الأوديسة اليونانية في معرض للأردنية ريما البشير

الفنانة الأردنية تنظم معرض للفنون التشكيلية مقتبس من الملحمة الشعرية اليونانية الشهيرة.
الاثنين 2022/03/14
الأسطورة من منظور تشكيلي

عمان - تنظم الفنانة التشكيلية الأردنية ريما البشير معرضها الفردي الجديد الذي يأتي بعنوان “الأوديسة اليونانية” في غاليري “دار الأندى” بعمان.

ويضم المعرض الذي افتتح في الثاني عشر من مارس الجاري 19 لوحة، تتناول عدداً من الأساطير الإغريقية ضمن رؤية معاصرة تربط بينها وبين الراهن السياسي والاجتماعي بما تحمله من إسقاطات على موضوعاتها المتعددة التي تحاكي علاقات الحب والسلطة والحياة والموت.

واختارت البشير لمعرضها عنوانا مقتبسا من الملحمة الشعرية اليونانية الشهيرة التي ألّفها الشاعر هوميروس، وتتحدث أبياتها عن رحلة البطل أوديسيوس التي استمرت 10 سنوات، وتعكس في جانب منها فكرة الانتقال أو العبور من زمن إلى آخر ودلالاتها المختلفة.

والأوديسة هي قصيدة ملحمية من 24 كتابًا من تأليف هوميروس، والقصيدة هي قصة أوديسيوس ملك إيثاكا الذي يتجول لعشرة أعوام في محاولة للعودة إلى الوطن بعد حرب طروادة، وعند عودته يتم التعرف عليه من قبل كلبه المخلص ومربّيته فقط، وبمساعدة ابنه تليماخوس يقوم أوديسيوس بإبادة الخطَّابين الملحّين على زوجته المخلصة بينيلوبي والعديد من خادماتها اللواتي تصادقن مع الخطّابين، ويعيد تأهيل نفسه في مملكته.

19

لوحة تتناول عدداً من الأساطير الإغريقية ضمن رؤية معاصرة تربط بينها وبين الراهن

والأوديسة لا تتبع التسلسل الزمني حيث إنها تبدأ من منتصف الحكاية وتتم معرفة الأحداث السابقة من خلال روايات أوديسيوس فقط، وأول أربعة كتب من الأوديسة تصوّر المشهد في إيثاكا، والأربعة كتب الثانية تقدم البطل الرئيس أوديسيوس، بينما يخبر أوديسيوس أهل بييشا -وتسمى شيريا أيضًا وهي منطقة في الأساطير اليونانية- في الكتب الأربعة الثالثة عن رحلته المرعبة ومحاولته إيجاد طريق إلى الوطن، وأخيرًا في النصف الثاني من القصيدة من الكتاب الثالث عشر إلى الرابع والعشرين يعود أوديسيوس إلى إيثاكا ويواجه عقبات ومخاطر غير متوقعة، ليجتمع مع زوجته التي قاومت إزعاج مئات الخطّابين الذين كانوا يقيمون في منزل أوديسيوس.

وتحمل إحدى لوحات ريما البشير المعروضة عنوان “ولادة أثينا” التي تحيل إلى إلهة الحكمة والشجاعة والحرف في الحضارة اليونانية القديمة، وهي ابنة زيوس وميتيس، حيث كان والدها يخشى قوة والدتها فقرّر أن يتخلص منها، لكن أثينا وُلدت في النهاية مسلحة برمحها ودرعها.

وتستخدم البشير وسائط مختلطة على الورق والقماش والكانفاس والكتان، وتقدّم أعمالها الميثولوجيا الإغريقية على عدة مستويات، يأتي في مقدمتها البعد الفلسفي الذي تتضمنه كل أسطورة، وصلاتها بنشأة الكون وأصل الحياة وتمثلات أبطالها الذين يختزلون في صفاتهم أنماطاً أساسية يمكن أن تنطبق على البشر أو المجتمعات أو الدول، وهي ما حاولت الفنانة الإيحاء به.

وعلى المستوى الجمالي تحتفظ اللوحات بقدر من التشخيص الذي تبرزه المنحوتات والنقوش اليونانية، لكنها تسعى إلى تجاوزه من خلال لغة وأسلوب عصريّيْن عبر النزوع نحو التجريد في تكوينات بعض اللوحات، وكذلك في استخدام ألوان تبتعد عمّا هو شائع في رسم ونحت تلك الأساطير.

يُذكر أن ريما البشير حازت شهادة البكالوريوس في الفنون البصرية من الجامعة الأردنية 2012، وشاركت في عدد من المعارض الفردية والجماعية في الأردن وبريطانيا، إلى جانب مشاركتها في عدد من الورشات والمنتديات الفنية.

15