الأوروبيون يهددون بالانسحاب من كوب27 ومصر تدعو للارتقاء إلى مستوى الحدث

شرم الشيخ (مصر) – أكد الاتحاد الأوروبي السبت، أن "عدم التوصل إلى نتيجة" في مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب27" في شرم الشيخ أفضل من اتفاق سيئ، بعد رفضه مقترحًا مصريًا اعتبر أنه يفتقر إلى الطموح الكافي بشأن خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس "نفضل عدم التوصل إلى قرار على التوصل إلى قرار سيئ".
وأوضح أمام صحافيين "نحن قلقون من أشياء رأيناها وسمعناها في الساعات الـ12 الأخيرة".
وأضاف أن "الأوروبيين يريدون إبقاء هدف حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية، أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا، "حيا".
وأكد أنه "مستعد للانسحاب من المفاوضات"، لكنه شدد على أن الاتحاد لا يزال يأمل التوصل إلى نتيجة جيدة، حسب ما نقلت عنه "فرانس برس".
في المقابل، رفض وزير خارجية مصر سامح شكري، الذي ترأس بلاده مؤتمر المناخ الانتقادات الأوروبية، مؤكدا أن "الغالبية العظمى" من الدول تعتبر اقتراح الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ "متوازنا".
وأوضح شكري للصحافيين بعد ليلة من المفاوضات المكثفة إثر تمديد المؤتمر في شرم الشيخ أن "الغالبية العظمى من الأطراف أبلغتني أنها تعتبر النص متوازناً وقد يؤدي إلى اختراق محتمل توصلا إلى توافق".
ودعا ما يقرب من 200 دولة مجتمعة في مصر إلى "الارتقاء إلى مستوى الحدث"، في وقت صار فيه نجاح المؤتمر على المحك، وفق "رويترز".
وفي حديثه بعد يوم من الموعد المفترض لانتهاء المؤتمر، قال شكري إنه يعلم أن هناك الكثير من "الاستياء" بين جميع الأطراف، لكنه دعا الدول إلى إبداء التصميم على التوصل إلى توافق.
واتفاق باريس حول المناخ، الذي يشكل الحجر الأساس في مكافحة التغير المناخي، على هدف حصر الاحترار دون الدرجتين المئويتين وإن أمكن بحدود 1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وفي غلاسكو العام الماضي، أعاد المشاركون تأكيد هذا الهدف الطموح، إذ وافقت الدول على مراجعة أهداف خفض الكربون سنويا.
وفي منتجع شرم الشيخ السياحي في مصر، حيث ينعقد "كوب27"، تعثرت المحادثات التي دامت أسبوعين بسبب بعض النقاط العالقة، وبينها كيفية تحويل الأموال سريعا إلى البلدان النامية الضعيفة التي ضربتها بالفعل العواصف والجفاف وموجات الحر والفيضانات.
ويستعد المفاوضون لبذل مساعي أخيرة السبت من أجل التوصل إلى اتفاق بعد أن أدت الخلافات المستمرة بشأن التمويل إلى تمديد المحادثات المستمرة منذ أسبوعين.
ومما زاد الأمور تعقيدا ثبوت إصابة المبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري بكوفيد-19 بعد أيام من الاجتماعات الشخصية الثنائية مع نظرائه من الصين والاتحاد الأوروبي إلى البرازيل والإمارات العربية المتحدة.
ويمثل كيري قوة فعالة في الدبلوماسية المتعلقة بالمناخ.
وينظر إلى نتائج المؤتمر، الذي كان من المقرر أن ينتهي الجمعة، على نطاق واسع على أنها اختبار لعزم المجتمع الدولي على مكافحة تغير المناخ، حيث تشتت الحرب في أوكرانيا وتضخم أسعار المستهلكين الانتباه الدولي.
وأكدت مسودة رسمية للاتفاق صدرت صباح الجمعة على الالتزامات السابقة بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية بحيث لا تتجاوز 1.5 درجة مئوية - وهي النقطة التي يقول العلماء عندها إن تأثيرات تغير المناخ ستزداد سوءا.
لكن مسودة الاتفاق تركت قضايا حاسمة دون حل، منها نقطة الخلاف الرئيسية بين الدول الغنية والفقيرة حول كيفية تعويض البلدان التي دمرتها بالفعل الفيضانات والجفاف والعواصف الضخمة وحرائق الغابات.
وتتحفظ الدول الغنية منذ سنوات على فكرة إنشاء آلية خاصة لتمويل الأضرار الناجمة عن التغير المناخي خشية من أن تواجه مسؤولية قانونية قد تفتح الباب أمام تعويضات لا تنتهي.
وفي انفراجة محتملة، قال الاتحاد الأوروبي الخميس إنه سيدعم طلب مجموعة السبع والسبعين التي تضم 134 دولة نامية بإنشاء صندوق لمساعدتها على التكيف مع ما يسمى "بالخسائر والأضرار".
ولكن لم يتضح الجمعة ما إذا كانت الدول النامية ستقبل شرط الاتحاد الأوروبي بأن يأتي التمويل من قاعدة عريضة من الدول منها الصين، وأن "الدول الأكثر تأثرا" فقط هي التي تستفيد من المساعدة.
ولا يزال المندوبون ينتظرون معرفة كيف ستستجيب الولايات المتحدة والصين.
ويجب أن يحظى أي اتفاق يتم التوصل إليه في مؤتمر كوب27 بالتأييد من جميع الدول الحاضرة وعددها 200 تقريبا.