربة التي حطمت أسطورة جماعة الإخوان في الوجدان العام المصري حتى أُسقِط نظامها رسميا في الثالث من يوليو 2013، بعد ثورة شعبية عارمة.

وسخر يوسف في إحدى حلقات البرنامج من استخدام مرسي المتكرر لكلمة “الحب” في خطبه، وبدأ الحلقة بأغنية عاطفية محتضنا وسادة حمراء عليها صورة الرئيس.

وفي تصريحات لاحقة شدد باسم يوسف على أن مرسي وجماعة الإخوان يتحملان نتائج ما وصلت إليه مصر؛ وذلك بالمكابرة في الحكم والوقوع في أخطاء كثيرة.

وفي معرض تقييمه للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة أبدى الإعلامي المصري الساخر انزعاجه من سياسة الإدارة الأميركية تجاه قطاع غزة.

كان من أشرس المنتقدين للجماعة بمجرد استلامها الحكم في مصر
كان من أشرس المنتقدين للجماعة بمجرد استلامها الحكم في مصر

ويؤكد يوسف في مقابلة مع مراسل الأناضول أنه لا يستطيع دعم دونالد ترامب باعتباره “ضد جميع القيم” التي يدافع عنها، لكن في الوقت نفسه “لا يريد مكافأة بايدن بصوته”.

وأعرب يوسف عن اعتقاده بأن الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة “ليسوا وحدهم غير الراضين عن موقف الحكومة، بل أيضًا الجمهور الأميركي بشكل عام غير راضٍ عن سياسات واشنطن تجاه غزة”.

ويشير يوسف إلى أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة “أصبحت قضية عالمية يطالب بها العرب وجميع شعوب العالم”. ويرى أن الكوميديا من أفضل الطرق لممارسة التعبير عن الرأي، ويقول “ربما تحب العيش في بلد ما، لكنك لا تحب سياسته، أحاول التعبير عن الأشياء التي لا أحبها بقدر ما أستطيع”.

وكان الإعلامي الساخر حل ضيفا على البرنامج الحواري “غير خاضع للرقابة” الذي يقدمه البريطاني بيرس مورغان، وعبر من خلاله عن موقفه من الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة. ولاقت انتقادات يوسف لإسرائيل تأثيرًا وتفاعلًا كبيرين، خاصة وأن زوجته (مصرية – فلسطينية) كانت في قطاع غزة آنذاك. وأضاف يوسف “شوهدت مقاطع الفيديو الخاصة بي كثيرًا، لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعملون بجد أكثر مني في هذا المجال”.

وتابع “ما قلته كان له صدى لدى الجمهور. لا أعرف لماذا أو كيف؟ لكني سعيد لأنني قلت ما يجب أن أقوله. أنا سعيد جدًا بردود الفعل والإطراء. لقد عبرت وقتها عن رأيي فقط”.

Thumbnail
1