الإخوان يستغيثون بعد أن تخلى عنهم أردوغان

تحولت دعوات الإخوان لمقاطعة المنتجات التركية إلى مادة للسخرية بسبب تخلي الحكومة التركية عنهم بعد أن أصبحوا بطاقة محروقة، وتريد أنقرة التخلص منها مع الحملة التي تشنها على المهاجرين في البلاد.
أنقرة - يتصاعد استياء الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من حملة ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا، في سياق تكثيف أنقرة حملتها ضد المهاجرين غير النظاميين، بمختلف المدن التركية.
واستغل أعضاء جماعة الإخوان الحملة للتعبير عن عن صدمتهم على مواقع التواصل من تخلي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عنهم.
وتداول معلقون قصيدة لإخواني مغمور ويدعى أحمد بن راشد بن سعيد بعنوان “لصالح من تطردون الجميع” ساخرين من تبدل مواقف الإخوان، بعد أن كانوا من أبرز المؤيدين لأردوغان وحزب هالعدالة والتنمية ضد خصومه. وجاء في تغريدة:
وكتب مغرد:
وعلقت ناشطة:
ودشنت حسابات محسوبة على تنظيم الإخوان حملة تدعو لمقاطعة المنتجات التركية. وسخر مغرد من هذه الحملة قائلا:
وجاء في تغريدة:
وعلق ناشط:
وتزامنت هذه الحملة، مع تأكيد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أن بلاده تكافح المهاجرين غير النظاميين، مضيفا أنه أصدر تعليمات لملاحقتهم في عموم تركيا، وأن أعدادهم ستنخفض بشكل ملحوظ خلال أربعة أو خمسة أشهر.
وأضاف وزير الداخلية أن أجهزة الشرطة التركية ووحدات إنفاذ القانون تقوم بفحص جوازات السفر والهوية والوثائق في كل مكان داخل تركيا، وعند العثور على مهاجر غير نظامي يتم إرساله إلى مراكز احتجاز، حيث أنه يتم أخذ بصمات الأصابع، ومن ثم يتم تحويله إلى إدارة الهجرة تمهيدا لترحيله.
وزادت أجهزة الشرطة عمليات التفتيش بشأن المهاجرين غير النظاميين في إسطنبول بشكل خاص وباقي الولايات التركية بشكل عام.
وبحسب السلطات التركية فإن ترحيل اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها باتجاه الشمال السوري، لا تشمل سوى أولئك الذين خالفوا القوانين بعدم امتلاك أوراق نظامية سواء بطاقات الحماية المؤقتة أو الإقامات قصيرة الأمد.
لكن العديد من الناشطين أكدوا أن الحكومة التركية جددت مؤخرا حملتها للتضييق على اللاجئين السوريين، في مدينة إسطنبول خصوصاً، بذرائع عدة بينها ارتكاب المخالفات. لكن النتيجة لأيّ مخالفة مهما كانت بسيطة هي إيداع اللاجئ في حافلة تنطلق به إلى مركز الترحيل للتوقيع على “طلب إعادة طوعية” ويقول مرحّلون إن الترحيل يتم بالإجبار، ثم يتم إيصالهم إلى الحدود السورية – التركية، ويدخلون إلى مناطق في إدلب وريف حلب وريفي الرقة والحسكة، الواقعة تحت سيطرة المعارضة والنفوذ التركي.
ووصل الأمر إلى تداول فتوى تجيز عدم حضور صلاة الجمعة خوفا من الملاحقة والترحيل، وقال ناشط:
وعلق حساب ساخر على مقطع فيديو يظهر إجبار الشرطة للاجئين على الترحيل بالعنف:
واعتبر ناشطون، أن الإجراءات التركية الأخيرة مؤشر جديد على تخلي أنقرة عن الجماعة، قد تتبعها خطوات أخرى أكبر مثل ترحيل عناصر التنظيم المطلوبين لدى القاهرة.
وكتب مغرد عن السياسة التركية المتقلبة واستخدام اللاجئين كورقة ضغط من أجل مصالح الرئيس التركي:
وتحدث آخر عن العنصرية التركية تجاه اللاجئين:
ويرى متابعون أن الإخوان بالنسبة إلى أنقرة أصبحوا بطاقة محروقة ولا يجب دعمهم مجددا، وفي الوقت الراهن تسعى تركيا لتصفير المشكلات مع القاهرة والتخلي تماما عن دعم التنظيم.
وفي سبيل إقرار واقع جديد يتناسب مع مقتضيات المرحلة الجديدة، بدأت العديد من الإجراءات التركية ضد تنظيم الإخوان المسلمين مؤخراً، مثل وقف النشاط الإعلامي، وفرض القيود على منح الجنسية لعناصر التنظيم، ومطالبة بعض المطلوبين على قوائم الإنتربول بمغادرة الأراضي التركية، فضلاً عن تجديد التعليمات الخاصة بوقف أيّ هجوم أو انتقاد للقاهرة من داخل تركيا، بدا ذلك مؤشراً على نهج جديد في تعامل أنقرة مع التنظيم.
رغم ذلك يقول معلقون إن السؤال المهم هو “هل تتخلى تركيا تماماً عن الإسلام السياسي أو عن جماعة الإخوان كورقة سياسية لطالما تم استخدامها لتحقيق عدد من المصالح والأهداف؟”.