الأقلية المسلمة في تراقيا محل توتر متجدد بين اليونان وتركيا

وزارة الخارجية اليونانية تستنكر تصريحات مولود جاويش أوغلو وتشدد على أن المسلمين في تراقيا يونانيون.
الأحد 2021/05/30
زيارة مثيرة للجدل

كوموتيني (اليونان) – أثارت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال زيارته أقلية مسلمة في تراقيا غضب اليونان.

وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان إن "اليونان ترغب في تحسين علاقاتها مع تركيا لكن مع احترام القانون الدولي كشرط مسبق"، مشددة على أن "الأقلية المسلمة في تراقيا تعد حوالي 120 ألف شخص، يونانيين".

وتابعت أن "المحاولات المستمرة من تركيا لتحريف هذه الحقيقة وكذلك مزاعم عدم حماية حقوق هؤلاء المواطنين أو التمييز، لا أساس لها من الصحة ومرفوضة بالكامل".

وبدأ وزير الخارجية التركي الأحد زيارة إلى اليونان بالتوجه للقاء الأقلية المسلمة في تراقيا، وقام بزيارة مدرسة ثم قرية والقنصلية التركية، حيث التقى ممثلين للأقلية المسلمة.

وكتب جاويش أوغلو في تغريدة عند هبوطه في مطار ألكسندروبوليس في شمال شرق اليونان قرب الحدود التركية، "في اليونان للقاء أفراد من الأقلية التركية في تراقيا الغربية ومناقشة علاقاتنا الثنائية".

وتابع في تغريدة أخرى "لقد أكدت أننا سنقف على الدوام بثبات إلى جانب الأقلية التركية في نضالها من أجل حقوقها، وأكدت مرة أخرى دعمنا الحازم".
 

ويشكل وضع الأقلية المسلمة في تراقيا أحد مواضيع الخلاف الكثيرة بين البلدين.

وتصف أثينا هذه الأقلية بأنها تضم مسلمين متعددي الإثنيات، وتضم منطقة تراقيا الغربية اليونانية ما يصل إلى 150 ألف مسلم نالوا وضع أقلية بعد معاهدة لوزان عام 1923، عند نهاية الحرب بين تركيا واليونان والتي أذنت بسقوط السلطنة العثمانية.

وتقول تركيا باستمرار إن اليونان لا تحمي بشكل جيد حقوق هذه الأقلية التي يتحدر الكثير من أفرادها من أصول تركيا أو هم ناطقون بالتركية.

وأثار جاويش أوغلو هذه المسألة ذاتها في منتصف أبريل خلال مؤتمر صحافي عاصف مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس.

وقال جاويش أوغلو آنذاك "أنتم لا تسمحون للأقلية التركية بأن تطلق على نفسها تسمية تركية. أنتم تسمونهم مسلمين". وأضاف متوجها إلى ديندياس الذي نقل من جانبه استياء اليونان العميق من تحويل تركيا العام الماضي كاتدرائية آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، "إذا كانوا يعتبرون أنفسهم أتراكا فهم أتراك، عليكم أن تعترفوا بذلك".

ومن المقرر أن يلتقي جاويش أوغلو الاثنين في أثينا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ونظيره ديندياس، في محاولة للحفاظ على الحوار بعد تدهور العلاقات بين البلدين، إثر إرسال أنقرة العام الماضي سفينة للتنقيب عن الغاز بمواكبة أسطول بحري إلى المياه الإقليمية المتنازع عليها.

وكان وزير الخارجية التركي أعلن في وقت سابق أن هدف زيارته هو التحضير للقاء ثنائي بين ميتسوتاكيس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل في 14 يونيو.

ويُنظر إلى تبادلات الزيارات على أنها جزء من الجهود الجارية لتخفيف التوترات بين البلدين، ويتعلق جزء من الخلافات بين الجانبين بسياسة الهجرة واحتياطيات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.

واعتبرت وسائل إعلام يونانية أن زيارة جاويش أوغلو تشكل "اختبارا" قبل لقاءاته في أثينا، ورأت في الزيارة إلى تراقيا محاولة للرد بعد صدامه مع نظيره اليوناني خلال زيارته إلى أنقرة في منتصف أبريل.

واعتبرت صحيفة "بروتو ثيما" اليونانية الأحد أن زيارة جاويش أوغلو إلى تراقيا تشكل لحظة "حرجة" للجهود الأخيرة، الهادفة إلى تمهيد الطريق أمام لقاء بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني خلال قمة حلف شمال الأطلسي.

وقالت الناطقة باسم الحكومة اليونانية أريستوتيليا بيلوني الخميس إن "زيارة تراقيا زيارة خاصة. اليونان بلد منفتح وديمقراطي لا يحظر الزيارات الخاصة. في ما يتعلق بالأقلية (في تراقيا)، فإنها تستفيد من وضع مساواة".