الإسباني غاريدو يطارد لقبه الأفريقي الثاني بنكهة عربية

خطا الرجاء البيضاوي خطوة كبيرة نحو الظفر بلقب بطل مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي. وينزل الفريق المغربي ضيفا على فيتا كلوب الكونغولي الديمقراطي في إياب الدور النهائي. وهي المباراة الثالثة بين الفريقين في المسابقة هذا الموسم. ويطارد مدرب الرجاء، الإسباني خوان كارلوس غاريدو اللقب الثاني في المسابقة بعد الأول مع الأهلي المصري عام 2014.
الرباط - بات خوان كارلوس غاريدو مدرب الرجاء البيضاوي المغربي قريبا من أن يصبح أول مدرب يفوز بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية مع ناديين عربيين مختلفين. ويملك فريق الدار البيضاء أفضلية مريحة للفوز بلقبه الأفريقي السادس.
وأضاف المدرب الإسباني لقب كأس العرش المغربي لقائمة إنجازاته العربية، لكنه لم يفز بأي شيء محليا هذا العام ليضع المزيد من الضغط عليه ليحقق اللقب الأفريقي. الرجاء هو سابع أنجح نادي في تاريخ مسابقات الاتحاد الأفريقي، حيث فاز بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات وبلقب لكل من كأس السوبر وبطولة كأس الاتحاد الملغاة حاليا، لكن 15 عاما مرت منذ آخر تتويج أفريقي له، حين فاز بآخر نهائي لكأس الاتحاد بقيادة الفرنسي هنري ميشيل.
كل ألقاب الرجاء في البطولات القارية حققها بقيادة مدربين أجانب، حيث كان بقية المدربين المتوجين هم الأرجنتيني أوسكار فولوني (مرتين)، البوسني وحيد خليلودزيتش والجزائري رابح سعدان. وتحمل تونس الرقم القياسي في الفوز بلقب كأس الكونفدرالية 3 مرات متتالية بين عامي 2006 و2008 بفضل النجم الساحلي (مرة) والصفاقسي (مرتين).
آلية خططية
أوجد المدرب الإسباني غاريدو للرجاء آلية خططية وتكتيكية فعّالة وقاده لفك شيفرات منافسيه على ملاعبهم، ويأمل أن يلحق فيتا كلوب بمواطنه كارا برازافيل الذي كان قد هزمه أمام جماهيره في ربع النهائي.
وحطّ غاريدو وفريقه الرجاء البيضاوي الرحال في الكونغو بطموح العودة بلقب كأس الكونفدرالية، ليعزز خزانة النادي المغربي القارية، وهما مستندان للتاريخ الذي يرشحهما للتتويج احتكاما لأحداث سابقة.
وإضافـة إلى الانتصار الكاسح الـذي حققه الرجاء ذهابا بالدار البيضاء بثلاثية نظيفة، فإن عوامل أخرى تمنح الرجاء أفضلية كبيرة للظفر بلقب الكونفدرالية للنسخة الحالية.
ويملك الرجاء ثلاثة ألقاب في دوري الأبطال أعوام 1989 و1997 و1999 وحلّ وصيفا عام 2002. وتوج فيتا كلوب بلقب كأس الأندية البطلة (دوري الأبطال حاليا) عام 1973 وحل وصيفا عامي 1981 و2014. من بين 5 ألقاب حصل عليها نادي الرجاء قاريا، 3 منها كانت خارج الدار البيضاء، وفي ملاعب معقدة وصعبة حتى دون أن يسجل نتائج كبيرة في مواجهات الذهاب على ملعبه.
تونس تحمل الرقم القياسي للفوز بلقب كأس الكونفدرالية 3 مرات متتالية بين عامي 2006 و2008 بفضل النجم الساحلي (مرة) والصفاقسي (مرتين)
أول لقب للرجاء في دوري أبطال أفريقيا حصل عليه قبل 30 عاما في الجزائر أمام مولودية الجزائر، مع المدرب الجزائري رابح سعدان. وعاد ليحقق لقب دوري الأبطال عام 1999 على ملعب المنزه بتونس أمام الترجي، ثم كان آخر ألقابه القارية على ملعب القطن الكاميروني لكأس الكونفدرالية عام 2003.
لقبان فقط تحصل عليهما الرجاء بالمغرب، الأول عام 1997 في دوري الأبطال، أمام قلوب الصنوبر الغاني وكأس السوبر الأفريقي لنفس السنة. لذلك لا يمثل السفر للكونغو عائقا أمام الرجاء لتكرار هوايته المفضلة في الفوز بالبطولات سيما وهو مسلح بانتصاره القوي ذهابا.
ونجح غاريدو في نحت مسيرة ناجحة مع الأهلي المصري منذ تولّيه المسؤولية في شهر يونيو 2014 وحتى مايو 2015 على مدار 11 شهرا. حيث حصد بطولتين هما السوبر المصري وكأس الكونفدرالية الأفريقية لأول مرة، بينما أضاع 3 بطولات هي كأس مصر العام الماضي والسوبر الأفريقي ودوري أبطال أفريقيا.
وخاض الأهلي مع غاريدو 50 مباراة على مدار 11 شهرا كاملة حقق الفوز خلال 32 مباراة وتعادل في 10 مناسبات وخسر 8 مباريات منها 4 في الدوري.
وفي هذا السياق طرح اسم المدرب الإسباني، من قبل بعض الوكلاء لدى إدارة نادي الأهلي المصري، لتعويض الفرنسي باتريس كارتيرون، المقال بسبب النتائج السيئة التي حصل عليها الفريق في الفترة الأخيرة.
وكشفت وسائل إعلامية، أن بعض الوكلاء الذين يعملون مع الأهلي، اقترحوا عليه اسم غاريدو، الذي بصم على نتائج إيجابية مع فريق الرجاء، خاصة في كأس الكونفدرالية الأفريقية التي بلغ فيها محطة النهائي.
وبالتالي صار غاريدو، الذي يعرف كواليس الأهلي بعدما دربه في وقت سابق، من المدربين المرشحين لخلافة كارتيرون، بحكم مساره المتميز مع الفريق المغربي، مما يضعه في قائمته الأولوية، إلى جانب أسماء أخرى لها تجربة أفريقية كبيرة.
ونوّه نجم خط دفاع المنتخب المصري سابقا، وائل جمعة، بإمكانيات مدرب نادي الرجاء الرياضي حاليا، مشيدا بالعمل الذي قدمه خلال الفترة التي اشتغل فيها بنادي الأهلي المصري.
ونشر اللاعب الدولي المصري السابق، تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر”، قال فيها “خوان كارلوس غاريدو، قصة نجاح لم تكتمل مع الأهلي، واحد من أفضل المدربين الذين مروا علينا ويستحق النجاح”. ويعتبر غاريدو من بين المدربين القلائل الذين دخلوا مسار التدريب عن سن الـ24.
المدرب ذو الـ48 سنة التصق اسمه من بداياته التدريبية بفريق أوندا الذي يعتبر من بين أبرز خزانات التكوين التابعة لفياريال الإسباني، نجاح دفعه للإشراف على تدريب فياريال “باء” على 3 مراحل بين سنوات 2002 و2010. تألقه في صنع أسماء جديدة لفريق الغواصات الذي قاده للوصول إلى الدرجة الثانية في إنجاز غير مسبوق، منحه الثقة الكاملة لمسؤولي النادي الذين عيّنوه مدربا جديدا للفريق الأول موسم 2010-2011 في سنة مميّزة حقق خلالها المركز الرابع، وأعاد الفريق الأصفر لواجهة دوري أبطال أوروبا.
بعد النجاح رفقة فياريال سقط غاريدو في فخ الفشل المتكرر حيث لم تكن مسيرته مع فياريال في السنة الثانية موفقة، ثم قاد ريال بيتيس وكلوب بروج البلجيكي، إلا أنه لم يسجل نجاحا قبل نهاية عقده في الحالات الثلاث. حسّ المغامرة الأفريقية دفع بخوان كارلوس للموافقة على عرض النادي الأهلي المصري سنة 2014. آخر تجارب غاريدو التدريبية كانت في الديار السعودية الموسم الماضي رفقة الاتفاق الذي احتل رفقته المركز الثامن في الدوري السعودي قبل أن يتم فسخ العقد.
تنقلات ناجحة
حطّم نادي الرجاء كل الأرقام القياسية في نسخة الكونفدرالية الحالية، بعدما نجح في تحقيق 5 انتصارات من أصل 7 مباريات خارج ملعبه، وهو ما لم يحققه أي فريق آخر. الرجاء نجح في الفوز بموريتانيا وزامبيا وكوت ديفوار والكونغو نفسها، ونيجيريا أمام نادي إنييمبا الذي لم ينجح أي فريق مغربي عبر تاريخ المواجهات معه في هزمه على أرضه.
يمثل الانتصار بثلاثية نظيفة مصدر اطمئنان كبير للاعبين والمدربين، إذ أنّ الفريق لم يسبق له أن خسر بحصة كبيرة في هذه المسابقة، كما أنه أفلح في التسجيل في كل تنقلاته الخارجية باستثناء مباراة واحدة. الرجاء يملك خبرة كبيرة في صيانة مكاسب مباريات الذهاب حتى وهو يحقق انتصارات رقمية صغيرة بل حتى التعادل. لذلك يرحل للكونغو وهو مطمئن بعض الشيء ويدرك أن الضغط كله يتحمله لاعبو الفريق المنافس، لا سيما أن الفريق المغربي لديه العوامل التي ترجّح كفته ليتوّج باللقب الذي سيمنحه حق المشاركة مرة أخرى في نسخة المسابقة بالعام المقبل.
وحقق فيتا كلوب لقبه الأفريقي الوحيد قبل 45 عاما، حين هزم أشانتي كوتوكو الغاني في نهائي كأس أفريقيا للأندية الأبطال (دوري أبطال أفريقيا الآن) في الدور النهائي. الفريق الكونغولي اقترب من لقبه الثاني قاريا قبل أربع سنوات حين خسر نهائي دوري الأبطال بقاعدة الهدف خارج الأرض أمام وفاق سطيف الجزائري. الكونغولي فلوران إيبنجي صاحب أمر نادر في عالم كرة القدم حيث يقود ناديا ومنتخبا وطنيا مصنفا الرابع في أفريقيا و46 على العالم. ويأمل فيتا كلوب في الاحتفاظ باللقب في الكونغو الديمقراطية للعام الثالث بعدما فاز غريمه التقليدي تي بي مازيمبي باللقب في 2016 و2017.
لطالما عبر الإسباني غاريدو عن شعوره بالارتياح داخل الرجاء، رافضا عروضا خارجية، أهمها من الإمارات، مؤكدا على أن أسلوب العيش في الدار البيضاء قد راقه كثيرا.
ويملك الرجاء وفيتا كلوب نجمين يمكنهما حسم المباراة في محمود بن حليب وجون-مارك ماكوسو مونديلي، متصدري هدافي كأس الكونفدرالية هذا الموسم. بن حليب سجل 11 هدفا، لكنه لم يسجل في 3 مباريات منذ سجل هدف الفوز على أرض كارا برازفيل من الكونغو في ذهاب ربع النهائي. ماكوسو مونديلي سجل أربعة أهداف في الفوز خارج الأرض بدور الملحق على لا مانتشا من الكونغو، ثم سجل بانتظام ليرفع رصيده من الأهداف للرقم 10. ضمن أهدافه كان الهدف الثاني في الفوز 2-0 على الرجاء قبل 3 أشهر، وهي الخسارة الوحيدة للفريق المغربي في 14 مباراة حقق الفوز في 10 منها.
أمر غريب آخر هو أن فيتا كلوب يسافر للمغرب للمرة الرابعة هذا العام في البطولات القارية، وليس من المعتاد أن يزور فريق نفس البلد لأكثر من مرتين في نفس المشوار. فيتا خسر من الدفاع الجديدي في دوري الأبطال، ثم بعد انتقاله لكأس الكونفدرالية تعادل مع الرجاء في المجموعة، ثم أمام نهضة بركان في ذهاب ربع النهائي. الفريق الفائز سيحصد 1.25 مليون دولار (1.1 مليون يورو) فيما يحصل الوصيف على 625 ألف دولار.
وينتظر فريق الترجي التونسي في مباراة السوبر الأفريقي، الفائز من مباراة الرجاء المغربي وفريق فيتا كلوب الكونغولي، حيث سيلتقي الفريقان في نهائي بطولة الكونفدرالية. ومن المقرر أن تقام مباراة السوبر الأفريقي في 28 ديسمبر الجاري على ملعب رادس بتونس، حيث تلعب مباراة السوبر على أرض الفائز ببطولة دوري الأبطال.
مكافأة كبيرة
وعد مجلس إدارة نادي الرجاء، المدرب غاريدو، بالحصول على مكافأة مالية مهمة مقابل التتويج بكأس الكونفدرالية. وسيتحصل غاريدو على جائزة مالية تفوق 120 ألف دولار، يتضمنها عقده مع الفريق، كان قد ثبته الرئيس السابق سعيد حسبان.
وسبق لغاريدو أن تحصّل مع الرجـاء على كأس العـرش قبـل عـام، وتمكـن بعدها من تحسين عقده مع الفريق بفضل هذا الإنجاز.
وسيضمن المدرب الإسباني مقابل تتويجه باللقب، البقاء لفترة أطول مع الرجاء، إذ يعتبر في الوقت الحالي أكثر المدربين حصولا على التعويضات، وراتبه يتقاضى 45 ألف دولار، بعدما كان يوجد انقسام بشأنه بعد قدوم مجلس الإدارة الجديد.
ولطالما عبر الإسباني غاريدو عن شعوره بالارتياح داخل الرجاء، رافضا عروضا خارجية، أهمها من الإمارات، مؤكدا على أن أسلوب العيش في الدار البيضاء قد راقه كثيرا.
لم يستجب الرجاء للمطالب الكثيرة للمدرب الإسباني في الميركاتو الصيفي الماضي، واكتفى الفريق بتعاقدات محدودة، لم تشمل نجوما كبارا، في انتظار أن تتضح الرؤية والنتائج التي ستتحقق لاحقا. الظفر بكأس الكونفدرالية سيخوّل لغاريدو الحق في فرض مطالبه وتعزيز صفوف النادي بلاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية، بقصد المنافسة على درع الدوري والسوبر الأفريقي المرتقب، كما أنه سيكون معنيا بمشاركة أخرى في نفس المسابقة لنسختها المقبلة بصفته البطل.