الأوروبيون وإيران في لقاء الفرصة الأخيرة قبل ضربة أميركية لمنشأة فوردو

اللقاء بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه الأوروبيين يعد أول لقاء مباشر بين مسؤولين غربيين وإيرانيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي دخلت يومها الثامن.
الجمعة 2025/06/20
عراقجي للأوروبيين: لا تفاوض تحت الضغط العسكري

جنيف - بدأت الجمعة في جنيف المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فيما يسعى الأوروبيون إلى انتهاز هذه الفرصة لإحياء المحادثات حول الأزمة النووية ومنح الدبلوماسية فرصة في اليوم الثامن من الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح في وقت سابق بأن الدول الأوروبية تأمل في تقديم "حل دبلوماسي" لوضع حد لتلك الحرب في محادثات جنيف.

وقال دانيال ميرون للصحافيين خارج قاعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "من الواضح أن إسرائيل ليست جزءا من ذلك الاجتماع"، مضيفا "نتوقع من وزراء الخارجية الأوروبيين أن يتخذوا موقفا حازما تجاه إيران ويطالبوها بالتراجع الكامل عن البرنامج النووي، وتفكيك ترسانة الصواريخ البالستية وبرنامجها، ووضع حد للأنشطة الإرهابية الإقليمية التي تمارسها إيران ودعمها النشط لوكلائها الإرهابيين".

ووصل عراقجي إلى أحد الفنادق في جنيف للمشاركة في اجتماع مع نظرائه من كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، إلى جانب الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، بينما يعد هذا أول لقاء مباشر بين مسؤولين غربيين وإيرانيين منذ اندلاع النزاع.

وقبيل الاجتماع، صرح عراقجي بأن بلاده "ليس لديها ما تناقشه" مع الولايات المتحدة ما دامت إسرائيل تواصل ضرباتها على إيران، لكنها منفتحة على "الحوار" مع أطراف أخرى، وإن لم يكن في إطار مفاوضات.

وشهدت الحرب شن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، وقامت طهران بالرد بإطلاق الصواريخ.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إن "هناك نافذة مفتوحة خلال الأسبوعين المقبلين على فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي."

وقد توجه لامي إلى جنيف بعد اجتماعه في واشنطن مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

ويدرس الرئيس الأميركي إمكانية توجيه ضربة لإيران عبر استهداف منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المحمية جيدا والتي تقع أسفل جبل وتعتبر على نطاق واسع بعيدة عن متناول جميع القنابل الأمريكية باستثناء القنابل "الخارقة للتحصينات".

وقال ترامب أمس الأول الأربعاء، إنه سيتخذ قراره خلال أسبوعين بشأن ما إذا كان الجيش الأمريكي سيتدخل بشكل مباشر في الحرب، نظرا لوجود "احتمال كبير" لاستئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأكد الرئيس الفرنسي أن الدبلوماسيين الأوروبيين سيقدمون لإيران "عرضا دبلوماسيا وفنيا شاملا للتفاوض".

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في جنيف إن وزراء الخارجية الأوروبيين يجب أن يتخذوا "موقفا حازما" في المحادثات التي سيجرونها الجمعة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب عشرات الأهداف في طهران ليلا ولا سيما ما وصفه بأنه مركز لـ"تطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني".

وجاءت تصريحات ميرون قبل وقت قصير من كلمة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمام مجلس حقوق الإنسان الذي لم تعد إسرائيل عضوا فيه.

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أن النزاع بين اسرائيل وايران يقترب بسرعة من "نقطة اللاعودة"، في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة تنظر في إمكانية توجيه ضربات الى إيران.

وقال أردوغان "للأسف، تقترب الإبادة في غزة والنزاع مع إيران بسرعة من نقطة اللاعودة. ينبغي لهذا الجنون أن ينتهي في أسرع وقت"، محذرا من تداعياته على المنطقة وأوروبا وآسيا "لأعوام عدة".

وأضاف "من الضروري رفع اليد عن الزناد قبل وقوع المزيد من الدمار وسفك الدماء وسقوط ضحايا مدنيين وكارثة مروعة قد تؤثر على منطقتنا، وكذلك على أوروبا وآسيا لسنوات قادمة".

وجاءت تصريحاته في منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، قبيل اجتماع وزراء خارجية دول المنظمة في نهاية الأسبوع.

ومن بين الحضور المرتقبين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومن المرجح أن تتصدر الأزمة المستمرة مع إسرائيل جدول أعمال المحادثات التي تستمر يومين.

وكان أردوغان قد حذر في وقت سابق الجمعة من أن الضربات الإسرائيلية على إيران قد تؤدي إلى موجة هجرة تؤثر على أوروبا والمنطقة.

ونقل عنه مكتبه قوله في مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن "دوامة العنف الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية قد تؤذي المنطقة وأوروبا من ناحية الهجرة مع احتمال تسرب نووي".

ورغم تصاعد المواجهة، قال مصدر من وزارة الدفاع التركية الخميس إنه لم تُسجل "زيادة" في أعداد القادمين من إيران. ولم تنشر السلطات التركية أي أرقام في هذا الصدد.

وفي معبر كابيكوي الحدودي الرئيسي قرب مدينة فان بشرق تركيا شوهد عدة مئات من الأشخاص يعبرون في الاتجاهين، فيما قال مسؤول في الجمارك إن الأعداد "ليست غير طبيعية".

وخلال زيارة إلى الحدود الأربعاء، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر "تشديد التدابير الأمنية على حدودنا".