الأكاديمية الفرنسية تتوج ثمانية أجانب بينهم المغربي عبدالفتاح كيليطو

تتويج الأكاديمية الفرنسية غير الفرنسيين بعدد من جوائزها يشكل انفتاحا قل مثيله على العالم الناطق بالفرنسية.
السبت 2024/06/22
انفتاح على العالم الناطق بالفرنسية

باريس - أعلنت الأكاديمية الفرنسية أن ثماني من جوائزها هذه السنة مُنحت لأجانب، بينهم الكاتب والأكاديمي المغربي عبدالفتاح كيليطو، ما يشكّل انفتاحا قل مثيله على العالم الناطق بالفرنسية.

وكانت الأكاديمية التي كانت في سبعينات القرن السابع عشر السباقة إلى منح جوائز أدبية، انتخبت في سبتمبر الفائت الكاتب الفرنسي اللبناني الأصل أمين معلوف أمينا دائما لها. وجعل معلوف الانفتاح على البلدان الأخرى الناطقة بالفرنسية إحدى أولوياته.

انتُخب الكاتب الفرنسي – اللبناني أمين معلوف أمينا دائما للأكاديمية الفرنسية، خلفا لإيلين كارير دانكوس التي توفيت في أغسطس 2023، في نتيجة متوقعة إثر منافسة مع الكاتب جان كريستوف روفان.

ويواجه معلوف في مهمته الجديدة منذ انتخابه عدة تحديات لإنقاذ المؤسسة وتجديد دمائها. أولها الشؤون المالية، حيث تعاني الأكاديمية الفرنسية، كغيرها من فروع معهد فرنسا، من وضع مالي حساس، إذ تعيش على عائدات أصولها المالية، وعلى الهبات والتركات. علاوة على مهمة أعمق تتمثل في مواجهة تراجع الفرنكوفونية في العالم بحكم ظروف متداخلة معقدة.

ومن بين الجوائز التي منحتها الأكاديمية هذا العام اثنتان مخصصتان أصلا بطبيعتهما للأجانب، هما الجائزة الكبرى للفرنكوفونية التي ذهبت إلى عبدالفتاح كيليطو، والميدالية الكبرى للفرنكوفونية التي نالها الأستاذ الجامعي الأميركي إدوين إم. دوفال.

الأكاديمية الفرنسية تعاني، كغيرها من فروع معهد فرنسا، من وضع مالي حساس، إذ تعيش على عائدات أصولها المالية، وعلى الهبات والتركات

وحصلت الكندية إيلين دوريون على الجائزة الكبرى للشعر عن مجمل أعمالها بعدما أصبحت أول كاتبة على قيد الحياة تُدرج نصوصها في برنامج البكالوريا الفرنسية.

وحصل الإيطالي البلجيكي سلفاتوري أدامو على الميدالية الكبرى للأغنية الفرنسية، والسويسري رودي إمباخ الذي يكتب باللغتين الفرنسية والألمانية على الجائزة الكبرى للفلسفة.

أما جائزة إيرفيه ديلوين الكبرى التي تُمنح لمن يسعون إلى جعل الفرنسية لغة عالمية، فكانت من نصيب الفيلسوف الأوكراني الفرنكوفوني كونستانتين سيغوف.

ومن بين الفائزين بجائزة تألق اللغة والأدب الفرنسيين، الأميركية دانا كريس المتخصصة في أدب لويزيانا، والمؤرخ الإيطالي فرانشيسكو ماسا، والفرنسي الأفغاني الأصل إيمانويل خيراد، مقدّم برنامج “المكتبة الفرنكوفونية” La Librairie francophone الذي يبث في دول عدة لكنّ إذاعة “فرانس إنتر” قررت وقفه.

وأعطيت جائزة مورون الكبرى للإسرائيلي دانييل س. ميلو عن كتابه “لا سورفي دي ميديوكر” La Survie des mediocres الذي نُشر بداية باللغة الإنجليزية.

ومن أبرز الفائزين الآخرين فلوريان زيلر الذي نال جائزة المسرح، ورسّام الكاريكاتور بلانتو الذي حصل على جائزة ليون دو روزن المخصصة لعمل في مجال البيئة والمخرج باسكال بونيتزر (جائزة السينما).

ويذكر أن الأكاديمية الفرنسية من أقدم المؤسسات المستمرة في عملها على الإطلاق، إذ تأسست سنة 1635، وقد تم تأسيسها في عهد الملك لويس الثالث عشر من قبل الكاردينال ريشيليو، من مهماتها الحفاظ على اللغة الفرنسية. وعلى امتداد تاريخها الذي يعود إلى أربعة قرون خلت، ساهمت بشكل كبير في نشر الثقافة الفرنسية.

12