الإخوان في موريتانيا يستهدفون ولد الغزواني باستغلال صورة جماعية ظهر فيها مع الرئيس الإسرائيلي

نواكشوط - يسعى الإخوان في موريتانيا لكسب نقاط سياسية على حساب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يسعى لخوض منافسة من أجل الفوز بعهدة ثانية خلال الاستحقاق الانتخابي المقرر في الثاني والعشرين من يونيو المقبل.
ويحاول الإخوان استغلال التعاطف الشعبي في الشارع الموريتاني مع أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ممن يعانون حرب إبادة، باستهداف ولد الغزواني، بعد الحديث عن ظهوره في صورة جماعية إلى جانب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال إحياء ذكرى الإبادة الجماعية برواندا الأحد الماضي.
وقال حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” في بيان إن بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية تداولت صورا للرئيس ولد الغزواني في احتفالية الذكرى الثلاثين لمجازر الإبادة الجماعية برواندا وهو يقف في صف واحد إلى جانب الرئيس الإسرائيلي.
واعتبر أن الصورة “شكلت صدمة كبيرة لنا في موريتانيا، وتصرفا مفاجئا ومرفوضا لما يمثله من استفزاز لمشاعر الأمة ومن خرم للإجماع الوطني شعبا وحكومة حول قضية الأمة المركزية وعنوانها الأبرز الآن المتمثل في ما يتعرض له الأهل في غزة من حرب إبادة وتجويع وتنكيل غير مسبوق في التاريخ” .
ولد الغزواني حضر إحياء ذكرى حرب الإبادة في رواندا ، بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، وكان قد تلقى دعوة لزيارة كيغالي من الرئيس بول كاغامي
وبحسب مراقبين ، فإن تيار الإسلام السياسي الذي بات يعاني من عزلة سياسية في البلاد، يحاول ركوب الأحداث بالظهور في صورة القوة الوطنية المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني والواقعة في وجه أيّ محاولات إقليمية أو دولية لجر نظام نواكشوط إلى التطبيع مع تل أبيب.
وكان محمد ولد الشيخ الغزواني حضر إحياء ذكرى حرب الإبادة في رواندا ، بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، وكان قد تلقى دعوة لزيارة كيغالي من الرئيس بول كاغامي.
إلى ذلك، أدان حزب الصواب الموريتاني ذو المرجعية الفكرية البعثية، ظهور ولد الغزواني في صورة واحدة مع الرئيس الإسرائيلي، أثناء أحياء الذكرى السنوية للإبادة الجماعية في رواندا.
وقال في بيان إن هذا الحدث “شوّه صورة بلادنا التي وقفت بشكل حازم شعبا وحكومة إلى جانب كفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة منذ 1948”، معتبرا أن الوقوف إلى جانب الرئيس الإسرائيلي، “اعتراف بقبوله وأسس وجوده السياسي والدبلوماسي والأيديولوجي في قارة تتولى بلادنا رئاستها الدورية”.
ورأى الحزب أن الحدث وقع في الوقت الذي ينتظر من رئاسة موريتانيا للقارة أن تلعب “دورا مشهودا في تقليص مساحة الحضور الصهيوني في أفريقيا بدل تشجيعه الرمزي”.
تيار الإسلام السياسي يحاول ركوب الأحداث بالظهور في صورة القوة الوطنية المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني
وجاءت هذه المواقف فيما نفى الناطق باسم الحكومة الناني ولد أشروقه أن يكون هناك لقاء جمع بين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال مشاركتهما في إحياء ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا.
وقال ولد أشروقه خلال النقطة الصحفية الأسبوعية، إنه لم يحدث لقاء من أيّ نوع بين الرئيسين محمد ولد الشيخ الغزواني وهرتسوغ، مضيفا أن الرئيس الموريتاني لم يقف بجانب الرئيس الإسرائيلي بل بجانب الرئيس الرواندي بول كاغامي، مردفا أنه لا يمكنهم التحكم في طبيعة الضيوف والمشاركين.
وتابع الناطق باسم الحكومة أن طبيعة العمل تفرض مثل هذا النوع من المواقف التي تجعل الشخص يقف تحت نفس السقف مع أشخاص من دون أن تكون تلك رغبته، وهو ما يحدث في القمم واجتماعات الأمم المتحدة وغيرها.
وفي مارس 2023، نفت السلطات الموريتانية “وجود اتصالات بينها وبين إسرائيل”. وتحدّث الموقع عن تاريخ العلاقات بين إسرائيل وموريتانيا التي بدأت في مراحلها الأولى بعد مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991 وصولا إلى تبادل السفراء في العام 1999.
وقال الموقع إن هذا التطبيع كانت له آثاره السلبية على موريتانيا فقد كانت المُبرّر “للانقلاب الدامي” في 2003 كما تعرّضت موريتانيا لعدد من الهجمات من طرف الجماعات المُسلّحة في المنطقة.