الأمن السوري يتدخل في صحنايا بعد اشتباكات طائفية دامية

دمشق - دخلت قوات الأمن العام السورية إلى مدينة صحنايا جنوب العاصمة دمشق فجر اليوم الأربعاء بعد اشتباكات بين مجموعات من محافظة دير الزور ومجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية .
وقال سكان في مدينة صحنايا (5 كيلومتر جنوب العاصمة دمشق) إن رتلا يضم حوالي 30 سيارة أغلبها سيارات بيك آب محملة بعناصر الأمن العام دخلت المدينة إثر اندلاع اشتباكات بين أبناء محافظة دير الزور ومجموعات من طائفة الموحدين الدروز إثر خلاف تحول إلى إطلاق رصاص.
وأكد سكان أن إطلاق رصاص كثيفا شهدته المدينة وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بين الجانبين وتوقف إطلاق الرصاص بعد دخول قوات الأمن العام التي انتشرت في أغلب أحياء مدينة صحنايا.
ويشير تدخل قوات الأمن العام إلى محاولة الحكومة السورية للسيطرة على الوضع ومنع تصاعد العنف، كما يعكس هذا التدخل قلق الحكومة من انتشار الفوضى وتأثيرها على استقرار المنطقة المحيطة بالعاصمة.
ولا تزال الأسباب الدقيقة وراء هذه الاشتباكات غير واضحة تمامًا، وتتضارب الأنباء حولها.
وأفاد موقع شبكة أخبار سوريا عبر حسابه على منصة إكس بأن اشتباكات بين حركة رجال الكرامة وأهالي دير الزور اندلعت بعد قيام أحد عناصر الحركة بضرب امرأة وأخيها عند الفرن".
وأضاف أن أهالي المعتدى عليهما لم يقبلوا بذلك، فتجمعوا بهدف حماية أبنائهم واسترداد حقوق المظلومين، في ظل انتشار السلاح بين المواطنين، خصوصا بين الشباب الصغار غير المسؤولين عن تصرفاتهم، لا يزال التوتر قائمًا في المكان وسط مساعٍ لحل الأمور بين الطرفين.
وفي المقابل، أكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحادثة انطلقت بخلاف بسيط بعدما أقدم أحد سكان المنطقة، وهو من مدينة دير الزور، على السرقة في وسط مدينة صحنايا، ليتم إلقاء القبض عليه من قبل أحد الشبان بعد أن حاول السارق المقاومة، فتعرض للضرب نتيجة ذلك. خلال هذه الحادثة، تدخلت فتاة من أقارب السارق للدفاع عنه، ويُقال إنها تعرضت لبعض التوبيخ أو الدفع أثناء المشاجرة.
وبعد فترة وجيزة، تجمّع بعض من أقارب السارق وأهاليه في منطقة مساكن الأشرفية، وهي منطقة محيطة بصحنايا يقطنها عدد من الوافدين. وقاموا بإطلاق هتافات ذات طابع عنصري وطائفي، إلى جانب إطلاق النار في الهواء وارتكاب بعض التعديات.
وعلى إثر ذلك، تدخل أحد القادة في غرفة عمليات صحنايا وطلب من عناصر الهيئة التدخل لتهدئة الموقف ومنع تصاعد الخلاف وتحويله إلى نزاع طائفي، كما كان يسعى إليه البعض.
وتشير التقارير إلى أن الهدوء عاد إلى المنطقة صحنايا والأشرفية بعد تدخل قوات الأمن السوري.
وتشهد سوريا توترات طائفية وعرقية متزايدة منذ اندلاع الحرب الأهلية، وقد تفاقمت هذه التوترات منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي بعد هجوم شنه مسلحون معارضون بقيادة هيئة تحرير الشام.
ويبلغ عدد سكان تلك المدينة التي تقسم إلى صحنايا وأشرفية صحنايا أكثر من 700 ألف شخص وهي خليط من أبناء طائفة الموحدين الدروز والمسيحيين وأبناء حوران إضافة لوجود أبناء محافظة دير الزور ومن باقي المحافظات الأخرى وهي من المدن التي لم تشهد مواجهات خلال سنوات الصراع السوري رغم وقوعها على أطراف مدينة داريا.
ولا تزال ردود الفعل الرسمية على هذه الاشتباكات محدودة. من المتوقع أن تزيد هذه الاشتباكات من حالة التوتر في المنطقة، مما قد يؤدي إلى مزيد من العنف.
وتشهد سوريا صراعات متعددة الأطراف، وتتداخل فيها العوامل السياسية والطائفية والعرقية، حيث أن الصراعات بين الطوائف في سوريا ليست بجديدة، ولكن الحرب الأهلية زادت من حدتها.
ويشير تفاقم الاشتباكات بين الطوائف إلى هشاشة الوضع في سوريا، وإلى أن التوترات الطائفية والعرقية لا تزال تشكل تهديدًا للاستقرار.