الأشخاص المعطاؤون أكثر صحة من غيرهم

يشير الخبراء إلى أن العطاء أحد مسببات السعادة ومهما كان شكل العطاء مثل تقديم مساعدة أو هدية أو كلمة طيبة أو تشجيع إيجابي أو صدقة للفقراء أو ممارسة الأعمال التطوعية فهو يمنح المرء شعورا جميلا ويعود عليه بالنفع بطريقة أو بأخرى.
ويخضع موضوع العطاء للدراسة والأبحاث، إذ أثبتت التجارب أن الأشخاص يحصلون على السعادة عن طريق العطاء. كما تشير الأبحاث إلى أن العطاء مفيد لكل من المعطي والمتلقي؛ فأنتِ تستطيعين تعزيز صحتك وبالتالي طول العمر من خلال العطاء ومساعدة المحتاجين من حولك.
ويقول باحثو العلوم الاجتماعية إن الدعم الاجتماعي يمكن أن يخفف التوتر، ونتيجة لذلك، تتحسن صحة من نقدم له المساعدة أيضا. فقد ثبت أن الدعم الاجتماعي يقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل الالتهاب، الذي غالبا ما يكون مقدمة للمرض وتحسين معدل الوفيات.
وإضافة إلى الشعور الجيد الذي يحصل عليه المرء عندما يقدم المساعدة لمن يحتاجها؛ فالعطاء مفيد صحيا له، وقد أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن تقديم الدعم أدى إلى انخفاض ضغط الدم وتقليل الاكتئاب، وأظهرت دراسة أخرى أنه في الأزواج حدثت تغيرات إيجابية في الدماغ عندما قدم الأزواج الدعم لشركاء حياتهم.
وثبت أيضا أن التركيز على التعاطف واللطف يقلل من المشاعر السلبية. كما أن التبرع يغير ضغط الدم وعلم وظائف الأعضاء، ويؤثر على الدماغ وعلى مزاج الشخص فيجعله متفائلا.
الدعم الاجتماعي يقلل من أمراض القلب ويخفض الالتهاب، الذي غالبا ما يكون مقدمة للمرض ويحسن معدل الوفيات
وقالت نانسي فريبورن طبيبة الصحة العامة إنه يمكن للمرء أن يبالغ في العطاء ولا يحصل في المقابل على المساعدة حينما يحتاجها، وهذا يمكن أن يجهد الأشخاص، مما يؤدي إلى تدهور الصحة، خاصة إذا كان الشخص يقوم بتقديم الرعاية للآخرين بدوام كامل تقريبا مثل بعض الأمهات وربات البيوت.
وأضافت أن بعض المعاملة بالمثل مفيدة، أي أن يحصل الفرد على الدعم من الشخص الآخر الذي قام بمساعدته. وهنا يحصل المتلقي على تعزيز صحي، كما أن مقدم الدعم يستفيد في هذه الحالة أيضا.
وتابعت فريبورن “نظرا لأن التفاعل البشري معقد، فإنه من الأفضل أن نحرص على بعض المعاملة بالمثل”. ويعتقد الخبراء أن سلوك العطاء مسؤول عن إطلاق الأندروفين في الدماغ مما يبعث شعورا إيجابيا يدعى نشوة العطاء.
وقال الخبراء إنه مهما كان حجم العطاء فإنه يعود بالسعادة على فاعله، لذلك فإن مجرد النية بالعطاء سيجعل الشخص يشعر بالسعادة من قبل التنفيذ وهو ما يولد تغييرا عصبيا بالفعل.
وأظهرت دراسة أن كبار السن الذين يقدمون المساعدة لأقربائهم أو جيرانهم أو الذين قدموا الدعم المعنوي لأزواجهم، كانوا أكثر سعادة في حياتهم وأيضا انخفض احتمال تعرضهم للموت في السنوات الخمس التالية للدراسة، مقارنة بكبار السن غير الكرماء. ويعود ذلك إلى أثر العطاء في التقليل من الضغط وتخفيف التوتر المرتبط أساسا بعدة مشكلات صحية وبذلك يؤدي العطاء دورا في ضبط ضغط الدم.
كما أظهرت دراسة أخرى في الدعم الاجتماعي الذي يتم تلقيه والدعم الاجتماعي المقدم؛ في عينة من كبار السن. وأظهرت الدراسة التي استمرت 4 سنوات أنه كان لدى كبار السن، الذين كانوا يقدمون المساعدة ويحصلون عليها في علاقة متبادلة، فرصة أقل للوفاة. إلا أنه في وقت مبكر خلال مراحل الشباب، قد يحتاج البشر داخل العائلة الواحدة إلى المعاملة بالمثل، خصوصا أن أفراد الأسرة يوجد بينهم من يؤثر الآخرين على نفسه.