الأقصر تحتضن نقاش أكاديميين عرب لبحوث حول الفنون التشكيلية والعولمة

مؤتمر “الفنون التشكيلية وخدمة المجتمع.. الفن والاتصال في سياق العولمة”، يهدف إلى تعزيز التواصل مع الجامعات العربية والدولية.
الجمعة 2020/12/11
الفنون التشكيلية أوج الحضارة

الأقصر( مصر) - يجتمع قرابة مئة باحث وأكاديمي وفنان تشكيلي من 10 جامعات عربية في مؤتمر علمي تستضيفه مدينة الأقصر المصرية السبت المقبل ولمدة ثلاثة أيام.

ويناقش المؤتمر، الذي تشارك فيه مصر والسعودية والإمارات والأردن والعراق، قضايا الفنون التشكيلية وتفاعلها مع التحولات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للعولمة.

ويقام المؤتمر، الذي تنظمه كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصر المصرية، برعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار، ووزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم.

وقال رئيس جامعة الأقصر الدكتور محمد محجوب عزوز، في بيان صحافي، إن المؤتمر، الذي يحمل عنوان “الفنون التشكيلية وخدمة المجتمع.. الفن والاتصال في سياق العولمة”، يهدف إلى تعزيز إمكانيات الجامعة في مجال التواصل مع الجامعات العربية والدولية، في مختلف المجالات البحثية، وذلك لما تحققه مثل تلك المؤتمرات من إثراء لعملية البحث العلمي.

وأوضح أنه بجانب ذلك فسيخرج المشاركون بتصور واضح حول إمكانية إعادة النظر في ما للعولمة من تأثيرات على مفاهيم التراث والهوية الثقافية وسبل التعامل الأمثل مع تلك التاثيرات والمستجدات، من أجل بناء جيل يعي حدود رسالته، ويرتكز على وعي معرفي أصيل. وبحسب رئيس المؤتمر الفنان الدكتور محمد عرابي، فإن الأبحاث التي سيتم مناقشتها بالمؤتمر، تتناول في مجملها الموضوعات ذات الصلة بالفنون التشكيلية، وما تمثله العولمة من إيجابيات وتحديات في المجتمع المعاصر.

المؤتمر يسعى إلى إعادة النظر في ما للعولمة من تأثيرات على مفاهيم التراث والهوية الثقافية وسبل التعامل معها

وبحسب عرابي، فمن المهم أن تحتضن مدينة الأقصر هكذا فعالية تناقش قضايا الفن والحضارة في الراهن، نظرا إلى مكانتها التاريخية، حيث تعد من أعرق وأغنى مدن العالم، بالأعمال التشكيلية، التي يرجع تاريخها لأكثر من خمسة آلاف عام، ففي غرب المدينة، ترك الفراعنة العشرات من المعابد، وقرابة 800 مقبرة للملوك والملكات والأشراف والنبلاء، وهي مليئة باللوحات الفنية، والتماثيل الضخمة، حينا والصغيرة حينا آخر، بجانب العشرات من قطع الأوستراكا، التي رسمت عليها رسوم كاريكاتيرية ساخرة، رسمها قدماء المصريين، للسخرية من حكامهم، ومن الحياة بكل إشكالها وصورها.

ويقول المهتمون برصد تاريخ الحركة الفنية التشكيلية في العالم، بأنه لولا هؤلاء الفنانين التشكيليين، الذين كانوا ينتشرون في الأقصر، وغيرها من مدن مصر التاريخية، مثل أسوان وقنا وسوهاج والمنيا والجيزة وغيرها، لما عرفنا شيئا عن الحياة في مصر القديمة، ولما عرف العالم شيئا عن تاريخ الفراعنة وفنونهم وعلومهم، فمعظم المعلومات التي توفرت عن الحياة في مصر القديمة وعن تاريخ ملوكها أتت من تلك الأعمال التشكيلية، التي تكتسي بها جدران وأسقف معابد ومقابر الفراعنة، التي احتوت على أروع الفنون والنقوش والرسوم وأعمال نحت التماثيل واللوحات الجدارية.

ومن جانبه قال عميد كلية الفنون الجميلة في الأقصر، الدكتور يوسف محمود، في تصريح، لوكالة الأنباء الألمانية، الخميس، إن الكلية  تقيم هذا المؤتمر العلمي بشكل سنوي، وأن هذا هو المؤتمر السادس، ويأتي هذا العام في ظل طفرة الاتصال والتكنولوجيا التي يشهدها العالم، والتي أفرزت العديد من الممارسات الفنية والثقافية والعلمية، في تخصصات عـديدة متقاطعة.

وأضاف أن المؤتمر بنسقيه العلمي والفني يسعى إلى تحقيق التواصل بين الباحثين والفنانين التشكيليين في بحث ومناقشة الموضوعات ذات الصلة بتخصصات الفنون والدراسات الإنسانية والهندسة المعمارية والعلوم والصناعة، ودراسة مضامين العولمة وآثارها على مفاهيم التراث والهوية الثقافية، والعلاقة بين الفن والاقتصاد، بالتضافر مع مجالات السياحة والآثار.

بدورها، رأت الأمين العام للمؤتمر، الدكتورة داليا صالح فرح أن المؤتمر يعد مناسبة جيّدة لبحث التفاعلات بين الفن والتعليم والمسؤولية المجتمعية، من خلال 60 بحثا تقدم بها 74 باحثا وباحثة.

وتشهد مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر حالة من الحراك الفني والبحثي عبر استضافة عدد من الفعاليات الفنية والعملية، التي تستهدف إحياء الدور الثقافي والتاريخي للمدينة، التي تضم بين جنباتها العشرات من المعابد والمئات من المقابر التي شيّدها قدماء المصريين.

14