الأمطار تفضح هشاشة البنية التحتية في عدد من الدول الخليجية

الكويت - أظهرت الأمطار الغزيرة التي هطلت في اليومين الماضيين في منطقة الخليج ضعف البنية التحتية لعدد من الدول الخليجية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت والبحرين صورا وفيديوهات لشوارع ومناطق مغمورة بالمياه، وسط انتقادات للسلطات المحلية لعجزها عن إيجاد حل لتصريف المياه التي دخل جزء منها إلى المنازل.
وعبر نشطاء كويتيون عن غضبهم من غرق الشوارع والمنازل، وذهب بعضهم إلى حد مطالبة رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح بالاستقالة، ودعوة مجلس الأمة إلى فتح تحقيق في مشاريع البنية التحتية.
وقال الناشط علي أحمد الكندري “الأموال التي ترسل لإصلاح البنية التحتية في دول لم نسمع بها من قبل، أليس من الأولى صرفها في إصلاح شوارع الكويت؟ السيول تجتاح شوارع الكويت وتكشف حجم الفساد في البنية التحتية للبلد، وهذه هي النتيجة عندما يجتمع الفساد وسوء الإدارة”.
وتساءل محمد عيد المطيري “أين الميزانيات التي صرفت على البنية التحتية؟ أين الجهوزية؟ الكويت غرقت في مطر يوم واحد فقط!”.
وانضمت قوى سياسية ونيابية إلى الأصوات المنتقدة للحكومة، حيث حملت الحركة التقدمية الكويتية رئيس الوزراء “المسؤولية عن عيوب مشروعات البنية التحتية”، مطالبة إياه بالاستقالة.
وقالت الحركة في بيان الاثنين “مرة أخرى، وعلى نحو شبيه بما حدث في كارثة أمطار 2018، تعرضت يوم الأحد عدة مناطق في البلاد إلى الغرق بعد هطول كميات غزيرة من الأمطار، وهذا ما أدى إلى إلحاق الضرر بمنازل وسيارات وممتلكات كثير من المواطنين والمقيمين”.
وأضافت “لم تكن الطبيعة وحدها هي المسؤول الأول عما أصاب البلاد والناس من أضرار وخسائر. فهناك أولاً، العيوب الصارخة في البنية التحتية المتردية للطرقات والشوارع ومجارير صرف الأمطار الناجمة عن سوء تنفيذ مشروعاتها جراء الفساد المستشري في أجهزة الإشراف الحكومي عليها.

فايز غنام الجمهور: مليارات صرفت على البنية التحتية والنتيجة الكويت تغرق
وهناك ثانياً، ضعف الاستعدادات لموسم الأمطار، والتراخي في تنفيذ عقود الصيانة. وثالثاً، عدم جدية الحكومة في ملاحقة المكاتب الاستشارية الهندسية والشركات المنفذة لهذه المشروعات”.
وأوضحت الحركة أن “هذه جميعا نتائج حتمية متوقعة لسوء التخطيط، ولتدني كفاءة الإدارة الحكومية وفسادها، ولسياسات التنفيع، ولتولية المسؤوليات التنفيذية والإدارية لقيادات تفتقد إلى الكفاءة في ظل تسيّد الواسطة والمحسوبية والمحاصصة وتجاهل معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة. وهذا ما تتحمّل مسؤوليته الحكومات المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية ورئيسها على وجه الخصوص، الذي يفترض به أن يبادر إلى تقديم استقالته”.
من جهته قال عضو مجلس الأمة فايز غنام الجمهور “مليارات صرفت على البنية التحتية والنتيجة في شوية مطر الكويت تغرق”، مضيفا في تغريدة على حسابه على تويتر “على وزير الأشغال مسؤولية سياسية لمعالجة آفة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتسببين بغرق الشوارع قضائيًا وإداريًا”.
وطالت موجة الانتقادات أيضا السلطات البحرينية حيث صب نشطاء بحرينيون جام غضبهم على السلطة لعجزها عن إيجاد حل لتصريف المياه وعدم جهوزيتها للتعاطي مع موسم الأمطار.
وفعل نشطاء بحرينيون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ البحرين تغرق، وقالت إحدى الناشطات وتدعى ابتسام الصايغ “في دقائق محدودة تسقط الأمطار على البحرين لتكون كفيلة بإغراقها والأضرار الناجمة مضاعفة وسط ادعاءات بجهوزية تامة لمواجهة الموسم، والوقائع تفضح البنية التحتية المهترئة”.
وقال ناشط آخر “الأمطار الغزيرة.. لا تجامل البنية التحتية الهشّة. تقدم تقريرها بكل شفافية. أفضل من العشرات من هيئات مكافحة الفساد ودواوين الرقابة المالية
والإدارية!”.