الأندية الإنجليزية تسطر عاما استثنائيا بالهيمنة في أوروبا

مانشستر سيتي وليفربول فريقا الموسم وأتالانتا الإيطالي "معجزة" يسجلها 2019.
الجمعة 2019/12/27
صراع بين عملاقين

يظل 2019 عاما استثنائيا للفرق الإنجليزية التي سجلت حضورها قاريا في مختلف المسابقات الأوروبية وتمكنت من أن تغيّر النمطية التي سادت “القارة العجوز” طيلة سنوات خلت بهيمنة الفرق الإسبانية على مختلف الألقاب الأوروبية، فيما شكّل مانشستر سيتي فريقا فريدا من نوعه على مستوى الدوريات المحلية بحصده لثلاثية تاريخية في إنجلترا في إنجاز سيخلده التاريخ هذا العام.

لندن - شهد موسم 2019 – 2020 العديد من الأحداث اللافتة في كرة القدم الأوروبية وتميز بطابعه المثير للغاية على مستوى الأندية، خصوصا في الدوريات المحلية والمسابقات الكبرى، بينها مسابقة دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وتألقت خلاله عدة فرق لكن الغلبة كانت إنجليزية بكل المقاييس.

وبالعودة إلى أبرز الأحداث الرياضية التي ميزت عام 2019 الذي يقارب على الانتهاء، يلوح الإنجاز الأوروبي في لعبة كرة القدم إنجليزيا بامتياز يعكسه تألق عدة فرق على المستوى القاري وفرض هيمنتها على المسابقات الأوروبية.

سيطرة إنجليزية

كتب عام 2019 نهاية هيمنة الأندية الإسبانية على القارة العجوز، حيث لم يصل أيّ فريق إسباني إلى نهائيات القارة سواء في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي.

وودع أتلتيكو مدريد حامل لقب الدوري الأوروبي من ثمن نهائي دوري الأبطال ضد يوفنتوس الإيطالي كما خسر فالنسيا الإسباني نصف نهائي الدوري الأوروبي أمام أرسنال الإنجليزي.

وبعد أن كانت إسبانيا صاحبة اليد العليا في أوروبا، نجحت أندية إنجلترا في إزاحتها من عرشها، بتتويج ليفربول بدوري الأبطال وتشيلسي بالدوري الأوروبي.

والأهم من ذلك تمثل في تواجد أربعة فرق ممثلة لنهائيي المسابقتين الأوروبيتين وهما ليفربول وتوتنهام في نهائي دوري أبطال أوروبا وتشيلسي وأرسنال في نهائي الدوري الأوروبي.

وعكس هذا الإنجاز التاريخي للأندية الإنجليزية ما يقدّمه الدوري الممتاز من طابع مثير وندية في المنافسة على اللقب خلال السنوات الأخيرة خصوصا للفرق الكبرى في إنجلترا بينها مانشستر سيتي وليفربول وأرسنال وتشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام والتي برزت بشكل لافت في النصف الأول من العام الذي يقارب على الانتهاء.

وسطّر مانشستر سيتي عاما تاريخيا سيظل خالدا في ذاكرة نجومه برفقة مدربه الإسباني بيب غوارديولا محليا بعد حصوله على ثلاثية تاريخية في موسم واحد، الدوري الممتاز وكأس إنجلترا وكأس الاتحاد.

بعد أن كانت إسبانيا صاحبة اليد العليا في أوروبا، نجحت أندية إنجلترا في إزاحتها من عرشها بتتويج ليفربول وتشيلسي بطلين للقارة

وانعكس هذا النجاح الذي حققه الفريق على عوائده المالية التي حققت قفزة نوعية في عام 2019 وأصبحت تضاهي الأرقام التي يحققها الغريم مانشستر يونايتد، لا بل إنها تقترب منها.

وتعززت أرقام سيتي هذا الموسم من خلال صفقة رعاية ضخمة بلغت قيمتها 650 مليون جنيه بين الشركة الأم للنادي “سيتي فوتبول غروب (سي.أف.جي)” وشركة بوما للتجهيزات الرياضية على مدى المواسم العشرة المقبلة.

وقال الخبير المالي في كرة القدم كيران ماغواير “أعتقد أن الفجوة ستضيق إلى حد كبير. من 100 مليون جنيه فقط هذا العام بين الناديين، سيتقلص الفارق (ليصبح) بين 10 و20 مليون جنيه لموسم 2019 – 2020”.

وأصبح سيتي الآن مع شبكة أنديته حول العالم وبطولاته المحلية تحت إشراف مدربه الفذ غوارديولا متقدما على جاره داخل أرض الملعب وخارجه.

وفي المسابقة الأوروبية الأبرز تظل ريمونتادا ليفربول من أبرز مفاجآت 2019، بعدما تمكن العملاق الإنجليزي من إقصاء برشلونة من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بسيناريو خيالي.

وبعد خسارته لقاء الذهاب في كامب نو (0-3)، عاد ليفربول على أرضه في “أنفيلد” وحقق فوزا سيُكتب في التاريخ بنتيجة (4 – 0)، ليتأهل إلى النهائي ومن ثم يحرز لقب البطولة عقب فوزه في النهائي على توتنهام، لينهي هذا العام بتتويجه هذا الشهر ولأول مرة بكأس العالم للأندية.

إهانة مدريدية

هزيمة مذلة
هزيمة مذلة

بعد ثلاث نسخ تمكن ريال مدريد من حصدها على التوالي في دوري أبطال أوروبا في 2016 و2017 و2018، خرج الميرنغي من مسابقة دوري الأبطال بعد هزيمة تاريخية أمام أياكس أمستردام الهولندي.

وتعرض الريال إلى هزيمة مذلة، بعدما فرّط في التأهل لربع نهائي المسابقة، بعد أن فاز في ذهاب دور الـ16 على أياكس في هولندا (2 – 1)، ليعود على أرضه بملعب سانتياغو بيرنابيو ووسط جماهيره ويتلقى هزيمة كبيرة بنتيجة (1 – 4)، ليودع البطولة في أكبر مفاجآت عام 2019.

ولم يكن 2019 بالعام الجيد تماما على ريال مدريد وجماهيره، وربما هو الأسوأ منذ فترة طويلة، إذ لم يتوج خلاله الميرنغي بأيّ لقب وخرج صفر اليدين.

وودّع ريال مدريد صراع المنافسة على لقب الليغا مُبكرا، حيث أنهى الموسم في المركز الثالث برصيد 68 نقطة، كما أقصي على يد غريمه التقليدي برشلونة من نصف نهائي كأس الملك.

ويمكن القول إن النقطة المضيئة للملكي كانت عودة الفرنسي زين الدين زيدان لتولي القيادة الفنية للفريق في شهر مارس الماضي والذي قاد الفريق إلى ثورة في سوق الانتقالات بضم نجوم مثل هازارد ويوفيتش وميندي.

وعاد ريال مدريد في نهاية العام للمنافسة على صدارة الليغا مع برشلونة، كما حسم عبوره إلى ثمن نهائي دوري الأبطال، إذ سيواجه مانشستر سيتي.

وكان حال برشلونة أفضل بعض الشيء من ريال مدريد، إذ توج بلقب الليغا، وبلغ نهائي كأس الملك قبل أن يخسره أمام فالنسيا، كما ودع دوري أبطال أوروبا من نصف النهائي أمام ليفربول. ولملم البارسا أوراقه مرة أخرى في الموسم الجديد، إذ تأهل في صدارة مجموعته في دوري الأبطال إلى ثمن النهائي، وضرب موعدا مع نابولي، كما أنهى العام معتليا صدارة الليغا بفارق نقطتين عن غريمه ريال صاحب الوصافة.

وفي ألمانيا شهد عام 2019 نجاح بايرن ميونيخ في التتويج بثنائية الدوري وكأس ألمانيا تحت قيادة مدربه السابق نيكو كوفاتش.

واستقر لقب البوندسليغا في قبضة الفريق البافاري بعد صراع شرس مع بوروسيا دورتموند دام حتى الجولة الأخيرة. كما عزز البايرن تفوقه المحلي بالتتويج بلقب الكأس بعدما اكتسح لايبزيغ في النهائي بثلاثية نظيفة، ليعيد اللقب إليه بعد غياب دام 3 سنوات. ولم يفوّت دورتموند عام 2019 دون إضافة كأس جديدة لخزائنه بعدما افتتح موسم 2019 – 2020 بفوزه بلقب السوبر الألماني.

وجاء هذا التتويج بعد الفوز على بايرن بهدفين دون رد، ليبدو أن الفريق في طريقه لتقديم موسم استثنائي، إلا أن هذه البداية كانت خادعة وشهد الموسم تقلبات في نتائج أسود الفيستيفال.

ولم يخل هذا الموسم من المفاجآت في إيطاليا، حيث شهد ظهور إحدى المعجزات بعدما نجح فريق أتالانتا في التواجد بالمربع الذهبي للكالتشيو والمؤهل لدوري الأبطال، ليتأهل إلى المسابقة الأكبر في أوروبا لأول مرة في تاريخه.

ورغم كونه أقل الفرق خبرة بين الـ32 فريقا المشاركة في البطولة، إلا أنه تمكن من التأهل إلى دور الـ16 للمرة الأولى في التاريخ.

23