الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق "مستقلّ" في مقتل 29 طفلاً في اليمن

دعوة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل وسريع في حادث أودى بحياة 29 طفلا يمنيا.
السبت 2018/08/11
ما أمكن انقاذه

ضحيان (اليمن) – لا تزال أشلاء بعض الضحايا متناثرة صباح الجمعة في سوق ضحيان في شمال اليمن، غداة قصف استهدف حافلة أوقع 29 طفلا قتيلا على الأقل، في حين دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى تحقيق مستقل وسريع في الحادث.

وقتل 29 طفلاً على الأقل وأصيب 48 شخصاً في قصف جوي استهدف الحافلة الخميس، وفقا للصليب الأحمر.

وعبر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في بيان عن “صدمة شديدة جراء المأساة المروّعة التي أودت بحياة العديد من الأبرياء”.

وقال غريفيث “يجب أن يحثنا هذا جميعًا على بذل المزيد من الجهود لإنهاء النزاع من خلال حوار شامل بين اليمنيين”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق “مستقلّ” في مقتل 29 طفلاً في اليمن.

وقال المتحدّث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إنّ غوتيريش “يدعو إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل” ويحضّ جميع الأطراف على “تجنّب (استهداف) المدنيين عند شنّ عمليات عسكرية”.

وأضاف أن الضربات الجوية التي نفذها، يوم الخميس 9 أغسطس على محافظة صعدة، استهدف قاذفات صواريخ.

كما دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق “معمّق”. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت “نشعر بقلق بالغ إزاء المعلومات عن هجوم تسبب في مقتل مدنيين”.

وأضافت “ندعو التحالف الذي تقوده السعودية إلى إجراء تحقيق معمّق وشفاف في هذا الحادث”. وشددت على أن الولايات المتحدة “تأخذ على محمل الجدّ كل المعلومات الموثوقة حول الضحايا المدنيين”.

وتجاوب التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، مع الدعوات وأعلن اليوم الجمعة، عن فتحه تحقيقا في القصف الذي تعرضت له حافلة الركاب.

وأقر التحالف بأنه شن غارة جوية أصابت حافلة أمس، لكنه أكد أنها لم تكن تنقل أطفالًا بل “مقاتلين من الحوثيين”، بحسب ما قال المتحدث باسمه تركي المالكي.

فيما رحب رئيس اللجنة الثورية العليا للمتمردين محمد علي الحوثي بدعوة الأمم المتحدة للتحقيق، مؤكدا “مستعدون للتعاون”.

بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي في بيان بعد ظهر الجمعة أنه “لا يوجد حل عسكري في نزاع يدفع فيه الشعب اليمني أكبر الخسائر”.

وكرر الاتحاد دعوته إلى “حل سياسي والتزام طارىء من كافة الأطراف بالتركيز على استئناف المفاوضات تحت قيادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث”.

صدمة في اليمن
صدمة في اليمن

وشاهد مصور لوكالة فرانس برس صباح الجمعة أشلاء وبقايا بشرية وملابس متناثرة في موقع الهجوم، بينما تحولت الحافلة التي كانت تقل الأطفال إلى كومة من الحديد. وفيما كانت الحركة تعود تدريجيا إلى الشارع، أغلقت محال تجارية تضررت من القصف أبوابها.

وقال مدير مكتب الصحة في محافظة صعدة يحيى شايم إن وقت الجنازات لم يتحدد بعد، لأن “هناك أشلاء كثيرة ومتناثرة. وما زلنا نتحقق من الهويات”.

في وقت لاحق الجمعة، قال وزير الصحة في حكومة المتمردين الحوثيين طه المتوكل في مؤتمر صحافي في موقع الغارة في ضحيان أن “هذه الجريمة البشعة” أدت إلى سقوط 51 قتيلا بينهم 40 طفلا، و79 جريحا، منهم 56 طفلا. لكنه أوضح أن “الحصيلة غير نهائية” مشيرا إلى وجود مجهولين ومفقودين.

وتابع “هناك عدد من المفقودين لم يتم التعرف عليهم بسبب تناثر أشلاء الضحايا إلى أسطح المنازل والأماكن المجاورة حول مكان الجريمة، وبسبب اختلاط الأشلاء مع بعضها”.

وفي المستشفى الجمهوري حيث تم نقل بعض المصابين للعلاج، قال الطبيب في قسم الطوارىء جميل الفراح، متوجها إلى بنك الدم، “الدم قليل جدا… والضربات شديدة جدا في الدماغ والحوض”.

ومنذ 2014، يشهد اليمن حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعدما تمكّن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها صنعاء ومحافظة الحُديدة.

وتتّهم السعودية إيران بدعم المتمردين الشيعة بالسلاح، لكن طهران تنفي ذلك.

ودعت الأمم المتحدة الأطراف المتحاربين في اليمن إلى محادثات سلام في جنيف في السادس من سبتمبر، وأعلن الطرفان اليمنيان استعدادهما للمشاركة فيها.