الأمم المتحدة تتعهد بالمساعدة على منع تزوير الانتخابات العراقية

بغداد – أكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت أن البعثة تعمل مع السلطات لمنع التزوير في الانتخابات التشريعية، معتبرة أن مرحلة ما بعد الاقتراع هي الأهم، في إشارة إلى تشكيل حكومة جديدة.
ودعي نحو 25 مليون ناخب للمشاركة في العاشر من أكتوبر في الانتخابات المبكرة، التي يتنافس فيها أكثر من 3200 مرشح للفوز بـ329 مقعدا هو مجموع مقاعد مجلس النواب التي خصصت 25 في المئة منها للنساء.
وقالت بلاسخارت خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء إن "خمسة أيام تفصلنا عن الانتخابات التي ستعالج التحديات التي تواجه العراقيين بما فيها التحدي الاقتصادي".
وأضافت أن "الأمم المتحدة ليست غافلة عن المخاوف والتحديات وستكون شريكة للعراقيين"، مشددة على ضرورة "أن تكون هذه الانتخابات مختلفة عن انتخابات 2018"، بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وكانت تلك الانتخابات أسفرت عن اختيار عادل عبدالمهدي رئيسا جديدا للحكومة العراقية، لكن سرعان ما أطاحت به احتجاجات شعبية حاشدة وأرغمته أواخر عام 2019 على الاستقالة، ليتولى رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي الرئاسة في الثامن من مايو عام 2020، ويدعو إلى انتخابات مبكرة.
ولفتت بلاسخارت إلى أن "القوات الأمنية تركز كل جهودها على يوم الانتخابات وتوفير مناخ آمن، وهو أمر ضروري"، موضحة "أننا نعمل على منع التزوير وتكرار تجربة 2018".
والأحد الماضي، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح أن السلطات اتخذت إجراءات استثنائية لمنع التزوير والتلاعب بالانتخابات، إلى جانب وعود متكررة من الحكومة بإجراء عملية ديمقراطية يسودها الأمن والنزاهة.
لكن أجواء من عدم اليقين تعتري الكثيرين في البلاد، جراء الفساد المستشري على نطاق واسع وانتشار فصائل مسلحة نافذة، إضافة إلى الخشية من هجمات قد يشنها تنظيم داعش خلال عملية الاقتراع.
وبشأن قضاء سنجار الشمالي الذي تتواجد فيه عناصر من حزب العمال الكردستاني قالت بلاسخارت "نعلم ما يجري في سنجار، وأي مرشح يجب أن تكون له الحرية في الدخول إلى أي مكان، فيما تقوم السلطات بمتابعة من يقوم بإيذاء المرشحين"، مشددة على ضرورة "أن يكون كل شخص حرا في الاختيار ويمارس حقه الانتخابي".
وأشارت إلى أن "الانتخابات بمفردها هي الاستقرار للعراق، كما أنها وسيلة لغاية ما، تأتي بعد تشكيل الحكومة وإصلاح جاد يكون ملموسا لجميع العراقيين".
ومن المقرر أن يشرع أفراد قوى الأمن المختلفة بالبلاد، إضافة إلى الموقوفين في السجون والنازحين داخل البلاد، بالتصويت في صناديق الاقتراع الجمعة المقبل بشكل خاص، أي قبل موعد الانتخابات بيومين.
وأوضحت بلاسخارت أن "هناك 900 مراقب دولي من أجل المراقبة وهو أمر غير مسبوق"، مشيرة إلى أن "العراق لديه الآلاف من المراقبين المحليين ولا يمكن أن يكون جميعهم في مكان واحد، بل سيكونون في جميع المناطق".
وذكرت أن الأمم المتحدة ستكون حاضرة عبر مراقبيها في بغداد وأربيل وكركوك ونينوى والبصرة، لكن ستولي محافظة كركوك الشمالية اهتماما خاصا وسترسل موفدين إليها لمراقبة الانتخابات.
وستجرى الانتخابات العراقية بحسب قانون انتخابي جديد، يعتمد دوائر انتخابية مغلقة، بحيث أصبح الترشيح لا يتطلب الانضواء في قوائم ويمكن أن يقتصر على عدد محدود من المرشحين، وفقا لعدد السكان في كل دائرة.
لكن على الرغم من التحضيرات الجارية بحماسة على قدم وساق، وسط تشجيع من البعثة الأممية، إلا أن قسما من العراقيين لا يرى أن هذا الاستحقاق سيحمل تغييرا جوهريا، كما لن يحد من سيطرة الأحزاب والوجوه التقليدية، ناهيك عن بعض الفصائل المسلحة.