الأميركيون يتأهبون لاستقبال مرحلة مروّعة باجتياح كورونا لبلادهم

واشنطن – يستعد الأميركيون لاستقبال أيام سيئة جدا في ظل اجتياح الوباء لبلادهم حيث أودى بحياة أكثر من ثمانية آلاف و خمسمئة وأصاب ثلاثمئة ألف شخص.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مساء السبت حذر الرئيس دونالد ترامب الأميركيين من أن عليهم مواجهة “مرحلة مروعة” ستشهد “موت كثيرين” مع انتشار فايروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 63 ألف شخص في العالم.
وبلغ عدد الإصابات المؤكدة أكثر من 300 ألف في الولايات المتحدة حيث حذر ترامب الأميركيين من أن بلدهم “ستدخل مرحلة ستكون مروعة فعلا” مع “أرقام سيئة جدا”. وقال ترامب من البيت الأبيض، الذي تم اتخاذ إجراءات استثنائية فيه لمنع إصابة الرئيس الجمهوري بالفايروس، “سيكون أقسى أسبوع على الأرجح” و”سيموت كثيرون”.
ولذلك يستعد الأميركيون للأسوأ ويبنون مستشفيات ميدانية من لوس أنجلس إلى ميامي، تضم الآلاف من الأسرّة الإضافية المخصصة للإنعاش فيما رست سفينة طبية عملاقة في نيويورك التي ناشد رئيس بلديتها بيل دي بلازيو تقديم المساعدة لها.
وقال “نحتاج إلى كل الذين لم يدخلوا المعركة بعد من أطباء وممرضين ومتخصصين، نحتاج إليكم جميعا”.
ويأتي حديث ترامب بالرغم من أن الولايات المتحدة لا تتصدر قائمة الدول المتضررة بالوباء حيث تبقى أوروبا القارة الأكثر تضررا وتوفي فيها أكثر من 46 ألفا مصابا حتى الآن.
وتتصدر إيطاليا لائحة الدول المتضررة في عدد الوفيات الذي بلغ 15 ألفا و362 لديها، تليها إسبانيا بـ11 ألفا و744 والولايات المتحدة (8098) ففرنسا (7560) وبريطانيا (4313).
تحذيرات ترامب تأتي بالرغم من أن بلاده لا تتصدر قائمة الدول المتضررة بكورونا حيث تبقى أوروبا القارة الأكثر تضررا
وبالرغم من تحذيراته إلا أن الرئيس الأميركي شدد على الحاجة إلى العودة للعمل سريعا، دون تحديد موعد، مضيفا “يتعين أن نفتح بلادنا مرة أخرى”.
وأخذ الوضع في الولايات المتحدة يتدهور سريعًا حيث أشارت إدارة ترامب في وقت سابق إلى أنّ استخدام الأقنعة الواقية البسيطة قد يُساهم في الحَدّ من تفشّي الفايروس.
ويأتي ذلك في وقت بدّلت فيه دول غربيّة عدّة بينها ألمانيا وفرنسا مواقفها، وباتت تشجّع حتّى على استخدام الأقنعة المصنوعة في المنازل، رغم أنها كانت تشدّد سابقًا على أنّ العاملين في مجال الصحة وحدهم من يحتاجون إلى تغطية وجوههم.
وأثار هذا التحوّل حفيظة السكان وأربَكَهم، بينما ازداد انتشار تسجيلات تعليميّة على الإنترنت توضح كيفية صنع أقنعة في المنزل.
ولكنّ ترامب قال إنّه لن يرتدي أيّ قناع. وأوضح “سيكون الأمر طوعيًّا. لن تكونوا مجبرين على القيام به وأنا اخترت عدم القيام به، لكن قد يرغب البعض بذلك فلا بأس”.
وتحدّث مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي العضو في خلية الأزمة في البيت الأبيض، عن معطيات تشير إلى أن “الفايروس يمكن في الواقع أن ينتقل عندما يتبادل الناس الحديث، وليس عند السعال أو العطس فحسب”.
ولكنّ منظّمة الصحة العالميّة بدت أكثر حذرًا في هذا الصدد، رغم أنّها تعيد مراجعة إرشاداتها.
ويرجّح أن تزيد التوصية الأميركية من سوء الوضع في ظل النقص الكبير في الأقنعة في الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تعتمدان بشكل كبير على الاستيراد من الصين. وبدأ مسؤولون في نيويورك نصح السكان بارتداء الأقنعة منذ أيام.
وقال العامل الحرفي إدي ماريرو (58 عاما) “أحاول وقاية نفسي وعائلتي، إذا حاول الجميع وقاية أنفسهم فسيكون الأمر أفضل بالنسبة إلينا جميعا”.
ومن جهة أخرى حاول ترامب، الذي يخشى أن تضرب انتقادات بشأن سوء تعامل إدارته مع فايروس كورونا خزانه الانتخابي، طمأنة الأميركيين من خلال تأكيده توفر عقار من المزمع تجربته في بلاده لكن لم يثبت نجاعته للآن.
وقال ترامب إن الحكومة الاتحادية لديها 29 مليون جرعة من الدواء أضافته لمخزونها الوطني.