الأعياد المسيحية تنشط السياحة الإسلامية في القدس الشرقية

القطاعات السياحية في القدس تحاول استعادة عافيتها بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بها إثر إغلاق عامي 2019 و2020.
الأربعاء 2022/12/21
بداية تعاف بعد انحسار جائحة كورونا

القدس - عادة ما تفضل العائلات المسيحية قضاء فترة أعياد الميلاد في منازلها، ولكن إجازات هذه الأعياد تشجع السياحة الإسلامية كذلك في مدينة القدس الشرقية.

وتسبق الأعياد المسيحية حركة سياحية أجنبية نشطة، تستأنف بعد انتهاء فترة الأعياد، ثم ما تلبث أن تبدأ فترة شهر رمضان لهذا العام، حيث تصل السياحة ذروتها في المدينة المقدسة.

ويمكن رؤية بوادر السياحة النشطة في أسواق البلدة القديمة من المدينة وما حول أسوارها وفي الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية.

وتحاول القطاعات السياحية في القدس استعادة عافيتها بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بها إثر إغلاق عامي 2019 و2020، وإلى حد ما عام 2021 جراء تفشي جائحة كورونا.

سامي أبودية، الذي يملك ثلاثة من أكبر الفنادق في القدس بينها الأمبسادور، يقول “بعد عامين من وقف العمل عاد النشاط السياحي إلى ما قبل الجائحة، وبتقديري المدينة بحاجة إلى 20 فندقا إضافيا من أجل استيعاب السياحة الوافدة إليها”.

ويردف “حاليا، السياحة الوافدة من الولايات المتحدة الأميركية هي الأقوى، تليها القادمة من المكسيك والبرازيل، أما في ما يتعلق بالسياحة الوافدة من أوروبا فهي ليست بالأعداد التي نتوقعها”.

السياحة تواجه معيقات إذ تحاول مكاتب السياحة الإسرائيلية تجنيب السياح زيارة أسواق البلدة القديمة في القدس

ويلفت أبودية إلى أن “خلال فترة أعياد الميلاد الحالية، هناك سياحة إسلامية نشطة وافدة من أوروبا، فكما هو معلوم هناك إجازات خلال فترة الأعياد، وفي تلك الفترة يأتي المسلمون من أوروبا إلى القدس بأعداد كبيرة”.

ويضيف “يأتون من هذه الدول بجوازات سفر أوروبية ويزورون المدينة.. الحديث هنا عن الآلاف من السياح الذين يقيمون فقط بفنادق في القدس الشرقية”.

لكن السياحة في القدس الشرقية تواجه معيقات إسرائيلية، إذ تحاول مكاتب السياحة الإسرائيلية تجنيب السياح الأجانب زيارة أسواق البلدة القديمة ذات الأغلبية العربية.

ويشير أبودية إلى أن نسبة الإشغال بفنادق القدس الشرقية جيدة جدا، لاسيما وأنها تتزامن مع حركة سياحية نشطة من الولايات المتحدة والمكسيك.

ويرجح رجل الأعمال الفلسطيني قدوم عشرات الآلاف من السياح من مختلف أنحاء العالم، بدءا من موعد انتهاء فترة أعياد الميلاد، متوقعا أن تعاود السياحة الوافدة من أوروبا نشاطها خلال العام المقبل.

ويتابع “الأمر يعتمد على الأوضاع السائدة في أوروبا، فإذا ما تحسنت الأوضاع هناك فإن السياحة النشطة ستعود إلى ما كانت عليه قبل العام 2019”.

ويضيف موضحا “بطبيعة الحال عكست الأوضاع السائدة حاليا في أوروبا بنفسها على عدد السياح القادمين إلى القدس”.

السياحة الوافدة من الولايات المتحدة الأميركية هي الأقوى، تليها القادمة من المكسيك والبرازيل

ومع ذلك، يستدرك قائلا “نواجه صعوبات في استيعاب السياحة الوافدة إلى القدس في فبراير ومارس القادمين، بسبب الارتفاع الكبير في الحجوزات في فنادق القدس الشرقية. ونتيجة لذلك فإننا سنتوجه إلى الفنادق في بيت لحم، من أجل استيعاب السياح غير القادرين على استيعابهم في فنادق الشرقية”، ويقدر أبودية وجود أقل من 1400 غرفة فندقية بفنادق القدس الشرقية.

ووفق المتحدث، “هذا العدد من الغرف الفندقية غير كاف لاستيعاب الزيادة المطردة بأعداد السياح، ولذلك تلجأ فنادق القدس إلى بيت لحم المجاورة، وفي بعض الأحيان إلى فنادق القدس الغربية”.

ويضيف “السياح بشكل عام يفضلون الفنادق في القدس الشرقية بسبب قربها الشديد من البلدة القديمة التي فيها الأماكن الدينية والتاريخية”.

ويعتبر أبودية أن القطاع السياحي في القدس الشرقية عاد بشكل كبير إلى ما كان سائدا قبل الجائحة، “لكنه بحاجة إلى بعض الوقت للتعافي من الخسائر التي تكبدها هذا القطاع”.

ويقول “عدنا إلى ما قبل جائحة كورونا، فأفواج السياح تأتي بكل راحة دون وجود أي إعاقة”، مبينا أن أسعار السياحة في الأراضي المقدسة ارتفعت بنسبة 20 – 30 في المئة عما كانت عليه ما قبل الجائحة.

ويتابع “الحراك السياحي يعود بالفائدة على كل القطاعات في مدينة القدس الشرقية، فوضعنا في المدينة من دون سياحة صعب، ولكن إذا عملت الفنادق فإن الحركة الاقتصادية تنتعش بشكل ملحوظ”.

ويذكر أبودية أن ذروة النشاط السياحي تبدأ في فبراير المقبل وتستمر حتى نهاية العام، “يمكنني القول إن خلال تلك الفترة تكاد تكون نسبة الإشغال في الفنادق بالمدينة مكتملة”. ويضيف بهذا الخصوص “الغرف في تلك الفترة محجوزة منذ الآن”.

2