الإخوان يكلفون محيي الدين الزايط خليفة مؤقتا لإبراهيم منير

لندن – أعلنت جماعة الإخوان المسلمين التي يقيم غالبية أعضائها في العاصمة البريطانية لندن تكليف أبرز قياداتها، محيي الدين الزايط، ليخلف بشكل مؤقت إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الجماعة (85 عاما)، عقب وفاته.
وقال صهيب عبدالمقصود المتحدث الإعلامي باسم الاخوان المسلمين، مساء الجمعة، إن "مؤسسات الجماعة منعقدة منذ وفاة منير، وقررت استمرار نائبه لشؤون الهيئة، محيي الدين الزايط، في تسيير أعمال الجماعة، لحين اختيار من يخلف الراحل".
ومحي الدين الزايط (70 عاما) مصري الجنسية، تدرج من عضو الجماعة إلى عضو الشورى العام (أعلى جهة رقابية) ثم مسؤولا عن أحد مكاتب الجماعة في القاهرة الكبرى واختير قبل سنتين نائبا لرئيس الهيئة التي تدير شؤون الجماعة، والتي كان يرأسها منير.
وأكد عبدالمقصود أن "هناك خطوات إدارية تمت بالفعل في حياة منير خاصة بترتيب من يخلفه حال وفاته، ووفقا للوائح الجماعة ونظمها فهناك إجراءات يجب اتخاذها قبل الإعلان عن القائم بالأعمال الجديد".
وتابع "هذه الخطوات يجري العمل عليها لإسناد المهمة لمن سيكلف بها خلال أيام".
وفي أول تصريحات له عبر قناة الجزيرة القطرية السبت، قال الزايط إنه سيتولى القيام "بالمهام الإدارية داخل الجماعة مؤقتاً، حتى استكمال المؤسسات الداخلية لها"، وأوضح أن جبهته ستعلن خلال أقل من شهر عن "كافة الأمور الإدارية الجديدة".
وأكد الزايط أنّه "كان يساعد منير بالفعل في إدارة الهيئة العليا، وأنّه كان يتولى بعض الأمور في حال غيابه بشكل مؤقت"، وزعم أنّه "لن يصارع هو وجماعته على السلطة في مصر". مشيرا إلى أن الجماعة تعمل على لمّ الشمل وإعادة بناء مؤسساتها.
ويعد الزايط من أبرز القيادات العليا للجماعة، وهو مدرج على قوائم الإرهاب المصرية، ومدان ومتهم بعدة قضايا إرهاب وقضايا جنائية، أبرزها قضايا متعلقة بأمن الدولة العليا، المعروفة بقضية "كتائب حلوان"، وجنايات أمن الدولة العُليا، وسبق محاكمته مرتين في محاكمات عسكرية حكم عليه فيهما بالسجن لـ (6) أعوام.
وكانت تقارير استخباراتية مصرية تحدثت عن تورط الزايط مع خيرت الشاطر في الهجوم على القوات المسلحة، وإثارة الفتنة، خلال فترة حكم الإخوان، وكشف الإعلامي مصطفى بكري، في كتابه "الجيش والإخوان: أسرار خلف الستار"، كيف تطاول الزايط على القوات المسلحة المصرية.
وذلك كله إلى جانب الكشف عن مخطط لتفجير أزمة في عام 2012، في ملف العلاقات بين الجيش وجماعة الإخوان، كان الهدف منها ابتزاز الجيش، والاصطدام به، وتعمد إهانته، عبر عضو مجلس شورى الإخوان حينها الزايط.
وفي سياق متصل، أعلنت جماعة الإخوان في بيان، الجمعة، أن صلاة الجنازة على منير ستقام بمسجد شرق لندن ظهر السبت حسب التوقيت المحلي للعاصمة البريطانية، على أن يدفن بعدها بمقابر رياض السلام بالعاصمة ذاتها.
والجمعة، توفي منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والقائم بأعماله، عن عمر يناهز (85) عاماً، في العاصمة البريطانية لندن، وهو أحد قطبي الانشقاق داخل الجماعة المحظورة، وكان يتزعم "جبهة لندن" في مواجهة "جبهة إسطنبول" بزعامة محمود حسين.
وقد حُكم على إبراهيم منير بالأشغال الشاقة لعشرة أعوام في قضية إحياء تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965، وكان عمره وقتئذ (28) عاماً، وفي 26 يوليو 2012 أصدر الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي عفواً عاماً عنه.
في 12 يوليو الماضي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها إعفاء إبراهيم منير من عضوية الجماعة، نتيجة "عدم الالتزام بقرارات مؤسسات الجماعة الشرعية وتشكيل كيانات موازية بعيداً عن هذه المؤسسات".
وتواصلت انشقاقات جماعة الإخوان بصورة كبيرة، فقد قررت جبهة لندن بقيادة إبراهيم منير تشكيل هيئة عليا تكون بديلة لمكتب الإرشاد التابع لجبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين.