الأغنية الشعبية المغربية نجمة مهرجان العيطة المرساوية

موضوع "فن العيطة بين الأصل ومحاولات التجديد" شكل محور ندوة فكرية نظمت بمشاركة ثلة من الباحثين والمتخصصين.
الاثنين 2024/07/22
فن مغربي أصيل

سطات (المغرب) – تنعقد الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية في ثلاث مدن مغربية هي الدار البيضاء وسطات والواليدية، في الفترة الممتدة بين 12 و27 يوليو الجاري، والذي تنظمه كل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات، بالتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء.

ويتضمن برنامج الدورة التأسيسية سهرات فنية تحييها فنانات وفنانون وفرق فن العيطة، كما يشمل عقد ندوات وعروض أفلام سينمائية وتنظيم معرض حول فن العيطة وأجناسها وأنماطها لتسليط الضوء على هذا التراث الموسيقي العريق، وإطلاع الشباب على هذا الفن الأصيل وفتح النقاش بين الفاعلين حول الغناء الشعبي.

وشكل موضوع “فن العيطة بين الأصل ومحاولات التجديد” محور ندوة فكرية نظمت بمشاركة ثلة من الباحثين والمتخصصين.

في أجواء حماسية وبحضور جمهور غفير ومتحمس لمتابعة المهرجان الفني ألهب الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي الجمهور بباقة من أشهر الأغاني الشعبية المغربية

وسلط المتدخلون الضوء على غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي، وخصوصا فن العيطة الذي يعتبر أحد الفنون الشعبية التي تحافظ على حضور قوي في النسيج الثقافي المغربي، لاسيما في عمقه اللامادي.

وشددوا على ضرورة العمل على صون تاريخ فن العيطة، والبحث في سبل استثمار هذا الفن الغني في العديد من مجالات السينما والأدب، رواية ومسرحا وقصة، بالإضافة إلى مجال الغناء.

وأبرز الناقد شعيب حليفي أن تفاعل هذه الفنون يمكن أن يعطي لفن العيطة حياة جديدة، حياة يمكن أن تقدم شيئا جديدا من صميم هويتنا وثقافتنا، مبرزا أن هذا الغناء الشعبي ليس غناء بدويا انتقل من القرية إلى المدينة وتجدد وتفاعل بل يلمح إلى عدد من الأحداث والتواريخ لجهاد المغاربة في عدد من المحطات ضد المستعمر وكيف استثمرت هذه الأغنية الشعبية في الموروث الثقافي والصوفي والاجتماعي في عدد من أبعادها.

وارتباطا بذلك اعتبر الباحث الأكاديمي الحبيب ناصري أن فن العيطة يعتبر من أجمل ما أبدع الفنان المغربي الشعبي، مضيفا أن التجارب السينمائية المغربية التي انفتحت فيها السينما على الفنون الشعبية، ومن ضمنها فن العيطة، تمكنت من جذب المتلقي وحققت نجاحات لافتة، مستفيدة خاصة من البعد الجمالي الذي منحته إياها العيطة.

وأضاف أن السينما استفادت كثيرا من انفتاحها على الفنون الشعبية، وأنه في زمن العولمة أصبح ضروريا التشبث بـ”تمغرابيت”.

وإلى جانب الندوة كان جمهور مدينة سطات على موعد مع سهرات فنية متميزة، منها سهرة جمعت نجوم الأغنية الشعبية المغربية سعيد الصنهاجي وسعيد ولد الحوات، إضافة إلى العايدي قربال.

وفي أجواء حماسية وبحضور جمهور غفير ومتحمس لمتابعة المهرجان الفني ألهب الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي الجمهور بباقة من أشهر الأغاني الشعبية المغربية.

السينما استفادت كثيرا من انفتاحها على الفنون الشعبية، وأنه في زمن العولمة أصبح ضروريا التشبث بـ"تمغرابيت"

وغصت الساحة بالآلاف من الجماهير التي تفاعلت مع الصنهاجي تارة بمشاركته أداء المقاطع الغنائية، وتارة أخرى بالرقص على  إيقاعاتها. ولم يكن الفنان الشعبي سعيد ولد الحوات وفرقته الموسيقية وقبلهما مجموعة ولاد بن قلابال العايدي أقل تألقا، إذ تجاوبت معهم الجماهير بحماس كبير.

وبالمناسبة أعرب سعيد الصنهاجي عن سعادته للقاء جمهور مدينة سطات المعروف بعشقه للأغنية الشعبية، مبرزا أهمية مثل هذه المهرجانات في الحفاظ على الأغنية المغربية الشعبية وتثمينها.

وبهذا الحفل المتميز يكون قد أسدل الستار على المحطة الثانية من مهرجان العيطة المرساوية، ليحط المهرجان الرحال الأسبوع المقبل بمدينة الدار البيضاء، محطته الثالثة والأخيرة، حيث سيكون الجمهور على موعد مع باقة من أشهر أسماء الأغنية الشعبية من بينهم زينة الداودية وأولاد البوعزاوي والحاج مغيث وعبدالعزيز الستاتي وخالد البوعزاوي ومصطفى بوركون ومصطفى الميلس ومنى السطاتية، وآخرون.

وفن العيطة الذي يعتبر تراثا موسيقيا تقليديا هو الأكثر انتشارا في المغرب ومازال يؤثث منصات حفلات زهو القبيلة وطربها الشعبي. واختلف المهتمون بالتراث في تاريخ نشأة هذا الفن، إلا أنهم يتفقون على أنه موغل في القدم واعتمد الآلات الإيقاعية في بداياته ثم دخلت عليه آلات وترية، ويسمّى المطربون والمطربات بالشيوخ والشيخات.

ويعود أصل كلمة “العيطة” إلى اللهجة المغربية وهي كلمة مأخوذة من “العياط” أي النداء. وينقسم فن العيطة إلى عدة أقسام بحسب المناطق الجغرافية؛ منها العيطة المرساوية والغرباوية والحوزية والملالية والحصباوية، وغيرها.

14