الإدارة الأميركية: تجاوزات الحوثيين وارتباطهم بالحرس الثوري يدفعان إلى تصنيفهم منظمة إرهابية

واشنطن - تخطو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران منظمة إرهابية بعد يوم من فرضها عقوبات استهدفت مسؤولين منهم تورطوا في عمليات تعذيب نساء وأطفال.
ويبدو أن مسار تصنيف الحوثيين يشكل بندا رئيسيا على جدول أعمال إدارة دونالد ترامب فيما تبقى من عمر ولايتها. وكانت هذه الإدارة جعلت من عزل طهران وتكثيف الضغط على الميليشيات الموالية لها محور سياستها الإقليمية، قبل خروجها من البيت الأبيض.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي تيموثي ليندركينج إن استهداف جماعة الحوثي للمدنيين وتعميقها العلاقات مع الحرس الثوري الإيراني واستخدام عمليات الخطف أداة من أدوات الحرب كلها عوامل تقود إدارة ترامب إلى النظر في اعتبار الحركة منظمة إرهابية أجنبية.
وحدد ليندركينج، الذي رفض أن يعرض تفاصيل المداولات بشأن خطوة تصنيف الحوثيين، الأسباب الرئيسية للنظر في تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.
وقال "يفعل الحوثيون أشياء أقرب إلى سلوك منظمة إرهابية، إنهم يستهدفون المدنيين وهم يعمقون علاقتهم مع الحرس الثوري وهو من وجهة نظرنا منظمة إرهابية".
وتابع "إذا أرادوا أن يكونوا طرفا سياسيا شرعيا داخل اليمن، فعليهم أن يتوقفوا عن هذه الأنشطة".
وتنظر الأمم المتحدة وبعض الأطراف الأوروبية بخشية إلى الخطوة الأميركية لأن ذلك من شأنه أن يتعارض مع عمليات تسليم المساعدات الدولية في وقت تتهدد فيه المجاعة اليمن.
وتتخوف هذه الأطراف من أن يتخذ الحوثيون موقفا متشددا تجاه استئناف محادثات السلام.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية الخميس أنها أدرجت على قائمتها السوداء خمسة أشخاص مرتبطين بالأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها الحوثيون وتتهمهم بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وهم سلطان زابن وعبدالحكيم الخيواني وعبدالوهاب جفران ومطلق عامر المراني وعبدالقادر الشامي.
وقال بيان الخزانة الأميركية إن قادة الميليشيا الموالية لإيران ارتكبوا انتهاكات عدة من حجز تعسفي وتعذيب لليمنيين خاصة الأطفال والنساء، كما استهدفوا نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين.
ورحبت الحكومة اليمنية في بيان بالخطوة الأميركية معتبرة ذلك انتصارا للضحايا المدنيين ضد جرائم الميليشيات.
وأعرب البيان عن "تطلع الحكومة إلى اتخاذ خطوات مشابهة من قبل المجتمع الدولي لردع هذه الميليشيات التي لم تتوقف عن ارتكاب الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين".
ورفضت الجماعة الخطوة الأميركية قائلة إنه "لا يوجد أي قانون يجيز للولايات المتحدة تصنيف الآخرين".
وتعمل الأمم المتحدة على استئناف المحادثات من أجل إنهاء الصراع اليمني الذي وصل إلى طريق مسدود وأدى إلى ما تصفه جماعات الإغاثة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويحتاج أكثر من 80 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 28.5 مليون نسمة إلى المساعدة.
وارتكب الحوثيون إثر انقلابهم قبل 6 سنوات على الشرعية اليمنية جرائم عديدة بحق الشعب اليمني وصلت إلى حد قتل المعارضين تحت التعذيب وسرقة مقدرات اليمنيين والمساعدات الأممية. كما هاجم المتمردون بدعم من إيران أهدافا مدنية في المملكة العربية السعودية عبر صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
وهدد الحوثيون الملاحة البحرية في الممرات المائية بالبحر الأحمر، وهي جرائم وصفت بأنها ترتقي إلى الجرائم الإرهابية.
ويشار إلى أن إيران اعترفت بوضع تقنيات إنتاج الصواریخ والمسیّرات تحت تصرف ميليشيات الحوثي في اليمن.