الأميركيون يصوتون في انتخابات نصفية حاسمة لمستقبل بايدن وترامب

أكثر من 40 مليون شخص أدلوا بأصواتهم خلال التصويت الباكر في جميع أنحاء البلاد.
الثلاثاء 2022/11/08
جهود بايدن معرضة للتقويض

واشنطن - بدأ الأميركيون الثلاثاء التصويت في انتخابات منتصف الولاية، في ظلّ محاولة الجمهوريين الحصول على غالبية في الكونغرس من شأنها أن تشلّ جدول أعمال الرئيس جو بايدن للسنتين المقبلتين، وتمهّد الطريق أمام عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ودعا الرئيس الديمقراطي البلاد إلى "الدفاع عن الديمقراطية"، في الوقت الذي وعد فيه سلفه الجمهوري بـ"إعلان مهمّ" الأسبوع المقبل، مفسحا المجال أمام تكهّنات بشأن إعلان ترشّحه للبيت الأبيض.

وبدأت مراكز الاقتراع في الساحل الشرقي للبلاد فتح أبوابها عند الساعة السادسة صباحا (11:00 بتوقيت غرينتش)، الثلاثاء الأول الذي يحلّ بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر، وفقا لتقليد الانتخابات التي تجري على المستوى الوطني في الولايات المتحدة.

وأدلى أكثر من 40 مليون شخص بأصواتهم خلال التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، في اقتراع سيؤدي إلى تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية. كذلك، تشهد أربع ولايات استفتاء على الحق في الإجهاض، وهي كاليفورنيا وفيرمونت وكنتاكي وميشيغان.

وبعد حملة شرسة ركّزت على التضخّم، يبدو الجمهوريون واثقين بشكل متزايد من فرصهم في تجريد جو بايدن من غالبيته الديمقراطية في الكونغرس.

وخلال تجمّع أخير مساء الاثنين في أوهايو إحدى الولايات الصناعية في البلاد، قال الرئيس السابق دونالد ترامب الحاضر بقوة في الحملة الانتخابية "إذا كنتم تريدون وضع حدّ لدمار بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، يجب أن تصوّتوا للجمهوريين غدا".

وأعلن الملياردير البالغ من العمر 76 عاما أنه سيصدر "إعلانا مهمّا جدا الثلاثاء، الخامس عشر من نوفبر، في مارالاغو" مقرّ إقامته في فلوريدا، مدركا جيدا أنّ انتصار مرشحيه في صناديق الاقتراع الثلاثاء سيمنحه نقطة انطلاق مثالية للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024.

وتعد انتخابات نصف الولاية التي تجرى بعد عامين على الانتخابات الرئاسية للعام 2020، استفتاء على الرئيس الحالي. ولكن تجدر الإشارة إلى أن حزب الرئيس نادرا ما يخرج منتصرا من هذا الاقتراع.

وسعى معسكر جو بايدن لكسب الأصوات من اليسار والوسط عبر تصوير المعارضة الجمهورية على أنها تهديد للديمقراطية والمكتسبات الاجتماعية مثل الحق في الإجهاض.

وقال الرئيس البالغ من العمر 79 عاما أمام حشد في جامعة بووي، الواقعة خارج واشنطن والمعروفة تاريخيا بأنها من جامعات السود، "نمر اليوم بمنعطف خطير. نعلم تمام العلم أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه هي اللحظة المناسبة للدفاع عنها".

ولكن ارتفاع الأسعار، بمتوسط 8.2 في المئة خلال عام، يبقى الشغل الشاغل للأميركيين، في الوقت الذي يبدو فيه أن جهود جو بايدن للظهور على أنه "رئيس الطبقة الوسطى" لم تعط النتيجة المرجوة.

وتعكس تعليقات بايدن الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة، قبل الانتخابات التي قد تشهد فوز الجمهوريين بالسيطرة على أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما.

ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة، فإنّ المعارضة الجمهورية تملك فرصة في الفوز بما بين عشرة و25 مقعدا إضافيا في مجلس النواب، وهي أكثر من كافية لتحصل على الغالبية. وفيما لا تزال الاستطلاعات أكثر غموضا في ما يتعلّق بمجلس الشيوخ، يبدو أنّ الجمهوريين سيحقّقون تقدّما فيه أيضا.

ويلقي الجمهوريون باللوم على إدارة بايدن في ارتفاع الأسعار والجريمة، وهما من أهم مخاوف الناخبين. لكن العشرات من المرشحين رددوا أيضا مزاعم ترامب التي لا أساس لها بأن التزوير هو سبب هزيمته في انتخابات 2020. وقد ينتهي الأمر ببعضهم حكاما أو مسؤولي انتخابات في ولايات حاسمة ويلعبون دورا مركزيا في السباق الرئاسي لعام 2024.

وإذا فاز الجمهوريون في مجلس النواب أو الشيوخ، فسيقضي ذلك على جهود بايدن للحفاظ على حق الإجهاض ومزايا اجتماعية أخرى ضمن أولويات الديمقراطيين في الكونغرس. كما أنه سيفتح الباب لتحقيقات يقودها الجمهوريون من شأنها أن تلحق الضرر بالبيت الأبيض. ويمكن لمجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون أيضا منع ترشيحات بايدن للمناصب القضائية أو الإدارية.

وإذا حصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس النواب، فإنهم يخططون لاستخدام سقف الدين الاتحادي وسيلة ضغط للمطالبة بتخفيضات كبيرة في الإنفاق. وسيسعون أيضا إلى جعل التخفيضات الضريبية للأفراد التي أقرها ترامب في عام 2017 دائمة، وكذلك إلى حماية التخفيضات الضريبية للشركات التي حاول الديمقراطيون إلغاءها دون جدوى خلال العامين الماضيين.

كما أن السيطرة على الكونغرس ستمنح الجمهوريين سلطة منع المساعدات لأوكرانيا، لكن من المرجح أن يبطئوا أو يحدوا من تدفق الأسلحة والمساعدات الاقتصادية إلى كييف بدلا من إيقافها.

وقال بايدن مساء الاثنين إنه "متفائل" بشأن نتيجة الانتخابات، ولكنّه أقرّ بأنّ الاحتفاظ بالسيطرة على المجلسين سيكون "صعبا".

وتشهد بعض الولايات الرئيسية انتخابات محتدمة، وهي نفسها الولايات التي كانت بالفعل على المحكّ في الانتخابات الرئاسية للعام 2020.

وتسلَّط الأضواء على بنسيلفانيا المركز السابق لصناعة الصلب، حيث يواجه الجراح الجمهوري المليونير محمد أوز، المدعوم من دونالد ترامب، رئيس البلدية الديمقراطي لمدينة صغيرة جون فترمان، وهو أصلع ذو بنية ضخمة، على أحد أكثر المناصب المتنازع عليها في مجلس الشيوخ.

وكما في العام 2020، تدخل ولاية جورجيا في صلب المنافسات المحتدمة. ويحاول الديمقراطي رفاييل وارنوك، أول سيناتور أسود ينتخب في هذه الولاية الجنوبية ذات الماضي المعروف في التمييز العنصري، الحصول على إعادة انتخابه في مواجهة هيرشيل والكر، وهو رياضي سابق أسود يدعمه أيضا الرئيس السابق.

كذلك، تشكّل أريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكنسن ونورث كارولينا مسرحا لصراعات محتدمة، حيث يواجه كلّ المرشحين الديمقراطيين مرشّحي دونالد ترامب، الذين يحملون الولاء التام للرئيس السابق.

وقد أنفقت الملايين من الدولارات على هذه المنافسات، ممّا يجعل من هذا الاقتراع انتخابات نصف الولاية الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة.