الأكراد يواجهون عملية تهجير ممنهجة من ريف حلب الشمالي

دمشق - كشفت مصادر مطلعة، الإثنين، عن السماح لبعض العائلات الكردية من مهجري عفرين بمغادرة حيي الشيخ مقصود والأشرفية إلى الطبقة في ريف الرقة، وسط تحذيرات من أن هناك نوايا مبيتة لتهجير المكون الكردي من المنطقة.
ويقطن نحو 150 ألف سوري كردي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية الواقعين في ريف حلب الشمالي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن هناك عملية تهجير جارية للمكون الكردي بإشراف تركي وأممي، بعد أن ذبح ما يسمى الجيش الوطني السوري ثلاثة أشخاص في تل رفعت.
وأشار عبدالرحمن إلى أن هناك اليوم أصواتا في تركيا تتحدث عن “حلب 82” أي رقم الولاية التركية الجديدة، لافتا إلى أن أنقرة فتحت عملية “فجر الحرية” من أجل تهجير الأكراد من ريف حلب الشمالي.
نحو 150 ألف سوري كردي يقطنون في حيي الشيخ مقصود والأشرفية الواقعين في قطاع ريف حلب الشمالي
من جهتها نقلت وكالة رويترز عن مصدرين بالمعارضة السورية وأحد السكان قولهم إن قوات وحدات حماية الشعب الكردية بدأت الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرتها في القطاع الشمالي الشرقي من مدينة حلب بموجب اتفاق مع قوات المعارضة.
وذكر المصدران أن الاتفاق على الانسحاب من الشيخ مقصود وبستان الباشا ومناطق أخرى في المدينة يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق في شمال شرق سوريا تحت سيطرة الأكراد.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، طالبت في وقت سابق بإجلاء المدنيين الأكراد من محيط مدينة حلب إلى معاقلها في شمال شرق البلاد، غداة سيطرة “الجيش الوطني السوري” الموالي لأنقرة على تل رفعت.
وسيطرت قوات الجيش الوطني الأحد على مدينة تل رفعت الواقعة شمال مدينة حلب، في إطار هجوم شنته بموازاة هجوم هيئة تحرير الشام وتنظيمات متحالفة معها على مدينة حلب التي باتت خارج سيطرة القوات السورية لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركيا والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري، في بيان “نعمل على التواصل مع كافة الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء” في ريف حلب الشمالي “باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرق البلاد.”
الاتفاق على الانسحاب من الشيخ مقصود وبستان الباشا ومناطق أخرى في المدينة يسمح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق في شمال شرق سوريا تحت سيطرة الأكراد
وأوضح عبدي أن قواته تدخلت بعد “انسحاب الجيش السوري وحلفائه” من حلب، من أجل “فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر، لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر.”
وتل رفعت في الأساس مدينة ذات غالبية عربية، لكن مع شنّ أنقرة والفصائل الموالية لها هجوما على منطقة عفرين عام 2018، ثم سيطرتها عليها، تدفّقت عشرات آلاف العائلات الكردية إليها.
وتقع المدينة في جيب يسيطر عليه المقاتلون الأكراد في ريف حلب الشمالي. وغالبا ما تشهد تل رفعت مناوشات بين القوات الكردية والفصائل السورية الموالية لأنقرة، التي تسيطر على مناطق في محيطها.
ولطالما لوّحت تركيا خلال السنوات الماضية بمهاجمة منطقتي تل رفعت ومنبج، باعتبارهما جزءا من “منطقة آمنة” قالت سابقا إنها تريد إقامتها قرب حدودها الجنوبية.
وجاءت السيطرة على تل رفعت الأحد، تزامنا مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على أحياء مدينة حلب.
ومنذ الأربعاء، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها مع تنظيم القاعدة) مع فصائل أقل نفوذا، هجوما مباغتا يعد الأعنف منذ سنوات في محافظة حلب (شمال) حيث تمكنت من التقدم، بموازاة سيطرتها على العشرات من البلدات والقرى في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) المجاورتين.
وتشهد سوريا منذ 2011 نزاعا مدمرا أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص واستنزف الاقتصاد وأدى إلى تشريد وتهجير أكثر من نصف عدد سكانها.