الإخوان في ليبيا يُصعدون ضد الانتخابات بالاعتصام أمام مقر المفوضية

طرابلس - بدأت مجموعة من المتظاهرين المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا اعتصاما أمام مقر مفوضية الانتخابات في العاصمة طرابلس للمطالبة بتأجيل الانتخابات إلى حين إجراء استفتاء على الدستور.
وتأتي هذه الخطوة لتكشف عن تصعيد الإخوان إزاء الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري خاصة بعد أن توصل هؤلاء إلى توافق في المواقف مع نواب بالبرلمان محسوبين على قائد الجيش المتخلي والمرشح للرئاسة خليفة حفتر بشأن إرجاء الاستحقاق المذكور.
وموقف الإسلاميين في ليبيا المناهض للانتخابات الرئاسية ليس وليد اللحظة، حيث رفضوا منذ سنوات إجراءها مبررين موقفهم في كل مرة بذريعة على غرار ضرورة الاستفتاء على الدستور وغيرها.
وأظهرت مقاطع فيديو مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة وصول المحتجين إلى مقر المفوضية ونصب خيام أمامه لتنفيذ اعتصام، رافعين شعارات “لا للانتخابات دون دستور”.

زياد دغيم: يجب تأجيل الانتخابات البرلمانية إلى فبراير ثم تسوية ملف الرئاسيات
وأكدت وسائل إعلام ليبية مساء الثلاثاء أن تلك العناصر تنتمي إلى ميليشيا اغنيوة (التابعة لعبدالغني الككلي) وميليشيات الزاوية ومصراتة، وهي ميليشيات محسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين.
ويرى مراقبون أن تصعيد الإخوان ضد الانتخابات الذي يأتي بعد دعوات من قيادات إخوانية للاعتصام أمام المفوضية يعكس عدم ثقتهم في فوز رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة المقرب منهم ومن تركيا بالرئاسة.
وزادت مخاوف هؤلاء من هزيمة الدبيبة، الذي قام بحملة دعائية واسعة النطاق، بعد عودة المرشح سيف الإسلام القذافي إلى السباق الرئاسي بقرار قضائي بعد أن استبعدته المفوضية في مرحلة أولى.
ويعتبر المتابعون للشأن الليبي أن الإخوان يعارضون الاستحقاق الرئاسي الذي كان يحظى بدعم دولي واسع قبل أن يتقلص بسبب التطورات التي عرفتها العملية الانتخابية بسبب عدم ضمانهم فوز أي مرشح موال لهم تماما خاصة في ظل تهاوي شعبيتهم.
وجوبه اقتحام مقر مفوضية الانتخابات مساء الثلاثاء من قبل المحتجين ثم الاعتصام أمامها برفض من قبل أوساط سياسية ليبية.
ودعا عضو مجلس النواب صالح افحيمة إلى وقف العبث بالانتخابات، قائلا في تدوينة على فيسبوك “عندما تصادر رأي الأغلبية وتعيق تحقيق رغباتهم في ممارسة حقهم الديمقراطي، فإنك تكون قد تخليت عن السلمية في تعبيرك عن رأيك ودخلت في طور محاولة إخضاع آراء الآخرين لرأيك”.
وأكد افحيمة أن الانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها وإنما هي وسيلة للوصول إلى الاستقرار السياسي، مضيفا “من يرتضي الديمقراطية سبيلا للحكم وطريقة للوصول إليه، يجب عليه أن يقبل نتائجها”.
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه المواقف تتبدل من إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، حيث بات البرلمان الذي كان من أبرز داعمي الاستحقاق المذكور يسعى لتأجيلها في ظل التطورات الأخيرة.
الإسلاميين في ليبيا يرفضون منذ سنوات إجراء الانتخابات الرئاسية مبررين موقفهم بضرورة الاستفتاء على الدستور
ويعكس هذا التغير في موقف البرلمان وفقا لمراقبين فشل مساعيه الرامية إلى التصدي لمناورات الإسلاميين بشأن الانتخابات خاصة بعد أن أعطت تلك المساعي نتائج عكسية، حيث ساهمت مثلا في عودة الدبيبة المقرب من الإخوان إلى السباق الرئاسي شأنه شأن مرشحين آخرين تسلحوا بثغرات قانونية موجود معظمها في قانون انتخاب الرئيس الذي وضعه مجلس النواب نفسه.
والأربعاء دعا النائب البرلماني زياد دغيم المعروف بمواقفه الداعمة لحفتر وللجيش الليبي إلى تأجيل الانتخابات ما يعكس توافقا مع موقف الإخوان المناهض لإجراء الاستحقاق المذكور في موعده بعد أيام.
وقال دغيم في تصريح لموقع “الساعة 24” المحلي إن “العملية الانتخابية دخلت غرفة الإنعاش ويحاول مجلس النواب إنقاذها بتشكيل لجنة متابعة وتواصل مع المفوضية والمؤسسات المعنية”، مشددا على “ضرورة تجديد الدماء بالسلطة التشريعية في فبراير القادم بخطوتين؛ الأولى بإجراء انتخابات برلمانية ولو جزئية إلى حين إيجاد تسوية بالانتخابات الرئاسية”.
وتابع “الثانية إعادة انتخاب رئاسة جديدة بالبرلمان بموجب الانتخابات البرلمانية الجزئية”.
وقبل ذلك دعا الأربعاء رئيس مجلس الدولة الاستشاري الإخواني خالد المشري إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى فبراير.