الأمابيانو.. موسيقى تنطلق من الأحياء الفقيرة لجنوب أفريقيا نحو العالم

موسيقى الأمابيانو تعود جذورها إلى موسيقى كوايتو وهو نوع محلي من الهيب هوب وقد ساعدت المنصات الإلكترونية في انتشارها.
الاثنين 2022/04/04
موسيقى سريعة الانتشار

جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا)- تشهد موسيقى الأمابيانو، وهي نوع من موسيقى الإلكترو المُستمدَّة من موسيقى الهاوس، منذ عامين شعبية متزايدة في جميع أنحاء القارة الأفريقية أتاحت لها الانتشار خارج القارة السمراء وبلوغ العالمية، مع زيادات ملحوظة في التدفقات الرقمية وتطبيقات التواصل وتداول المشاهير لأغاني شهيرة من هذا النمط الموسيقي الحديث.

وعلى الرغم من أن هذا النوع من الموسيقى قد اكتسب شهرة في كاتلهونغ، البلدة الواقعة شرق جوهانسبرغ، إلا أن هناك الكثير من الغموض والجدل في ما يتعلق بأصوله، وذلك بالتزامن مع روايات مختلفة عن الأنماط الموسيقية في بلدات جوهانسبرغ بسبب تشابهها مع باكاردي، حيث أكد بعض الناس أن الأمابيانو بدأت في بريتوريا. وأمام هذه الروايات المختلفة من المستحيل تحديد أصول هذا النوع الشعبي من الموسيقى تحديدا دقيقا.

وتأثر عدد من المشاهير -من بينهم لاعب كرة القدم بول بوغبا والمغنية جانيت جاكسون ونجم كرة السلة شاكيل أونيل- بنغمات الأمابيانو التي انطلقت من أحياء السود الفقيرة في جنوب أفريقيا.

وحصدت أغنية “أمينو” الشهيرة في العالم كله -والتي ظهر لاعب مانشستر يونايتد الفرنسي بول بوغبا يرقص على أنغامها في مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي- عشرة مليارات مشاهدة على منصة تيك توك وحدها.

¯ موسيقى الأمابيانو تجتاح منذ سنتين القوائم الموسيقية لمنصات البث التدفقي بدءاً من لندن وصولاً إلى طوكيو

والأغنية الفرنسية التي أعاد مغني الراب النيجيري غويا مينور إصدارها مع كلمات انتشرت عبر الإنترنت “يو وونت تو مابما” -ثم أعاد توزيعها منتج من غانا في الولايات المتحدة- تكرّر موسيقى معروفة منذ نحو عشر سنوات في حانات جنوب أفريقيا.

ويمكن تمييز موسيقى الأمابيانو بوضوح ويسهل التعرف عليها من إيقاعها البطيء ومقدماتها الطويلة مع نغمات تنتجها مركبات الصوت وأخرى معزوفة على غيتار البيس تعلق في الأذهان.

وينتشر هذا النوع الموسيقي في أنحاء جنوب أفريقيا، إذ يُسمَع في السيارات وعبر الشوارع وداخل المتاجر، وكذلك عبر الإذاعات.

ويشكّل صوت الطبول الخشبية التقليدية أساساً لهذا النمط الموسيقي. ويقول المسؤول عن المحتوى الموسيقي لدى تيك توك في أفريقيا يوفير بيلاي المعروف أكثر بلقبه كمنسّق أسطوانات سكتشي بونغو “إنّ أصوات الطبول هي بمثابة روح موسيقى الأمابيانو”.

وتجتاح هذه الموسيقى منذ سنتين القوائم الموسيقية لمنصات البث التدفقي بدءاً من لندن وصولاً إلى طوكيو.

ويعتبر المنتج الفرنسي المتخصص في الموسيقى الأفريقية مارتان ميسونييه أنّ “الأمابيانو نجحت في إضفاء طابع الغرابة على الموسيقى التجارية، وأتاحت للأشخاص اكتشاف نغمات لم تكن مألوفة لهم من قبل”.

وتعتبر الجنوب أفريقية كامو مفيلا التي فوجئت بنجاحها الشخصي السريع في القارة أنّ موسيقى الأمابيانو “تمثّل حركة ثقافية حقيقية”.

وتقول الشابة، وهي من خي سويتو في مدينة جوهانسبرغ، “تؤلف أغنية ذات يوم داخل مطبخك، ثم تُفاجأ في اليوم التالي بأنّك أصبحت نجماً”. وبعدما استضافتها منصة “بويلر روم” البريطانية المعروفة باستضافة أنجح منسقي الأغنيات في العالم، ستحيي مفيلا حفلاً إلى جانب المغني الأميركي كريس براون والنجم النيجيري بورنا بوي ضمن مهرجان “أفرو نايشن برتغا” المرتقب في يوليو.

ويشير توميلو نيدوندوي -وهو منسق موسيقى من جنوب أفريقيا وأحد مستكشفي الأمابيانو- إلى أنّ “أغنية واحدة جديدة من نوع الأمابيانو تُصدَر أسبوعياً”، معتبراً أنّ “تيك توك وإنستغرام لعبا دوراً مهماً في جعل نوع الأمابيانو مشهوراً”. ويقول “يمكن للفنان أن يطلق مسيرة مهنية عبر التيك توك”.

◙ الأمابيانو يعتبر نوعا مختلطا من الموسيقى
الأمابيانو يعتبر نوعا مختلطا من الموسيقى

وتساعد المنصات الإلكترونية المغنين على تحصيل مبالغ مالية في حال استُخدمت إحدى أغنياتهم في مقاطع فيديو منشورة عبر الإنترنت.

ويقول يوفير بيلاي الذي ينشئ رابطاً مباشراً بين الاتجاهات المنتشرة عبر مواقع التواصل والأغاني الأكثر استماعاً في منصات البث الموسيقي الرئيسية “كلّما أنشأتم المزيد من مقاطع الفيديو حصلتم على المزيد من العائدات المتعلقة بالملكية الفكرية”.

ويعتبر الأمابيانو نوعاً مختلطاً من الموسيقى، وتعود جذوره إلى موسيقى كوايتو، وهو نوع محلي من الهيب هوب ظهر في منطقة سويتو قبل ثلاثين عاماً بعد الإفراج عن رمز مكافحة نظام الفصل العنصري نيلسون مانديلا.

ويمثل الثنائي الموسيقي “أم أف أر سولز” الذي يضم منسقي الموسيقى توميلو نيدوندوي وتوميلو مابي أحد روّاد موسيقى الأمابيانو، من خلال أغنتيهما “لاف يو تونايت” عام 2019 والتي حققت أكثر من ثمانية ملايين مشاهدة عبر يوتيوب.

ويعتبر توميلو ومابي أنّ النجاح الفعلي يتمثل في رؤية “أشخاص ليست لديهم أدنى فكرة عن المعاني التي تحملها الكلمات يؤدون أغانينا خارج جنوب أفريقيا”.

15