الأصوات الصاخبة تضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب

تعالج حاسة السمع نحو 50 انطباعا في الثانية ولدى الأذن قدرة على التمييز بين 400 ألف صوت، ومعرفة مصدرها بدقة، إنها حقائق علمية أثبتها الأطباء، مشيرين إلى أن نحو 25 ألف خلية شعيرية تعمل على مدى 24 ساعة في اليوم وأن حجم الأذن يتغير مع تقدم العمر.
برلين- لا تقوم الأذن فقط بمعالجة الإشعارات السمعية التي تصلها، فحسب، حيث إن داخل الأذن عضوا آخر، يعمل على أن نظل نحافظ على توازننا.
ولتنفيذ هذه المهمة المعقدة والحساسة والهامة للغاية للإنسان، تعمل نحو 25 ألف خلية شعيرية بكامل طاقتها، على مدى 24 ساعة في اليوم. وهناك عضو آخر داخل الأذن، يوجد بشكل مخفي شيئا ما، خلف ممر السمع، وفوق الأذن الداخلية. فهناك ثلاثة أقواس متداخلة في بعضها البعض تحدد التوازن الجسماني للفرد، وتوضح أين يكون الأعلى وأين يكون الأسفل، وفي سبيل ذلك هناك شعيرات دقيقة في ممرات هذه الأقواس، محاطة بسائل.
وترسل الأذن هذه الاستثارة كإشارة عصبية للمخ “يجب ألا يكون الوسط المحيط بنا صاخبا أكثر من اللازم ولا ساكنا أكثر من اللازم”، لأن القوة المفرطة للصوت تجعلنا نمرض.
ووفقا لبيانات هيئة البيئة الأمانية فإن خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية يزداد عند التعرض لقوة صوت تبدأ من 65 ديسبل، وهو ما يعادل على سبيل المثال صوت التلفاز بالقوة المعتادة داخل الغرفة.
كما أن السكون المطلق ليس صحيا. يقول طبيب الأنف والأذن الألماني بودو شيفمان “استخدم الحراس في معسكر غوانتانمو هذه الطريقة في التعذيب”.وتتراجع قدرة الإنسان على السمع مع التقدم في العمر. وتبين من خلال دراسة لباحثين بجامعة آلين الألمانية، أن سمع الرجال يتضرر مع التقدم في السن قبل سمع النساء. ووفقا لذلك فإن أذن الرجل الذي في سن الـ55 عاما، في المتوسط، تسمع بنفس القدر السيء الذي تسمع به امرأة في السبعين. ويقول أصحاب الدراسة إن الفارق في فقدان السمع بين الجنسين في سن الـ70 عاما يبلغ نحو 20 ديسيل. ويرجح بعض الباحثين أن هورمون أوستروجين الأنثوي ربما كان السبب وراء ذلك.
تعمل نحو 25 ألف خلية شعيرية بكامل طاقتها، على مدى 24 ساعة في اليوم. وهناك عضو آخر داخل الأذن، يوجد بشكل مخفي شيئا ما
كما تستمر أذنا الإنسان في النمو طوال عمره، و يكونان أكبر بشكل ملحوظ لدى كبار السن. ويزداد حجم الأذنين أثناء حياة البلوغ بنحو واحد سنتمتر. تبين للبروفيسور الألماني، كارستن نيميتس، وفريق الباحثين المشرفين بمدينة برلين، وبعد قياس حجم الأذن لدى 1500 شخص في برلين أن الجزء الخارجي من صوان الأذن يصبح أعرض وأطول مع التقدم في السن.
ويقول بعض الباحثين إن السبب في ذلك هو أن جلد الأذن يصبح أكثر ارتخاء ومرونة مع التقدم في العمر. ويرى آخرون أن الأذن تنمو لأن السمع يتراجع، وأن تزايد حجم صوان الأذن ربما عوض تراجع السمع.
يشار إلى أن بصمة الأصابع معروفة لدى الجميع تقريبا. ولكن هناك أيضا بصمة أخرى يمكن أن تحل بعض القضايا الجنائية، “حيث من الممكن التعرف على الإنسان من خلال بصمة أذنه”، حسبما جاء في كتاب “الدليل الجنائي”. وأصبح ذلك ممكنا من خلال البنية الحيوية للأذن، حيث إن صوان الأذن يحتوي طوال حياة الإنسان على نمط أساسي خاص به. كما أن هناك وفقا لهؤلاء، ميزة أخرى خاصة بكل إنسان على حدة، وهي شحمة الأذن.