الأمم المتحدة تقدم أدلة على إرسال إيران الأسلحة للحوثيين

خبراء أمميون يكشفون عن نقل الآلاف من الأسلحة، من بينها قاذفات صاروخية ورشاشات، على مراكب خشبية صغيرة من المرفأ الإيراني بطريقة غير قانونية إلى اليمن.
الأحد 2022/01/09
أسلحة ضبطتها البحرية الأميركية موجهة من إيران إلى الحوثيين

واشنطن - ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسودة تقرير سري للأمم المتحدة السبت أن الآلاف من الأسلحة، من بينها قاذفات صاروخية ورشاشات، ضبطتها البحرية الأميركية في الأشهر الأخيرة في بحر العرب، مصدرها على الأرجح مرفأ جاسك الإيراني، وكانت موجهة إلى اليمن خصوصا.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن هذه الوثيقة التي أعدها فريق خبراء من مجلس الأمن الدولي حول اليمن، أن مراكب خشبية صغيرة ووسائل نقل برية استخدمت في محاولة لتمرير أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران بطريقة غير قانونية إلى اليمن، الذي يشهد حربا أهلية منذ العام 2014.

وكشف معدو مسودة التقرير الذين يستندون إلى مقابلات مع أفراد يمنيين في طواقم هذه المراكب، فضلا عن بيانات أجهزة ملاحة، أن الزوارق المستخدمة لنقل الأسلحة انطلقت من مرفأ جاسك في جنوب شرق إيران المطل على بحر عمان، بحسب "وول ستريت جورنال".

وقال مسؤول أميركي كبير "لقد طورت إيران العديد من الطرق لإيصال الأسلحة إلى اليمن ولم تتوقف أبدا. وفي كل مرة نقوم فيها ببعض عمليات الاستيلاء الجديدة، تجد إيران طريقة أخرى لنقل الأسلحة".

ويرى التقرير أن استمرار الحوثيين باليمن في الحصول على أسلحة مهربة ساعد في منح الجماعة اليد العليا بالحرب الأهلية التي استمرت سبع سنوات، على الرغم من تدخل قوات التحالف بقيادة السعودية.

ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء ومينائها الرئيسي الحديدة. كما ضاعفوا هجماتهم على مأرب للسيطرة عليها لكونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز.

ويدعم النظام الإيراني بشكل علني الحوثيين في اليمن، وكذلك هجماتهم على السعودية وأهدافا أخرى في البحر الأحمر، منذ سنوات.

وتتهم المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يدعم منذ 2015 الحكومة اليمنية في حربها مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وكذلك الولايات المتحدة، منذ فترة طويلة إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة، الأمر الذي تنفيه طهران.

وفرضت الأمم المتحدة حظرا على تزويد المتمردين الحوثيين بأسلحة في العام 2015.

وأكدت إيران لفريق الخبراء الأممي أن هذه الأسلحة لا تباع ولا تنقل ولا تصدر إلى اليمن، على ما أضافت الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين نصرالدين عامر نفى أن تكون إيران تنقل هذه الأسلحة إلى اليمن، واصفا ذلك بمجرد "وهم".

وبحسب الصحيفة، فإن ميناء جاسك كان في ما مضى يصدر الفواكه والخضراوات إلى سلطنة عُمان، لكنه في الفترة الأخيرة نما وأصبح ذا أهمية استراتيجية.

وأكد التقرير أنه في عام 2008 استضاف قاعدة بحرية، وافتتحت هناك محطة لتصدير النفط في العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ميناء جاسك استُخدم ذات فترة كنقطة للحرس الثوري لإرسال قواته، لكن تقرير الأمم المتحدة يقدم أول دليل تفصيلي حول شحنات الأسلحة وارتباط تصديرها بميناء جاسك.

وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن اتهم السبت المتمردين الحوثيين، وإيران الداعمة لهم، باستعمال ميناءي الحديدة والصليف (غرب) لأغراض عسكرية، وذلك بعد احتجازهم سفينة في البحر الأحمر هذا الأسبوع.

وقال المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي في مؤتمر صحافي إن "ميناء الحديدة هو الميناء الرئيسي لاستقبال الصواريخ الباليستية الإيرانية"، عارضا صورا لما وصفه بالأنشطة العسكرية للحوثيين في البحر الأحمر.

وأضاف المالكي أنه تم تخطيط للعملية ضد سفينة "الروابي" التي ترفع علم الإمارات في ميناء الحديدة، مؤكدا أن ميناء الصليف استخدم في "تصنيع" معدات عسكرية.

كما عرض التحالف مجموعة من الأدلة تشمل صورا ومقاطع فيديو تثبت الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الميليشيا بدعم إيراني.

وتظهر الصور ورشا في الصليف لصناعة المقذوفات، وأخرى لصوارخ باليستية يتم تجميعها في الحديدة التي تحولت إلى مركز رئيسي للحصول على الأسلحة من إيران.

والصليف والحديدة الواقعان في محافظة الحديدة، أساسيان لإيصال المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها 80 في المئة من اليمنيين الذين يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ بداية الحرب عام 2014.

وتعد المنطقة أيضا طريقا بحريا تجاريا مهما، لاسيما لنقل النفط، إذ يمر حوالي 1.5 مليون برميل نفط يوميا عبر البحر الأحمر من الكويت وسلطنة عمان والسعودية، وفق شركة "أس أند بي غلوبل بلاتس".

وتقدر الأمم المتحدة أن الحرب في اليمن أودت بـ377 ألف شخص، قضى أغلبهم حتفهم بسبب تداعيات النزاع، ولاسيما نقص المياه النظيفة والجوع والمرض.