الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وعدم الاستقرار في إثيوبيا

نيويورك – حذرت منظمة الأمم المتحدة من تفاقم عدم الاستقرار وتصاعد الأزمة الإنسانية في إثيوبيا.
وقال مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، إن الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي قد يزعزع الاستقرار على نطاق أوسع في البلاد، محذرا من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور في الشمال.
وفي ملاحظات أدلى بها لوكوك خلال إفادة مغلقة عبر الإنترنت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأربعاء، قال إن مئات الآلاف من سكان تيغراي لم يتلقوا المساعدة، وإن الأمم المتحدة غير قادرة على تقييم الموقف كاملا لأنها لا تملك القدرة على دخول الإقليم بحرية.
وقال إن تقارير وردت عن تزايد انعدام الأمن في أماكن أخرى، وهو ما قد يرجع إلى الفراغ الناجم عن إعادة نشر القوات وإرسالها إلى تيغراي، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة قلقة من احتمال تزعزع الاستقرار على نطاق أوسع في البلاد والمنطقة.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمر بشن ضربات جوية وهجوم بري في الرابع من نوفمبر على حكام الإقليم، وهم من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، لتحديهم سلطاته.
وطرد جيش آبي الاتحادي الجبهة من مقلي عاصمة الإقليم، لكن القتال لا يزال مستمرا على نطاق محدود.
وقال لوكوك إن حكومة آبي تسيطر على ما بين 60 في المئة و80 في المئة من أراضي تيغراي، لكنها لا تحظى بسيطرة كاملة على عرقية الأمهرية والقوات الإريترية التي تعمل هناك أيضا.
ويقول العشرات من الشهود إن قوات إريترية موجودة في تيغراي لدعم القوات الإثيوبية، لكن البلدين ينفيان ذلك.
ويُعتقد أن الآلاف لقوا حتفهم وفر 950 ألفا من منازلهم منذ بدء القتال في الإقليم الذي يزيد عدد سكانه عن خمسة ملايين نسمة، مع نقص الغذاء والمياه والأدوية بجميع أنحاء الإقليم.
وتلقت الأمم المتحدة تقارير تفيد بأن الشرطة تعمل بجزء ضئيل من طاقتها السابقة، وأكد لوكوك أنه إذا لم تتم زيادة الحماية والمساعدات سريعا فإن الوضع الإنساني سيتدهور.
وقال إن هناك اتهامات مقلقة بارتكاب عنف جنسي قائم على النوع.
وزار عدة مسؤولين كبار من الأمم المتحدة البلاد في الآونة الأخيرة للحث على تيسير دخول الإقليم.
وقال لوكوك إنه يأمل في إحراز تقدم ملموس في الأيام المقبلة يسمح بزيادة المساعدات.
والاثنين، تعهد الزعيم السابق لإقليم تيغراي الإثيوبي جبر ميكائيل دبرصيون بمواصلة القتال، قائلا “فليعلم أعداؤنا وأصدقاؤنا أننا لن نترك الأرض حتى النصر”.
وحث دبرصيون شعب تيغراي على مواصلة الكفاح “بتصميم أكبر ودون انشقاقات داخلية”، واتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والقوات الأمهرية والقوات الإريترية بالنهب واغتصاب النساء وقتل الشباب.
واتهم زعيم إقليم تيغراي السابق الحكومة الفيدرالية بانتهاك حقوق الإنسان، وهو ما أشارت إليه كذلك تقارير للأمم المتحدة. وأفادت هيئة البث الإثيوبية الرسمية (فانا) الأحد بأن الحكومة شكلت لجنة خاصة للتحقيق في القلق المتزايد بشأن العنف ضد النساء في تيغراي.
ومن الصعب التأكد من مزاعم أي من الطرفين، إذ تعزل الحكومة الإقليم عن الصحافيين وعمال الإغاثة، كما أن وسائل الاتصالات السلكية واللا سلكية لا تعمل في أغلب مناطق الإقليم.