الأمن العراقي يقرّ باستخدام القوة والحشد جاهز للتدخل

ميليشيات طهران تسوّق لوجود مؤامرة تحاك ضد العراق لتبرير استخدام القوة والرصاص الحي في فض الاحتجاجات.
الاثنين 2019/10/07
استخدام غير مبرر للقوة

بغداد - أقرت القوات العراقية للمرة الأولى الاثنين بـ"استخدام مفرط" للقوة بعد أسبوع من الاحتجاجات وأعمال العنف الدامية، وجاء ذلك فيما أعربت قوات الحشد الشعبي عن استعدادها للتدخل لاحتواء تحركات الشارع العراقي.

وأعلن رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض الاثنين أن فصائله، وغالبيتها شيعية بعضها مقرب من إيران، جاهزة للتدخل لمنع أي "انقلاب أو تمرد" في العراق، في حال طلبت الحكومة ذلك.

وقال مراقبون إن تحرك الحشد الشعبي جاء بإيعاز من طهران التي تسعى لاحتواء انتفاضة الشارع العراقي بكل السبل وحتى باستخدام القوة المفرطة من أجل الحفاظ على مصالحه ونفوذها في البلاد.

وقال الفياض خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن "هنالك من أراد التآمر على استقرار العراق ووحدته"، مؤكداً أن الحشد الشعبي، الذي يعمل في إطار رسمي، يريد "إسقاط الفساد وليس إسقاط النظام"، في رد على شعارات المتظاهرين خلال أسبوع من الاحتجاجات الدامية التي أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص، بحسب الإحصاءات الرسمية.

وأكد الفياض "نعرف من يقف وراء التظاهرات، ومخطط إسقاط النظام فشل"، مشدداً على أنه "سيكون هناك قصاص لمن أراد السوء بالعراق".

من جانبها، اعترفت القيادة العسكرية العراقية الاثنين بـ"استخدام مفرط للقوة" خلال مواجهات مع محتجين في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية بشرق بغداد أسفرت، بحسب مصادر أمنية وطبية.

وأشارت خلية الإعلام الأمني العراقي في بيان إلى أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وجّه "بسحب كافة قطعات الجيش من مدينة الصدر واستبدالها بقطعات الشرطة الاتحادية وذلك نتيجة الأحداث التي شهدتها مدينة الصدر وحصل استخدام مفرط للقوة وخارج قواعد الاشتباك المحددة"، مؤكدة بدء إجراءات محاسبة العناصر الذين "ارتكبوا هذه الأفعال الخاطئة".

وكانت السلطات العراقية، التي تتعرض لانتقادات من المدافعين عن حقوق الإنسان، أكدت أنها تتقيد "بالمعايير الدولية"، متهمة "مندسين" و"قناصين مجهولين" بإطلاق النار على المتظاهرين والقوات الأمنية على حد سواء.

Thumbnail

وتعمل قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران على التسويق إلى وجود أطراف أجنبية تسعى إلى توتير الوضع في العراق كمبرر لاستخدام القوة والرصاص الحي لإخماد الاحتجاجات.

كما اعتبر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن "الأعداء" يحاولون دق إسفين بين طهران وبغداد، وذلك في تغريدة الاثنين بعد الاضطرابات الدامية في العراق.

ودعت طهران الشعب العراقي إلى التحلي بضبط النفس، بعد ستة أيام من الاضطرابات.

وقال المتحدث الرسمي علي ربيعي في مؤتمر صحافي "ستقف إيران دوما إلى جانب الأمة العراقية والحكومة العراقية.. ندعوهم إلى الحفاظ على الوحدة والتحلي بضبط النفس".

والاضطرابات الحالية تعد التحدي الأمني والسياسي الأكبر أمام حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وإيران الساعية إلى الحفاظ على نفوذها في البلاد.