الإرهاب يفشل في تحقيق أهداف اعتداء لندن

لم تنجم عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مترو لندن في ساعة الذروة، أضرار كبيرة كما كان مخططا له، لكنه أثار حالة من الرعب بين السكان وأبقي على مستوى الإنذار عند المرحلة الحرجة التي تشير إلى اعتداء محتمل جدا.
السبت 2017/09/16
صدمة جديدة لسكان لندن

لندن – عم الذعر أنحاء العاصمة البريطانية إثر انفجار وقع في ساعة الذروة الجمعة، بمحطة مترو الأنفاق بجنوب غرب لندن، نفذ بواسطة عبوة يدوية الصنع ما أحدث “كرة من اللهب” في عربة أحد القطارات، وأصيب على إثره 22 شخصا بجروح.

ووقع الاعتداء وهو الخامس خلال ستة أشهر بلندن، نحو الساعة 8:20 بالتوقيت المحلي في محطة بارسونز غرين الواقعة بحي في جنوب غرب العاصمة البريطانية. وقال قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك رولي أمام صحافيين “لقد وقع انفجار مرده برأينا تفجير عبوة ناسفة يدوية الصنع”، بعد أن كان المسؤول في مكافحة الإرهاب نيل باسو قد أشار إلى عمل “إرهابي”.

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إثر اجتماع طارىء للحكومة “كان القصد من العبوة الناسفة التسبب في أضرار كبيرة” ووصفت الأمر بأنه عمل “جبان”. وأبقي على مستوى الإنذار عند “المرحلة الحرجة” التي تشير إلى اعتداء “محتمل جدا”.

وأظهرت صور على تويتر ما يمكن أن يكون العبوة الناسفة اليدوية الصنع وهو مصدر الانفجار وهو وعاء أبيض مشتعل في كيس تجميد داخل عربة لقطار أنفاق قرب بوابة آلية وقد خرجت منه أسلاك كهربائية.

وقال هانز ميشالز أستاذ الهندسة الكيميائية في امبريال كوليج في لندن في بيان إن “الانفجار لم ينجح إلا جزئيا” على الأرجح، مضيفا “يبدو أن قسما كبيرا من الوعاء لم يشتعل ولم يصب الضحايا بحروق مميتة”.

وبدوره ندد رئيس بلدية عمدة لندن صديق خان بعيد الاعتداء، بـ”أشخاص حقيرين يحاولون استخدام الإرهاب للمساس بنا وتدمير نمط عيشنا”، مؤكدا “لن نسمح أبدا بترهيبنا أو هزمنا من الإرهاب”. وتحدث لويس هاثر (21 عاما) عما جرى حين كان متوجها إلى عمله وساد في المكان مشهد من الفوضى “أناس يصرخون ويندفعون إلى السلالم”. وأصيب بجرح في ساقه في التدافع قبل أن يتمكن من الخروج إلى الشارع متحدثا عن “أناس يبكون ورائحة بلاستيك محترق”، وتحدث وهو بحالة صدمة عن “امراة نقلت على نقالة إلى سيارة إسعاف مع حروق في كامل جسدها”.

وضربت قوات الأمن صباحا طوقا في محيط المحطة ونصبت حزاما أمنيا ونشرت أمنيين مسلحين ببنادق هجومية. وأعلنت أجهزة الإغاثة وقوع 22 جريحا ليست بينهم إصابات خطيرة وأنهم يتلقون العلاج في المستشفيات، غالبيتهم بسبب الحروق.

ويأتي الاعتداء الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد في أجواء من التهديد الإرهابي في بريطانيا بعد موجة اعتداءات تبناها تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة.

صديق خان: أشخاص يحاولون استخدام الإرهاب للمساس بنا وتدمير نمط عيشنا

وجاءت أولى ردود الأفعال الدولية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أشار إلى إرهابيين “فاشلين” رصدتهم الشرطة البريطانية قبل الاعتداء. وكتب في تغريدة “هجوم جديد في لندن ينفذه إرهابي فاشل. إنهم مجانين كانت تتابعهم الشرطة البريطانية”.

وقال ترامب إنه لا بد من التعامل بأسلوب أكثر قسوة مع الإرهابيين بعد أن تعرضت بريطانيا لخامس هجوم إرهابي في هذا العام، الجمعة. وأضاف “لا بد من التعامل بأسلوب أكثر قسوة مع الإرهابيين الفاشلين. الإنترنت هي أداتهم الرئيسية في تجنيد الأتباع، ويجب علينا أن نوقفها ونستخدمها بشكل أفضل”.

ويحاول ترامب تنفيذ حظر أميركي لمدة 90 يوما على المسافرين القادمين من ست دول ذات أغلبية إسلامية، لكنه يواجه مقاومة في المحاكم. ووجد الفرصة ملائمة للمضي قدما في الدعوة لمشروعه “لا بد أن يكون حظر السفر إلى الولايات المتحدة أوسع نطاقا إلى حد كبير وأكثر صرامة وتحديدا”، إلا أن بعض الآراء الغبية تشير إلى أن ذلك ينافي الحصافة السياسية.

وبدورها أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تضامن ألمانيا مع بريطانيا، وقالت عقب محادثاتها مع رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب “قلوبنا بالطبع مع المصابين والشعب البريطاني”. وذكرت أنه بالرغم من عدم وضوح خلفيات الانفجار حتى الآن، فإن الواقعة تؤكد على ضرورة تكثيف التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب الإسلامي.

5