الأكراد يطالبون موسكو وواشنطن بردع أردوغان

موسكو المتحالفة مع دمشق، تدعو تركيا إلى ضبط النفس في استخدامها للقوة العسكرية “المفرطة” في سوريا وعدم تصعيد التوترات.
الأربعاء 2022/11/23
تدخل وشيك

القامشلي (سوريا) – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إن تركيا ستهاجم المسلحين بدبابات وجنود، وذلك في إشارة إلى احتمال شن هجوم بري على جماعة كردية مسلحة في سوريا، بعد تصاعد العمليات الانتقامية بطول الحدود السورية، فيما دعا الأكراد روسيا والولايات المتحدة إلى ردع الرئيس التركي.

ودعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي موسكو وواشنطن إلى منع التصعيد. وقال “تتركز مساعينا الأساسية حاليا على خفض التصعيد من قبل الطرف التركي، وسنفعل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك من خلال التواصل مع جميع المعنيين في الملف السوري”.

وشدد عبدي “لدينا استعدادات للدفاع عن المنطقة، لكننا نطلب من جميع الأطراف، سواء الأميركيين أو الروس، أن تفي بالتزاماتها بمنع هجوم جديد”.

مظلوم عبدي: على موسكو وواشنطن أن تفيا بالتزاماتهما بمنع هجوم جديد
مظلوم عبدي: على موسكو وواشنطن أن تفيا بالتزاماتهما بمنع هجوم جديد

وتأتي دعوة الأكراد في وقت قالت مصادر تركية ومن المعارضة السورية إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، لأول مرة لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحشدت حلفاء سوريين لتوسيع الحملة على الأرجح.

ووقعت الغارات بطائرات “أف – 16” في الأيام القليلة الماضية مع تصعيد تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية من الضربات المتبادلة التي أدت إلى مقتل مدنيين على جانبي الحدود، عندما قالت أنقرة إنها كانت ترد بعد انفجار أوقع قتلى في الثالث عشر من نوفمبر بإسطنبول.

وفي حين نفذت تركيا عدة عمليات كبيرة في شمال سوريا في السنوات القليلة الماضية، فقد استخدمت طائرات مسيّرة في العديد من الضربات الجوية، بالنظر إلى أن واشنطن المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب، وموسكو، حليفة دمشق، تسيطران على جزء كبير من المجال الجوي.

وقد يشير استخدام تركيا للمجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، حسبما ورد، إلى نفوذ أنقرة المتزايد لدى موسكو وواشنطن. وعمدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، إلى توازن موقفها الدبلوماسي منذ غزو روسيا لأوكرانيا، إذ انتقدت الغزو لكنها عارضت العقوبات الغربية على روسيا.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن الطائرات لم تُستخدم قط في الأجواء السورية أو الروسية أو الأميركية في الضربات الجوية الأخيرة على قواعد المسلحين الأكراد في سوريا، وإن الطائرات قصفت جميع الأهداف من داخل المجال الجوي التركي.

ومع ذلك، قال مسؤول أمني تركي كبير وشخصيتان بارزتان في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي، إن طائرات مقاتلة حلقت داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة، وإن أنقرة على اتصال مع روسيا بشأن هذا الأمر.

وقال المسؤول الأمني التركي “استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا. وأُجري بعض التنسيق مع هذين البلدين”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن أبلغت أنقرة قلقها البالغ من تأثير التصعيد على هدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

Thumbnail

وأضاف في ردود عبر البريد الإلكتروني على أسئلة “تم حث تركيا على عدم شن مثل هذه العمليات، وبالمثل تماما تم حث شركائنا السوريين على عدم شن هجمات أو التصعيد”.

وتحالفت الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مما تسبب في خلاف عميق مع تركيا.

كما دعت موسكو، المتحالفة مع دمشق، تركيا إلى ضبط النفس في استخدامها للقوة العسكرية “المفرطة” في سوريا وعدم تصعيد التوترات. وأكدت مصادر أن تركيا أعدت معارضين سوريين بالوكالة لعملية موسعة محتملة في شمال سوريا، لكن لم تتخذ قرارها بعد.

ويرى محللون أن تركيا ما كان لها أن تقوم باختراق المجال الجوي السوري الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة دون تنسيق مسبق معهما، لكن السؤال الآن هو هل ستسمح واشنطن وموسكو لأنقرة بشن عملية اجتياح بري؟

ويشير هؤلاء إلى أن أردوغان ربما تمكن من اقتلاع ترخيص أميركي – روسي لضربة جوية محددة الأهداف مسبقا ومحدودة في الزمان والمكان، لكن الحصول على إذن باجتياح بري مسار أكثر تعقيدا.

2