الأوضاع الحرجة توقظ صفقات الاندماج النائمة في الكويت
الكويت- يراقب المتابعون للشأن الاقتصادي الكويتي عودة عمليات الاندماج في العديد من القطاعات والتي بدأت في الاستيقاظ في ظل الأوضاع المالية الحرجة التي تعيشها بعض الكيانات جراء التداعيات المستمرة التي لا تزال تلاحقها بسبب أزمة الوباء.
وفي أحدث مؤشر على هذا المنحى توقعت مجموعة شركة المشاريع القابضة (كيبكو) الأحد أن تستكمل استحواذها على شركة القرين لصناعة الكيماويات هذا العام.
وفور الإعلان عن هذه الأنباء صعد سهم الشركة في البورصة المحلية بواقع 4.9 في المئة لتصل مكاسبها منذ بداية العام الجاري إلى 18 في المئة. وجاءت هذه الخطوة بعدما اعتبرت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني أن الشركة القابضة ستكافح لتحسين مركزها المالي إذا فشلت الصفقة.
إيمان العوضي: كيبكو تعمل على إنجاح اندماجها مع شركة القرين
ويحتاج السوق المحلي كغيره من أسواق المنطقة العربية إلى البعض من الوقت حتى يستعيد عافيته في ظل اضطرابات سلاسل الإمداد والتكاليف الباهظة لمدخلات الإنتاج.
وتلجأ الشركات إلى عمليات الاندماج لتحقيق قيمة مضافة فارقة لطرفي الصفقة، مما يجعلها في وضع قوة ويفتح لها الباب أمام نهضة مضاعفة عدة مرات من حيث الاستقرار والنمو للكيانين معا.
وقالت إيمان العوضي، نائب رئيس أول لشؤون الاتصال وعلاقات المستثمرين للمجموعة إنه “بالتوازي مع جهود الإدارة التنفيذية في كيبكو لتأمين التمويل اللازم للوفاء بالتزاماتنا والحفاظ على مكانتنا المالية، فإننا نواصل العمل على إنجاح صفقة الاندماج مع شركة القرين”.
وأضافت في بيان نقلته وكالة بلومبرغ أن “صفقة الاندماج تتقدم وفقا للجدول الزمني مع سير عملية العناية الواجبة بشكل جيد، ونحن على ثقة من استكمال هذه الصفقة قبل نهاية العام”.
وأبرمت كيبكو والقرين في مارس الماضي اتفاقية لتقييم دمج محتمل بين الشركتين من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء كيان جديد بقيمة تبلغ 2.7 مليار دولار.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمجموعة كيبكو الشيخة أدانا ناصر صباح الأحمد حينها “إننا نرى من خلال هذه الصفقة فرصة لتشكيل شركة استثمارية قابضة أقوى تستفيد من التعاون التشغيلي بين الشركتين”.
وأوضحت أن الخطوة ستوفر القدرة على الاستثمار في قطاعات جديدة ومواصلة دعم نمو محفظة الاستثمارات الحالية وبالتالي خلق قيمة أكبر للمساهمين.
ومن المتوقع أن يؤدي عرض الاندماج بين الشركتين إلى تشكيل شركة استثمارية قابضة تكون من بين الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما أن الكيان المدمج سيستفيد من محفظة متوازنة ومتنوعة من الأصول التي تشمل قطاع الكيماويات والخدمات النفطية والخدمات المصرفية والمواد الغذائية والتأمين وغيرها وهو الأمر الذي يوفر تدفقا نقديا أكثر استقراراً.
4.9
في المئة نسبة صعود سهم الشركة في البورصة المحلية لتصل مكاسبها منذ بداية العام الجاري إلى 18 في المئة
ووفق العوضي فإن صفقة الاندماج ستؤدي إلى إنشاء كيان أكبر وأقوى بمحفظة أصول متنوعة، كما أنها ستعزز الوضع الائتماني لشركة كيبكو.
ووضعت ستاندرد آند بورز كيبكو، وهي مجموعة قابضة تركز على الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحت المراقبة الائتمانية مع وجود مؤشرات سلبية.
وقال خبراء الوكالة إنه “في حال عدم نجاح الدمج مع القرين، لا نعتقد أن كيبكو ستكون قادرة على تحسين ميزانيتها العامة، والسيولة لديها، والرافعة المالية العالية بشكل كبير، مع الحفاظ على أداء مالي متناسب، مع ملفها الائتماني الحالي “.
كما اعتبروا أن الاندماج مع شركة القرين للبتروكيماويات بمثابة “حدث مفصلي للغاية، ومن المحتمل أن يحد من المزيد من التآكل في الوضع الائتماني لدى كيبكو في حالة الانتهاء بنجاح”.
ومن المتوقع أن تشهد السوق الكويتية صفقات اندماج أو استحواذ فيما تبقى من العام حيث تتطلع شركات تعمل في قطاعات مختلفة إلى تحسين وضعها المالي وتعزيز جدارتها الائتمانية.
وكان المركز المالي الكويتي قد أشار في تقرير نشره الشهر الماضي إلى أن السوق المحلية شهد إتمام 33 صفقة خلال العام الماضي، أي بنمو بلغ 38 في المئة عن مستوى العام الأسبق وبنسبة انخفاض بواقع 13 في المئة قياسا بالعام 2019.
وأشار التقرير حينها إلى أن أكبر 5 صفقات اندماج واستحواذ من حيث القيمة المعلنة التي تمت في 2021 تجاوزت المليار دولار.
وركزت الشركات الكويتية على الاستحواذ خصوصا على كيانات محلية، بينما كانت أقل نشاطا تجاه الشركات العاملة ببقية دول منطقة الخليج أو الشركات العابرة للحدود.
وتشير البيانات إلى أن 78 في المئة من عمليات الاندماج والاستحواذ التي أجرتها الكيانات الكويتية بين 2019 و2021 استهدفت شركات محلية، فيما كانت النسبة 15 في المئة للشركات الخليجية ونحو 7 في المئة بالنسبة إلى الشركات الأجنبية أو متعددة الجنسيات.
