الألوان تعود إلى صحيفتيْ "دار الصباح" التونسية بعد وعود الرئيس التونسي

تونس - عادت الألوان إلى صحيفتيْ “دار الصباح” التونسية، وذلك إثر الزيارة التي أداها الرئيس التونسي قيس سعيد ظهر الجمعة إلى المؤسسة، ولقائه بالعاملين فيها، وتعهده بجملة من الوعود لإنقاذ الدار. وشدد الرئيس قيس سعيد على أن “الدولة لا تفرّط في تاريخها”.
وقد صدرت صحيفة “الصباح” التونسية باللونين الأبيض والأسود على مدى أربعة أيام خلال الأسبوع الماضي وعنونت صفحتها الأولى بالبنط العريض: “دار الصباح في خطر”، تعبيراً عن الأزمة التي تعيشها الدار التي تصدر صحيفة “الصباح” إلى جانب “لوطون” الناطقة بالفرنسية.
ووجّه العاملون بجريدة “الصباح” التونسية رسالة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد لإنقاذ المؤسسة من الاندثار إذ تمرّ “دار الصباح” بوضع استثنائي وباتت مهددة بالتوقف عن إصدار صحفها إثر العجز عن التزود بالورق والحبر ومستلزمات الطباعة، مؤكدة عدم تمكنها من دفع أجور 128 عونا بين صحافيين وإداريين وفنيين.
وجاء في نص الرسالة أن “الحكومات المتعاقبة ما بعد الثورة لم تلتفت إلى ‘دار الصباح’ ولم تحاول حتى دعمها ولا حتى إعطاءها حقها بتنفيذ بعض الإجراءات والقرارات التي ظلت حبرا على ورق على غرار منحة كوفيد وتسوية الوضعية مع الصناديق الاجتماعية”.
وكشف رئيس تحرير صحيفتي “الصباح” و”لوطون” سفيان رجب أن دار النشر تعيش منذ 12 عاماً وضعية كارثية وصعبة، بعد مصادرتها من الدولة التونسية التي تمتلك 80 في المئة من أسهمها. وأضاف “على الرغم من سعينا للمحافظة على ديمومة الصحيفة واستقلالية خطها التحريري، فإننا نعيش اليوم وضعاً خطيراً يهدد باندثار هذه المؤسسة العريقة التي تحتفل بمرور 72 سنة على تأسيسها”.
وهذه هي المرة الثانية التي يجمع فيها الرئيس بين الصحافة المكتوبة وتاريخ البلاد ويؤكد فيها على أنه لن يسمح بالتفريط في المؤسسات الصحفية التي تواجه اليوم مخاطر الاندثار.
وسبق لقيس سعيد أن أدى زيارة فجئية في مارس الماضي إلى مقر مؤسسة “سنيب لابريس” التي تصدر صحيفتي “الصحافة” و”لابراس” الناطقة بالفرنسية بعد صدورهما أيضا بالأبيض والأسود. وذلك استجابة منه لنداء أبناء هذه المؤسسة التي تحتضر، كغيرها من مؤسسات الصحافة المكتوبة. وزار الرئيس المؤسسة بمناسبة احتفال مؤسسة “سنيب لابراس” بالذكرى الـ87 لتأسيسها.
وقال الرئيس التونسي إنه يعتبر هذه المؤسسة “جزءا من الذاكرة والهوية التونسية”. كما أكد “التزامه السياسي” بالعمل على تذليل الصعوبات التي تواجهها هذه المؤسسة وتطويرها وتحسين إنتاجها وظروف العمل فيها. ولا يعرف إن كانت الدولة مستعدة حاليا لضخ أموال في المؤسسات الإعلامية المصادرة “الخاسرة”.