الإدارة الأميركية تستأنف تقديم مساعداتها للفلسطينيين

الأمم المتحدة ترحب باستئناف تمويل الأونروا بقيمة تزيد عن 150 مليون دولار.
الأربعاء 2021/04/07
أونروا في وضع صعب

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إن واشنطن ستقدم أكثر من 150 مليون دولار لمساعدة الفلسطينيين.

ويعد هذا التحرك أهم خطوة للرئيس جو بايدن منذ توليه منصبه في 20 يناير الماضي، للوفاء بوعده بالتراجع عن بعض جوانب نهج سلفه ترامب الذي ندد به الفلسطينيون باعتباره متحيزا بشدة لإسرائيل.

وبحسب إخطار أرسلته إدارة بايدن عبر البريد الإلكتروني لمكاتب الكونغرس، تدعو الخطة إلى تقديم 150 مليون دولار من خلال وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التابعة للأمم المتحدة، و75 مليون دولار كدعم اقتصادي أميركي وعشرة ملايين دولار في صورة تمويل للتنمية.

وكانت الإدارة الأميركية الجديدة قد تعهدت في السابق باستئناف تقديم مساعدات بمئات الملايين من الدولارات، والعمل على إعادة فتح البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن.

وأشار مساعدون لبايدن أيضا إلى أنهم يرغبون في إحياء هدف حل الدولتين من خلال التفاوض كأولوية في سياسة الولايات المتحدة بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، غير أنهم يتحركون بحذر حتى الآن، ومن المرجح أن تنتظر أي خطوات رئيسية اتضاح الأمور بعد الانتخابات الإسرائيلية غير الحاسمة التي أجريت في مارس، والتي ستتبعها انتخابات فلسطينية في الأشهر المقبلة.

وتمنح واشنطن عادة نحو 350 مليون دولار سنويا للوكالة التي تأسست بقرار من الجمعية العامة في عام 1949.

وتقتضي الأونروا مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، ليتمكنوا من تأمين احتياجاتهم في مجال التنمية البشرية، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.

صورة

وتشتمل خدماتها على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

وكانت إدارة ترامب قد أوقفت تقريبا كل المساعدات بعدما قطعت العلاقات مع السلطة الفلسطينية في 2018. واعتُبرت تلك الخطوة على نطاق واسع وسيلة لإرغام الفلسطينيين على التفاوض مع إسرائيل بشروط، وصفتها القيادة الفلسطينية بأنها محاولة لحرمانهم من إقامة دولة قابلة للحياة.

وجاء قطع المساعدات بعد أن قرر القادة الفلسطينيون مقاطعة جهود السلام التي تبذلها إدارة ترامب، بسبب قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية لها من تل أبيب، في تغيير لسياسة أميركية متبعة منذ عقود.

وشمل ذلك تقليص التمويل لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التي تقدم مساعدات وخدمات إغاثة لزهاء 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وأنحاء الشرق الأوسط.

وقال مصدر في الكونغرس إنه سيتم تقديم الجزء الأكبر من التمويل إلى أونروا، في حين ستذهب مساعدات اقتصادية منفصلة من خلال صندوق للدعم الاقتصادي لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة، وستُوجه أموال التنمية عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

ورحب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بالخطة الأميركية لاستئناف التمويل لأونروا، معربا عن أمله في أن "تحذو دول أخرى حذوها".

وقال المصدر إن إخطار الكونغرس أفاد أيضا بأن واشنطن ستستأنف المساعدات الأمنية للفلسطينيين.

ومع ذلك فمن المرجح أن تمتنع الإدارة في الوقت الحالي عن استئناف المساعدات الاقتصادية المباشرة للسلطة الفلسطينية، بينما يتشاور مساعدو بايدن مع الكونغرس بخصوص العقبات القانونية المحتملة وفقا لما ذكره شخص مطلع على الأمر. وأكد الإخطار الموجه إلى الكونغرس أن جميع المساعدات ستكون متوافقة مع القانون الأميركي.

ولا تعيد الأموال التي ستوجه إلى أونروا على الفور المساهمات إلى مستوى 365 مليون دولار، الذي قدمته الولايات المتحدة للوكالة في 2017.