الإخوان في الأردن يكتفون بالمشاركة في اللجان بعد أن خسروا رهان التحكم في البرلمان

عمان- اكتفت الكتلة النيابية لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بالمشاركة في اللجان النيابية الدائمة، بعد أن خسرت الرهان على تصدر المواقع القيادية في مجلس النواب.

وعجز حزب جبهة العمل الإسلامي عن ترجمة الإنجاز الذي حققه في الانتخابات النيابية التي جرت في سبتمبر الماضي، بحصوله حينها على أكثرية بـ31 مقعدا من أصل 138 مقعدا.

ولم يتمكن الحزب من استمالة أيّ من الكتل النيابية حتى تلك التي تتقاطع معه فكريا، لتشكيل تحالف يضمن له الأغلبية البرلمانية، في مقابل ذلك نجحت القوى الوسطية في بناء تكتل نيابي، مكنها من السيطرة على دفة الأمور في مجلس النواب العشرين.

ونتج عن هذا الوضع خسارة حزب جبهة العمل الإسلامي لرئاسة البرلمان وأيضا لمنصبي نائبي رئيس المجلس، وقد حاول الحزب مثل كل مرة الترويج إلى أن ما تعرض له عملية إقصاء ممنهجة من قبل النخب السياسية النافذة.

وفي خطوة لسحب هذه الورقة التي حاول الحزب الإخواني لعبها لتبرير خسارته أمام الرأي العام الأردني وأنصاره، عمل رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي على فتح قنوات حوار مع الحزب انتهت إلى إقناعه بالمشاركة في عضوية اللجان النيابية، مؤكدا له أنه ليس هناك نوايا لتحجيمه وأن ما حصل يندرج في إطار العملية الديمقراطية.

وتوافق مجلس النواب العشرين، الاثنين، على تشكيل لجانه الدائمة، والبالغ عددها 20 لجنة دائمة، وسيشارك نواب حزب جبهة العمل الإسلامي بعضوية جميع اللجان الدائمة.

وقال الصفدي إن “أعضاء المجلس برهنوا حرصا كبيرا على اختيار أعضاء اللجان وفق مبدأ توافقي وراعوا في اختيارهم المصلحة العامة، مؤكدين أن هاجسهم العمل والإنجاز وتحقيق أمال وتطلعات أبناء شعبنا العزيز وفق المضامين التي تضمنتها خطبة العرش.”

وخلال رده على خطاب العرش أمام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في وقت لاحق الاثنين، أكد رئيس مجلس النواب، على أن العنوان الدائم لعمل مجلس النواب هو أن “لا أجندة تحت القبة إلا الأردن وخدمة قضايا أمتنا، ولا ولاء، ولا بيعة إلا لعميد آل البيت الأطهار.”

وشدد على التزام مجلس النواب بتنفيذ رؤية الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش، من خلال التعاون مع الحكومة وفق الأطر الدستورية، ومواصلة الرقابة لتنفيذ مسارات التحديث، والعمل ضمن قواعد برلمانية يكون التنافس فيها على أساس البرامج والأفكار وأساسها النزاهة، وتعبر عن مصالح وأولويات الدولة.

وكان الناطق باسم كتلة جبهة العمل الإسلامي النيابية ينال فريحات، أكد أنّ اجتماع أعضاء الكتلة مع رئيس مجلس النواب والنائب الأول مصطفى الخصاونة أفضى إلى توافق على عضوية نواب الكتلة في جميع لجان المجلس.

وقال فريحات في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن اللجان النيابية كافة حسب ما توافقت عليه مع المكتب الدائم، ستضم عضوين على الأقل من العمل الإسلامي، على أن تضم بعض اللجان أكثر من عضوين. وأوضح أنّ النقاش مع الصفدي والخصاونة كان إيجابيًا جدًا.

ويرى مراقبون أن الصفدي أظهر قدرة كبيرة على إدارة التوافقات بين الكتل النيابية، وتفكيك العقد التي تحول دون دورة نيابية هادئة، لافتين في الآن ذاته إلى أن جماعة الإخوان تعاطت مع الوضع ببراغماتية شديدة، وكانت حذرة في مواقفها، رغم ما حاولت الإيحاء به من تعرضها لمظلومية.

ويشير المراقبون إلى أن موقف الجماعة كان ذكيا حيث أنها تدرك أن تبني نهج مغاير سيزيد من الفجوة مع السلطة السياسية، كما سيقود إلى تهميشها في البرلمان، وهو أمر دفعها للاكتفاء بالعضوية في اللجان.