الإخوان يزايدون على الموقف الرسمي للأردن

جماعة الإخوان تدرك أن إلغاء اتفاقية وادي عربة غير ممكن، وحيث أن المتأذي من هذه الخطوة سيكون المملكة بالدرجة الأولى.
الأربعاء 2021/05/12
إخوان الأردن يسعون لتحسين صورتهم المهزوزة في الداخل

عمّان – وجدت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في التوترات الجارية في قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية في القدس ضالتها لإنعاش صورتها وكسر الجمود الذي طبع عملها طيلة الفترة الماضية رغم ما مر بالمملكة من أحداث.

وخرجت قيادات الجماعة وذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي في مسيرات احتجاجية تحت أعين الأجهزة الأمنية، رغم وجود حظر للتجمعات جراء جائحة كورونا، ورفعت تلك القيادات والأنصار أعلام فلسطين والجماعة فيما غاب علم الأردن.

وسعت قيادات الإخوان في كلمات ألقيت خلال تلك المسيرات إلى إحراج الأردن الرسمي، معتبرة أن تنديداته واستنكاره لما يحدث في المسجد الأقصى الذي يقع تحت وصايته غير كاف وأنه لا بد من التحرك بفاعلية أكبر كالغاء اتفاقية وادي عربة للسلام وطرد السفير الإسرائيلي.

وقال حمزة منصور عضو الجماعة والأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي “المطلوب الآن وقبل الغد وبعد الغد أن نعلن إلغاء المعاهدة مع العدو الصهيوني (…) فهذه الخطوة التي تلحق الضرر بالكيان الصهيوني، هذه الخطوة التي تقض مضاجع الأوروبيين والأميركيين لن يتحركوا إلا إذا سمعوها”.

وصرح النائب السابق عن كتلة الإصلاح التابعة للجماعة عبدالله العكايلة “لا نقبل بأقل من طرد السفير (الإسرائيلي)، واستدعاء سفيرنا وإلغاء اتفاقية الخزي والعار”، في إشارة إلى اتفاقية وادي عربة.

وتدرك جماعة الإخوان أن إلغاء اتفاقية وادي عربة غير ممكن، وحيث أن المتأذي من هذه الخطوة سيكون المملكة بالدرجة الأولى، لكن الغرض من هذه المطالبات هو المزايدة على الموقف الرسمي وتحسين صورة اهتزت في الداخل.

ويقوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني منذ تفجر التوترات باتصالات مع القوى العربية والاقليمية لحشد الدعم الدولي للضغط على إسرائيل بشأن وقف تصعيدها في القدس، ومحاولتها تغيير الوضع الديمغرافي هناك.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة السلام مع الأردن في 1994 باشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

ووصف الملك عبدالله الثاني مرات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه “سلام بارد”. واعتبر في خريف 2019 أن العلاقات مع إسرائيل “في أدنى مستوياتها على الإطلاق”.

2