الأمم المتحدة تطلب مساعدة المانحين لمواجهة سنة صعبة على اليمنيين

صنعاء- أطلقت الأمم المتحدة الخميس، نداء للمانحين لتوفير أكثر من ملياري دولار بهدف دعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام الجاري.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في بيان إن “الأمم المتحدة أطلقت مع شركائها خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في اليمن لعام 2025، سعيا للحصول على 2.47 مليار دولار لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة والحماية لملايين الأشخاص المحتاجين.”
وأضاف البيان الأممي “لقد أثر عقد من الأزمة بشكل عميق على المجتمعات اليمنية، التي لا تزال تتحمل وطأة الصراع.”
وأوضح أن “أكثر من نصف سكان البلاد بحاجة إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية، مع تعرض الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا في اليمن، بمن في ذلك النساء والفتيات، لأعلى مستوى من الخطر.”
وتابع “في إطار نداء عام 2025، يهدف العاملون في المجال الإنساني إلى تقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى 10.5 مليون شخص من أكثر الأشخاص ضعفا.”
وشدد منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جوليان هارنيس على أن الأمم المتحدة “ستضمن تقديم مساعدات فعالة من حيث الكلفة وذات جودة عالية للأشخاص المتضررين من الأزمة أينما كانوا.”
وأضاف وفق البيان ذاته أن “العمل الإنساني كان فعالا في التخفيف من أسوأ آثار هذه الأزمة لكننا لا نستطيع أن نفعل هذا بمفردنا فهناك حاجة إلى المزيد لتقليل الاحتياجات وتحقيق السلام وإحياء الاقتصاد وبناء قدرة المجتمعات على الصمود من خلال أنشطة التنمية المستدامة.”
ورغم التحديات الكبيرة تمكنت 197 منظمة إغاثية من الوصول إلى أكثر من 8 ملايين شخص بمساعدات منقذة للحياة العام الماضي، بحسب البيان الأممي.
ويعاني اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم جراء الحرب بين القوات الحكومية والحوثيين التي بدأت قبل أكثر من عشر سنوات.

جوليان هارنيس: الأمم المتحدة ستضمن تقديم مساعدات فعالة من حيث الكلفة وذات جودة عالية للأشخاص المتضررين
وسبق النداء للمانحين تحذير أممي، صدر الأربعاء، من أنّ الأزمة الإنسانية تتفاقم في اليمن حيث سيحتاج ما لا يقلّ عن 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية هذا العام، مع وجد قلق خاص على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وقالت جويس مسويا، نائبة رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أمام مجلس الأمن الدولي إنّ “الشعب اليمني مازال يواجه أزمة خطرة على الصعيدين الإنساني وحماية المدنيين.”
وأوضحت أنّه بحسب تقديرات النداء الإنساني لعام 2025 الذي سيتم نشره قريبا فإنّ الأزمة تزداد حدة.
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أنّ الزيادة في عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات إنسانية وحماية هذا العام تقدر بـ1.3 مليون شخص مقارنة بعام 2024.
وأكّدت مسويا أنّ نحو نصف سكّان البلاد “لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية،” معربة عن قلقها بشأن “الأكثر تهميشا من بينهم، مثل النساء والفتيات والنازحين البالغ عددهم 4.8 مليون شخص.”
ونبّهت نائبة رئيس أوتشا إلى أنّه من بين الفئات الأكثر عرضة للخطر فإنّ “ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من تأخر خطر في النمو بسبب سوء التغذية.”
كما حذّرت من المستوى “المروّع” لتفشّي وباء الكوليرا في اليمن، وهو ما يزيد من الأعباء التي يرزح تحتها نظام صحّي يعاني أساسا من ضغوط شديدة.
ومن جهته أكّد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الذي عاد قبل أيام من العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، على الحاجة “الماسة إلى خفض التصعيد وإلى التزام حقيقي بالسلام.”
وأضاف أنّ “الحاجة إلى معالجة الأزمة في اليمن أصبحت أكثر إلحاحا لأنّ الاستقرار الإقليمي يتطلّب في جزء منه تحقيق السلام في اليمن.” ويشهد اليمن نزاعا منذ عام 2014 حين سيطر الحوثيون على صنعاء وتقدموا نحو مدن أخرى في شمال البلاد وغربها. وفي مارس 2015 تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم الحكومة المعترف بها دوليا.
وفي أبريل 2022 أدّى وقف لإطلاق النار توسّطت فيه الأمم المتحدة إلى تهدئة القتال قبل أن تظهر أطراف النزاع في ديسمبر 2023 موافقتها المبدئية على الانخراط في عملية سلمية.
لكنّ التوترات تصاعدت خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة مع بدء الحوثيين بمهاجمة أهداف إسرائيلية وسفن شحن في البحر الأحمر وخليج عدن، في حملة أكدوا أنها تأتي “تضامنا” مع الفلسطينيين.
وردا على هجمات الحوثيين شنّت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا غارات على أهداف للحوثيين خلال العام الماضي.
ويحتجز الحوثيون عشرات الموظفين من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى ويتهمونهم بالانتماء إلى “شبكة تجسس أميركية – إسرائيلية”، وهي تهمة تنفيها الأمم المتحدة.