الإدارة الإماراتية تكتب قصة نجاح مانشستر سيتي

تتويج نادي مانشستر سيتي يوم السبت الماضي في ملعب أتاتورك بإسطنبول بحضور رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببطولة القارة الأوروبية لأول مرة في تاريخه، قصة مرت من حال إلى حال، حيث أظهر مانشستر سيتي أنه يمتلك كل مقومات النادي القادر على تحقيق البطولات العالمية، ويُعمل له اليوم ألف حساب من قبل الأندية العريقة، وتبدلت مكانته على الساحة الرياضية في العالم.
شهدت أحوال نادي مانشستر سيتي خلال الخمسة عشر عاماً الماضية تطورا ملحوظا. ومنذ أن اشترت أبوظبي النادي عام 2008 وهو يعتلي منصات البطولة، معتمدا فلسفة عظيمة، كلمة السر الحقيقة فيها التي تعتمدها كل الأمم والشعوب التي غيرت حالها إلى الأفضل، هي “الإدارة”. والتي تعني الرؤية والرغبة والقدرة على التغير إلى الأفضل.
وللتأكد مما نطرحه، بإمكان أيّ منا استعراض قصة نجاح سنغافورة، أو كوريا الجنوبية أو ماليزيا.. وعربياً، القصة الملهمة لكل العرب وهي قصة نجاح النموذج الإماراتي، وفي القلب منها إمارة دبي، ستجد أن الإدارة الكفؤة هي ما يقف وراء نجاحها بالدرجة الأكبر، مع وجود عوامل ومتغيرات مساعدة لها.
◙ النجاح الإماراتي في نقل نادي مانشستر سيتي من حال إلى حال لم يكن النجاح الأول في تجارب الإمارات الاستثمارية، بل هو حالة تمثل علامة إماراتية بارزة في إثراء الفكر الإنساني وإبراز أهمية الإدارة
تُذَكّرُنا قصة التحول العظيم لنادي مانشستر سيتي الذي توج بـ18 بطولة محلية، خلال 15 عاماً الأخيرة أبطال الدوري الأوروبي، بمقولة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو صاحب تجربة إدارية يعيش العالم تفاصيلها الحية في التغيير، وهي: أن العرب لا ينقصهم شيء من مقومات النجاح سوى الإدارة.
ما يعني أنه إذا توفّرت “الإدارة” سيتفوق العرب على باقي العالم بأكمله، وما رآه العالم في إسطنبول تطبيق حي للنجاح الإداري.
الإمارات كقصة تنموية يُشار إليها بالبنان، بفضل الإدارة الناجحة والقيادة (وهو أمر بات العالم والعرب يعانون من فقدانه)، فالإدارة تعني فن استغلال الموارد، والقيادة هي الإيمان بالعنصر البشري وقدراته.
وهذا ربما كان من ضمن أكبر عوامل نجاح نادي مانشستر سيتي وحصده للبطولات. وهي عوامل لم تكن بعيدة عن أسباب نجاح النموذج الإماراتي المبهر.
إيمان مالك النادي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء بالمدرب بيب غوارديولا الذي التحق بالنادي عام 2016، وإيمانه باللاعبين خلق بيئة قادرة على تحقيق النجاح، وأعتقد أن إيجاد مثل هذه البيئة تحتاج إلى قائد صاحب كاريزما.
رغم كل ذلك، يكرر المنتقدون التقليديون لقصص نجاح دولة الإمارات على مسامعنا خطاباتهم التي لم تعد تسمعها إلا آذانهم، لأن الإمارات تجيد التحدث بـ”لغة الإنجازات”، بينما هؤلاء ما زالوا يظنون أن المسألة كلها أموال.
اقرأ أيضا:
ربما صدّق البعض هذا التبرير في وقت ما وزمن ما لأسباب لها علاقة بعدم انتقال المعلومة الصحيحة. ولكن، اليوم بعد أن بات كل شيء واضحا وبيّنا في ظل الإنجازات، فإن التقييم الموضوعي والحقيقي لأيّ تجربة ناجحة يتم من خلال متغيرين اثنين على الأقل، وذلك تحقيقا للمصداقية.
الجانب الأول: التقييم الفني، وأعتقد أن عدد البطولات التي حققها النادي خلال الـ15 عاماً تتحدث عن ذلك، وهذا لا يحدث إلا في مؤسسات يعمل موظفوها كفريق يعبّر عن حالة استقرارها، بدءا من رأس الهرم الإداري للنادي.
الجانب الثاني: هو الجانب الإداري، وهو الجزء الذي يعبّر عنه المايسترو الذي يتحكم بكل الفرقة، وقد لا يظهر في التفاصيل البسيطة، ولكنه يخلق تناغما تظهره النتيجة التي تعبّر عن حجم العمل والجهد المبذولين.
ما مسألة التركيز على الجانب المالي فقط، ومحاولة تغييب العوامل الحقيقية، هو تجسيد للحسد من النجاح الإماراتي الذي بات يتحقق اليوم على حساب ملاك أندية عرفت تقليدياً بأنها المسيطرة على البطولات العالمية، ليدخل اليوم ناد كان مغموراً ويفرض نفسه على البطولات.
النجاح الإماراتي في نقل نادي مانشستر سيتي من حال إلى حال لم يكن النجاح الأول في تجارب الإمارات الاستثمارية، بل هو حالة تمثل علامة إماراتية بارزة في إثراء الفكر الإنساني وإبراز أهمية الإدارة ودورها في نهوض المجتمعات.