الأوضاع في تيغراي تثير قلق واشنطن

واشنطن – أثارت الأوضاع في إقليم تيغراي الإثيوبي قلق واشنطن، حيث دعت الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين إلى التدخل لحلّ الأزمة.
وأدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد الفظائع التي يجري الحديث عنها في إقليم تيغراي في إثيوبيا، داعيا الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين الآخرين إلى المساعدة في معالجة الأزمة في المنطقة المنكوبة.
وقال "ندين بشدة عمليات القتل والتهجير القسري والاعتداءات الجنسية وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها عدة أطراف وأبلغت عنها منظمات متعددة في تيغراي"، مشددا على ضرورة “محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف”.
وطالب المسؤول الأميركي قوات أمهرة وإريتريا بـ”الانسحاب الفوري” من الإقليم المتنازع عليه، واعتبر ذلك “خطوات أولى أساسية”.
والسبت، كشف تقرير سري للحكومة الأميركية نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”، عن تنفيذ مسؤولين إثيوبيين وعناصر ميليشيات عملية تطهير عرقي ممنهجة في تيغراي.
وجاءت تصريحات بلينكن غداة نشر منظمة العفو الدولية تقريرا يفيد بأن جنودا إريتريين يقاتلون في تيغراي قتلوا المئات من الأشخاص في نوفمبر من العام الماضي، معتبرة أن ذلك يمكن أن يشكل جريمة ضد الإنسانية.
ورفضت إريتريا ما ورد في بيان منظمة العفو الدولية. كما هاجم وزير الإعلام الإريتري ييماني غبريميسكل المنظمة قائلا إن “تقريرها كاذب”. وكتب على تويتر “إريتريا غاضبة وترفض بشكل قاطع الاتهامات السخيفة الموجهة إليها”.
وقال بلينكن في بيان إن “الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من الفظائع التي نقلت والوضع المتدهور بشكل عام في منطقة تيغراي بإثيوبيا، وإزاء تفاقم الأزمة الإنسانية أيضا”.
ويشهد إقليم تيغراي معارك منذ مطلع نوفمبر، عندما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إطلاق عمليات عسكرية ضد “جبهة تحرير شعب تيغراي” الحزب الحاكم السابق في المنطقة الشمالية، بعدما اتهمه بمهاجمة معسكرات الجيش الفيدرالي.
وسيطرت القوات الموالية للحكومة على العاصمة الإقليمية ماكيلي في أواخر نوفمبر، لكن الاشتباكات استمرت في المنطقة.
وقال بلينكن “نطلب من الشركاء الدوليين خصوصا الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين العمل معنا على معالجة الأزمة في تيغراي، بما في ذلك من خلال العمل في الأمم المتحدة والهيئات الأخرى ذات الصلة”.
ودعا إلى “انسحاب فوري” للقوات الإريترية وقوات أمهرة من تيغراي، وإعلان كل من أطراف النزاع وقف الأعمال العدائية.
وتم توثيق وجود قوات إريترية في إثيوبيا في النزاع في تيغراي على نطاق واسع، لكن البلدين نفيا ذلك.
وما زالت تيغراي معزولة بسبب قطع الإنترنت عنها ويصعب دخولها منذ بداية النزاع، ما يجعل من الصعب تأكيد مزاعم بحصول أعمال عنف أو نفيها.
وكان بلينكن أعرب في بداية فبرايرعن قلقه البالغ بشأن تيغراي، وحض على وصول المساعدات الإنسانية على الفور.
وبالإضافة إلى السكان، يعاني اللاجئون أيضا من عدم وصول المساعدات، فقبل النزاع كانت هناك أربعة مخيمات للاجئين في تيغراي يعيش فيها حوالي 96 ألف إريتري.
وفي وقت سابق من هذا العام، دعت جمعية حقوق الإنسان للشعوب المهددة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في النزاع. وقالت إن ما لا يقل عن 2000 مدني قتلوا، ونزح أكثر من مليون شخص. وترفض الحكومة في أديس أبابا حتى الآن إجراء تحقيق مستقل في المزاعم.