الأفغان ينشدون السلام لكن ليس على طريقة طالبان

طالبان تؤكد أن مواقفها أصبحت أقل تشددا حول بعض المسائل الاجتماعية، لكن السكان الذين يعيشون في المناطق تحت سيطرتها لا يؤيدون هذا الرأي
الاثنين 2019/03/18
سلام لا يستوعبه معجم طالبان

كابول - يحلم ذبيح الله الجالس في صالون الحلاقة الذي يملكه في كابول بتحقيق السلام في أفغانستان لكن ليس على حساب عودة شرطة دينية تطارد الأشخاص بسبب ملابسهم أو تسريحات شعرهم.

وقال الشاب البالغ من العمر 25 عاما “أذكر بأن شرطة طالبان الدينية كانت تأتي كل يوم بشبان لحلق رؤوسهم قصاصا لهم لأنهم تجرأوا على القيام بتسريحات”.

وطردت طالبان من الحكم في 2001 وباتت كابول مليئة اليوم بمحلات الحلاقة التي تكتظ بزبائن يبحثون عن آخر صيحات الموضة الغربية على أصداء موسيقى البوب.

والشعب الأفغاني فتي مع ثلثي الأشخاص تحت عتبة الـ25 من العمر. ويقدر عدد سكان أفغانستان بـ35 مليون شخص، نشأ الملايين منهم في المدن بعد أن طردوا من الأرياف بسبب المعارك.

وذبيح الله من هذا الجيل الذي يضم العديد من الناشطين والصحافيين وعارضي الأزياء أو أفرادا مشهورين على مواقع التواصل الاجتماعي، والرافض تماما لأيديولوجية طالبان.

ولكن كلما طالت مفاوضات السلام بين المتمردين والولايات المتحدة وأظهرت تقدما متزايدا، يدركون أنه يمكن لطالبان العودة إلى اللعبة السياسية ما يقلقهم كثيرا.

ويكشف النقاش حول ما يمكن للأفغان القبول به لقاء السلام شرخا اجتماعيا في البلاد، خاصة بين شباب المدن وشباب الريف.

والنساء اللواتي أرغمن من قبل طالبان في حينها على ملازمة المنازل وارتداء البرقع، يؤيدن مواقف الشباب ويحذرن من أنهن تغيرن منذ 2001 ولن يساومن على حقوقهن بتاتا.

وتقول ديبا (21 عاما) التي تقدم الأخبار على قناة “زان”، “بالنسبة لطالبان مشاهدة مقدمة على شاشة التلفزيون أمر لا يحتمل، وبالنسبة لي أن أخسر حريتي أمر لا يحتمل”.

ويبدو أن سكان الأرياف حيث تسود التقاليد المحافظة والذكورية خلافا لسكان كابول، أقل ترددا في قبول القيود المفروضة من طالبان. ولفريد الله وهو بستاني في الـ23 من عمره يعيش في منطقة ريفية في قندهار (جنوب) عادات ليبرالية نسبيا إذ يحلق لحيته ويستمع إلى الموسيقى.

وإذا عاد حكم طالبان قد يخسر هذه الحريات، فيما تؤكد طالبان من جهتها أن مواقفها أصبحت أقل تشددا حول بعض المسائل الاجتماعية. لكن السكان الذين يعيشون في المناطق تحت سيطرة طالبان لا يؤيدون هذا الرأي. ولم تكشف الحركة في هذه المرحلة بوضوح الدور الذي تريد الاضطلاع به في حكم البلاد والمجتمع المدني، واكتفت بالقول إنها ترغب في تطبيق “نظام إسلامي”.

ويقول فرشد (23 عاما) وهو بائع يعمل في محل للملابس الغربية والقبعات، إنه مستعد لقبول تحول المتجر إلى بيع العمامات التقليدية إذا كان ذلك الثمن لوقف المعارك. مضيفا “آمل فقط ألا يمسوا قصة شعري”.

5